خطوبة إبراهيم.. قصة قصيرة

كان إبراهيم يعمل فى النقاشة وكان دهانا ماهرا ذو خبرة طويلة فى مجال الطلاء جمعتنى به علاقة الغربة والجوار .. كان فى وقتها فى عقده الخامس يعنى فى الاربعينات ولقد امتدت به سنوات الغربة والضياع ومكث أكثر من ثلاثة أعوام دون أن يعود للوطن أو حتى يرى أولاده .. كان رجلا مرحا ظريفا حبوب ، خفيف الظل كريما شهما أخو أخوان لدرجة الرواشة ، مما ساهم فى أزمته وحال بينه وبين الحصول على المال والعودة للوطن ..
كانت أكثر علاقاته مع العوائل ولعل كرمه وساعده الأخضر والذى لا يبخل به على أحد كان سببا رئيسا فى ذلك .. وكانت له علاقة مع أسرة تسكن فى وسط الرياض يكثر من التردد عليها ، جاءت أخت المرأة زيارة فوقع صاحبنا فى غرامها ، حب من أول نظرة وزولك طوالى انبهل واندفق عليهم جنس دفق .. هاك يا يا بدل وهاك يا أكياس وهاك يا هدايا .. إلى أن تطور الأمر ووصل إلى مرحلة الخطوبة والدبل والدهب ..
وهنا قرع جرس الإنذار ووصل الخبر إلى أم العيال فى السودان من أحد أقاربها بالرياض وزودها بكل البيانات الضرورية لأهل العروس .. المدينة والحي ورقم المنزل واسم والد وأم العروس وبقية الأسرة .. وزولتك زوجة ابراهيم متين الوطا بس تصبح نفسا يولع الفص .. الفجر صحت عيالا وسرحت للبنات ولبست الأولاد وركبت الأتوبيس إلى مدينة أهل العروس وبعد ساعات طويلة وصلت بالعنوان ودقت جرس الباب .. فتحوا لها ورحبوا بها كعادة السودانيين وباطفالها السبعة فى مختلف الأعمار ..
ناس البيت كل واحد يعاين فى التانى ومتهولين فى المرا القايدة وشايلة دى .. نظرت إليهم بتروى وقالت .. هوووي ما تعاينوا .. ما فيكم زول بعرفنى ، انا بعرفكم بى نفسى ، ثم التفتت لرب الأسرة وقالت ؛ انت فلان ؟ فأجاب نعم .. عندك بنت فى الرياض مشت زيارة اسمها فلانة ؟ قال : نعم .. وهنا انحبست أنفاس الأسرة جميعا وتوقعوا الأسوا وبعضهم أخذ يتصبب عرقا ..
قالت ؛ فى واحد خطبا منك أسمو إبراهيم وانتا اديتو ؟
قال ليها ؛ نعم … قالت ليهو : انا مرتو والقدامك السبعة ديل اولادو وليهو تلاتة سنين ما شافهم … !!!!
تشهد الرجل وتنهد وقال ليها : لا لا ما عندنا ليهو مرا خالص .. حرام والله يا بنتى دى جريمة .. واتصل أمامها منهيا الموضوع لتعود زوجة ابراهيم إلى بيتها منتشية ومنتصرة بعد اخمادها للانقلاب العسكرى الأبيض دون إراقة دماء ..
قابلت الرجل بعد انجلاء غبار المعركة بأيام وسألته عن الواقعة وكيف استطاعت زوجته من تنفيس الكفر وتعطيل الرحلة فاجابنى وهو يضحك : دى صدام حسين يا زول ..
فقلت له وانا اشاركه الضحك : لست وحدك ، الظاهر النسوان ديل كلهن ياخوي فوق رجالن صدام حسين .

أحمد بطران

Exit mobile version