* هل تم تضييع المبالغ التي استدانتها الحكومة في السفاهة؟ هذا سؤال البرلماني عبدالله مسار بحسب صحيفة (الجريدة) وقطعاً السائل أعلم بالإجابة.. لكنه ربما أراد تلطيف (صورة الحكومة) بالصيغة الآنفة..! السؤال (لمن بالتحديد؟؟) فلا يوجد من يعترف.. وقد صار السفه (شطارة)..! علماً بأن السائل جزء من الأزمة (بالإنتماء للمسؤولين) فقد أكل وشرب في مائدة الحاكمين كتنفيذي؛ ثم تشريعي (لا فرق بين الصفة والأخرى في السودان الآن)..!
* للتذكير؛ فإن (سفه ــ سفاهة) لها عدة معانٍ؛ منها: (إسراف وتبذير ــ الحمق ونقص العقل ــ جهل ــ فظاظة ــ رداءة الخلق وقلة الأدب)..!
*بعيداً عن مناسبة سؤال النائب؛ يبدو مشهد السفه الحكومي في واقع الغلاء (المُسبب) نتيجة لأفعال النظام الحاكم مع فشل السياسات وعدم القدرة على ضبط الجشع أو تركه عن قصد لأن الحكومة جزء لا يستهان به من (سوق الجشع!!).. فوراء كل غذاء ودواء يرتفع سعره إلى الضعف وأكثر؛ يمكننا تبيّن هرولة (السفه) على طول وعرض بلادنا المحكومة به؛ حيث تستهلك السلطة الموارد في أشياء ليس من بينها دعائم (للتنمية) أو تطوير الخدمات ودعم التعليم؛ الصحة.. الخ..! كما لا يوجد مناخ يشجع على الاستثمار مع سيادة سفه الروتين والفوضى و(الطمع!) فلنختار من جراب المعاني السالفة ما شئنا…!
* رئيس لجنة الزراعة بالبرلمان عبدالله مسار ــ حسب الخبر ــ تساءل: (فيم تم استغلال القروض؟ وهل كانت لمشاريع في صالح المواطن السوداني، أم ضُيِّعت بدون فائدة؟)، كما استفسر عن المبالغ التي تمت استدانتها خلال فترة تدفق النفط، وأضاف (هل أصبحنا سفهاء وضيعنا أموال الدَّين في السفاهة)؟!
* السؤال الأخير مضحك حقاً من نائب ينتمي للجماعة الحاكمة.. فالسلطة حتى في عز أيام (بترولها) كانت تحتفي بالقروض وكأنها (هبات سماوية!!).. فإن لم تكن أموال الدَّين قد ضاعت سدى؛ ففيم ضياعها؟!
* و.. (مسيرة القروض ماضية إلى غاياتها..!) فقد جاء بنفس الصحيفة الآتي: (عزا رئيس لجنة الشئون الاقتصادية بالبرلمان أحمد المجذوب، تأخر القرض الصيني الخاص بتمويل منشآت مطار الخرطوم الجديد، لعدم التزام الحكومة في الوفاء بتعهداتها تجاه دولة الصين خلال العامين الماضيين، في وقت أعلنت وزارة المالية، إكمال كافة المطلوبات الفنية مع بنك الإستيراد والتصدير الصيني للحصول على القرض البالغ 700 مليون دولار، على أن يبدأ التنفيذ في القريب العاجل).
ــ أليس عدم الوفاء (بالتعهدات) تجاه دولة الصين ضرب من السّفه؟!
* لا يمكن أن تكون السلطة في السودان تعيش (قرضياً) بجانب حصتها المعتادة من دم وعرق المواطن؛ ثم يأتي برلماني بالسؤال (البايخ) أعلاه..!
* القروض رغم عقباتها المستقبلية و(ذلتها)؛ هي روح وجسد النظام الحاكم؛ دون أن يكون لها أثراً طيباً على حياة المواطنين المحترقين بالغلاء الفاحش جداً ثم الأمراض ونقص الثمرات.. فكيف يكون السفه؟!
* ويكفي سفهاً في سيناريو المطار المذكور؛ كما حكاه لي بالتفصيل أحد المهندسين المقربين من السلطة؛ والذي يؤكد حديثه أن السفه جزء من التفكير الرسمي، فمن ضمن ما ذكره لي ويصلح لمقالات طويلة؛ أن قرضاً لمطار الخرطوم الجديد تم تحويل جزء منه (للسدود)!! مع ذلك لم ننعم بكهرباء مستقرة مبرأة من الجشع والاستهبال على حساب الشعب..!
* إذا أردنا تعديد مظاهر السفه السلطوي؛ فلا يكفي كتاب بحجم (بيت العنكبوت)..!
خروج:
* بالمناسبة: الكهرباء في منطقتنا بجنوب الجزيرة “تنقطع” خلال اليوم أكثر من عشرة مرات… هذا سفه آخر (للشغِيلة ــ بتشديد الشين وكسرها) الذين ابتلانا الله بهم؛ كما ابتلانا بالنظام (القرضي)..!
أعوذ بالله
أصوات شاهقة – عثمان شبونة
صحيفة الجريدة