تسببت زيارة مفاجئة قام بها الرئيس المكلف للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد الحسن الميرغني إلى القيادي في مجموعة “أم دوم” المنشقة حسن أبوسبيب في إثارة ردود أفعال واسعة حول ما اذا كان مغزاها سياسي أم اجتماعي.
وأصدر أبوسبيب، الأربعاء توضيحا حول زيارة الحسن الميرغني له بمنزله، الثلاثاء، مؤكداً أن الزيارة أجتماعية، بينما نفى المكتب السياسي الانتقالي للحزب الاتحادي الأصل أن تكون للزيارة طابع حزبي أو لها علاقة بقضايا الحزب.
وقال أبوسبيب “إن صياغة خبر زيارة الحسن في مواقع تواصل اجتماعي لم تكن صحيحة… الزيارة لم تكن سياسية لأني اعتزلت العمل السياسي”.
وأضاف “أن القضايا السياسية لاتناقش في الزيارات الاجتماعية لأن هذا ليس مجالها”.
وقال بيان للمكتب السياسي الانتقالي للاتحادي الأصل الذي تلقته “سودان تربيون” الأربعاء، “إن زيارة الحسن لابوسبيبب اجتماعية ومعاودة للإطئنان على صحته، ولم يتم فيها نقاش سياسي حول الحزب أو الوطن”.
وأكد المكتب السياسي أن الشيخ أبوسبيب لم يبارك لرئيس الحزب أو للحسن قيادة الحزب أو تكليفه بذلك، موضحا أن ظروفه الصحية لم تعد تسمح له بممارسة النشاط السياسي المباشر.
وكانت “سودان تربيون” تلقت تعميما في وقت سابق عن زيارة نائب رئيس الحزب ورئيس قطاع التنظيم إلى منزل أبوسبيب بمنزله، ونقل عنه وقوفه خلف رئيس الحزب الميرغني ودعمه لتكليف إبنه الحسن لرئاسة الحزب، مع صورة للحسن وابوسبيب بحضور علي السيد المحامي وأعضاء امانة التنظيم أسامة حسون ومالك درار وياسر سر الختم.
وقال القيادي بالحزب علي السيد لـ”سودان تربيون”إن الزيارة كانت إجتماعية بغرض محدد وهو الإطمئنان على صحة الشيخ”، مردفاً “ولم يتم فيها التطرق لأي حديث سياسي مع الشيخ أبوسبيب”.
وأكد السيد أن التعميم الصادر بأن قطاع التنظيم كان في معية الحسن الميرغني ليس صحيحاً” معتبراً الترويح الذي تم “تهويش فقط”.
وكان رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محمد عثمان الميرغني أعلن الثلاثاء قبل الماضي، عن حزمة قرارات تنظيمية تثبت عودة المبعدين والمبتعدين، وتهدف إلى تفعيل دور الحزب وتطور مؤسساته.
وأعتبرت تلك التصريحات انتصاراً لمجموعة الاتحاديين القدامى المنادية بإعمال المؤسسية والرافضة للتجاوب مع نجله الحسن الذي أعلن قبل أشهر إبعاد رموز معروفة في الحزب وفصلها عن التنظيم.
وقطع بيان المكتب السياسي أن الشيخ أبو سبييب مع العمل النضالي المعارض الذي يقوم به الحزب وهو من ضمن قيادة مؤسساته ما وسعه في ذلك سبيلا.
وانتقد السلوك الذي ينتهجه بعض الاتحاديين بالترويج لسلوك يتنقص من مسيرة الحزب النضالية بإدعاء دعم المشاركة في السلطة، وزاد “ونؤكد لجميع الاتحاديين أن تقاربنا مع النظام الفاشي ومع أعوانه لن يكون”.
وغادر رئيس الحزب محمد عثمان الميرغني السودان في أغسطس من عام 2013 إلى لندن وظل فيها حتى منتصف الشهر الماضي حين وصل القاهرة في طريق عودته إلى الخرطوم.
وشهدت فترة غياب زعيم الحزب الاتحادي مشاركة الحزب في السلطة بعد قيام انتخابات 2015، والتي فجرت الصراعات داخل الحزب العريق.
وأدت تلك الخلافات إلى تنظيم مجموعات مناوئة للمشاركين في السلطة بينها ما عرف باسم مجموعة (الاسكلا) ومجموعة (أم دوم)، وجميعها كيانات تطالب بعودة المؤسسية للحزب وعقد المؤتمر العام انتخاب قيادة جديدة.
ولجأت بعض القيادات الاتحادية إلى مجلس شؤون الأحزاب السياسية الذي أصدر قراراً في يناير من العام الماضي بايقاف قرارات الفصل التي أصدرها نجل الميرغني ضد (15) قياديا في الحزب.
سودان تريبيون