الحديث غير المحسوب بدقة من قبل مدعية المحكمة الجنائية الدولية بن سودة كان ثمنه باهظا علي المحكمة و ميثاقها .
فقد كان الرد الروسي عليها قويا و سريعا و حاسما .
المدعية أعلنت أن المحكمة تجري تحقيقيات في شرق أوكرانيا عن ضلوع روسيا في أحداث هناك في جورجيا .
و عقبها أعلن الرئيس الروسي سحب بلاده قرار الأعتماد الذي أصدرته عند إنشاء المحكمة و وجه من فوره وزير خارجيته إخطار الأمين العام للأمم المتحدة بالقرار .
بهذا القرار الروسي تصبح ثلاثة دول من الدول الخمس المتمتعة بحق النقض في مجلس الأمن الدولي خارج إطار المحكمة الدولية .
الصين لم توقع أصلا و الولايات المتحدة لم توقع بل و سنت قانونا يمنع موظفيها و مواطنيها من التعامل مع المحكمة .
كل القوي الدولية الكبري و صاحبة القوة أضحت اليوم خارج إطار المحكمة مما يعني أنها اصبحت محكمة إنتقائية لا تستطيع أن تتعامل مع قضايا فيها الكبار .
إذا هي محكمة موجهة للضعفاء في العالم و يكون السودان قد إتخذ الموقف السليم في تصنيف وتوصيف المحكمة وكان محقا في إبتدار الخروج الأفريقي منها .
اليوم أضحي الخروج من هذه المحكمة ميسورا و معبدا معنويا و إجرائيا .
حتى و إن بقيت المحكمة فإنها ستستمر و بها ( عوار ) و خلل قانوني لكون العدالة ينبغي أن تكون شاملة و غير محمية بالقوة أو الموقف من المصادقة .
الدول التي تقع في إطار المحكمة سواء بالتوقيع أو الإعتماد لا تعادل ثلث دول العالم و بهذا تفقد أهم صفة ترتبط بإسمها و هي الدولية .
قبل أيام وصلت رسالة قوية لقوي سياسية سودانية تعول علي الخارج و ( المجتمع الدولي ) و الرسالة من دولة كبري هي الولايات المتحدة و ذلك بفوز الرئيس ترامب الذي يقدم مشروعا إنتخابيا فاز به ويقوم علي تقديم مصالح الولايات المتحدة علي مصالح الآخرين .
و اليوم تختصر روسيا الطريق علي كل المتطلعين للحماية الدولية التي تمكنهم من نسج الإتهامات وحشد الشهود المزيفين و غيرهم .
مفهوم الرسائل من الكبار أن عليكم أن تنظروا إلي (الدخل) .
راشد عبد الرحيم