احتجت فتيات وسيدات لليوم الثاني في السودان على رفع الدعم الحكومي عن الأدوية واتسعت الاحتجاجات النسوية، الإثنين، لتشمل مدن ود مدني وبورتسودان وكسلا، بينما حظي هاشتاق “أعيدوا الدعم للأدوية” بتفاعل عربي لافت.
وفضت السلطات الأمنية يوم الأحد بالقوة مظاهرة للنساء بالعاصمة السودانية على طريق أفريقيا بجوار مطار الخرطوم، احتجاجا على زيادة أسعار الدواء، ضمن إجراءات اقتصادية قاسية قضت برفع سعر الوقود والكهرباء.
ورفعت فتيات في شارع “العرضة” في أمدرمان يوم الإثنين لافتات تطالب الحكومة بإعادة دعمها للأدوية، من دون أن تتدخل الشرطة على غرار اليوم الأول لهذه الاحتجاجات التي يغلب عليها عنصر النساء.
وفي مدينتي بورتسودان وكسلا بشرق البلاد، أيضا عمدت نساء وفتيات إلى تنظيم وقفات احتجاجية وسط المدينتين، ورفعن لافتات تندد بزيادة أسعار الدواء التي وصلت إلى 300% لبعض الأدوية.
وشهدت مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، 188 كلم جنوبي العاصمة الخرطوم، احتجاجات مماثلة للنساء على ارتفاع أسعار الدواء.
ورغم محدودية المشاركة في هذه الاحتجاجات لكنها تثير ردود فعل واسعة، خاصة وأن الشارع السوداني استقبل حزمة قرارات اقتصادية صعبة شملت تحرير الوقود والدواء والكهرباء وسعر صرف الدولار، مقارنة برفع الدعم عن المحروقات فقط في 2013، ما قاد لاحتجاجات واسعة سقط خلالها نحو 200 قتيل بحسب منظمات حقوقية.
وحرك بنك السودان المركزي هذا الشهر سعر الدولار المخصص لاستيراد الأدوية من 6.8 جنيه إلى 15.8 جنيه، وسط مخاوف من لجوء الشركات إلى السوق الموازي للحصول على الدولار الذي بلغ حاليا نحو 17.5 جنيه. وفي السابق كان البنك المركزي يخصص 10% من النقد الأجنبي المتحقق من الصادرات غير البترولية لدعم استيراد الأدوية.
وحظي هاشتاق “أعيدوا الدعم للأدوية” على “تويتر” بمناصرة لافتة من قبل متداخلين في الدول العربية، ودون مواطن كويتي في تغريدته: ” يقولون الأدوية وصل سعرها 850 رحت اشوف بالكويتي كم طلع !!! يخرب بيتكم والله حتى إحنا ما نقدر نشتريه !”.
وفي مبادرة أخرى من المغتربين السودانيين تم اطلاق هاشتاق “مغتربين من أجل أهلنا”، والذي اقترح ما سماه النشطاء “الصيدلية الخيرية” لتوفير الدواء بلا مقابل، وشهدت المبادرة تفاعلا لافتا من قبل متبرعين بالمال والدواء ومن قبل آخرين دفعتهم الحاجة لطلب أدوية بعينها.
وحددت المبادرة أرقام حسابات وهواتف لتلقي التبرعات المالية والعينية وتحديد الفئات المحتاجة، بعد أن أبدى الكثيرين استعدادهم لتوفير الأدوية الغالية والحساسة.
وتضامن شاعر وملحن يدعى عماد الدين الطيب، قائلا: “أنا ضد زيادة الأسعار الدواء وأعلن عدم طرح أي أغنيات من كلماتي أو ألحاني تضامنا مع ظروف الوطن”.
يشار إلى أن ندوة اتحاد الصيادلة بالخرطوم مساء الأحد، شهدت ملاسنات حادة بين صيادلة ووزيرة الدولة بوزارة الصحة سمية إدريس.
واتهم أحد الصيادلة خلال الندوة الوزيرة بأنها “تغش” على السودانيين، لقولها إن الدولة ستستغل الأموال التي كانت مخصصة للدعم لصالح التوسع في خدمة التأمين الطبي، مبينا أن شركات التأمين كانت تعاني من المشكلات أصلا قبل الزيادات الأخيرة، لكنها الآن مهدد بالإنهيار.
إلى ذلك فرغت محكمة جنايات الخرطوم وسط صباح اليوم الإثنين من جلستها الأولى المنعقدة لمحاكمة 11 شابة و6 شباب تم اعتقالهم من شارع المطار نهار الأحد عقب الوقفة الاحتجاجية ضد غلاء الأدوية.
واستمعت المحكمة للشاكي “جهاز الأمن” وشاهد آخر، وتم تأجيل المحاكمة لجلسة الأربعاء.
يذكر أن المتهمين الـ “17” هم المجموعة الأولى، بينما مثل 10 آخرين في بلاغ منفصل أمام ذات المحكمة، وتم تأجيل سماع القضية لصباح الثلاثاء.
وفتح جهاز الأمن والمخابرات دعوى جنائية في مواجهة المحتجين والمحتجات تحت المادتين “69 و77” من القانون الجنائي لسنة 1991. وتنادى العديد من المحامين للدفاع عن المتهمين.
سودان تريبيون