دائمًا ما يسعى الإنسان إلى السعادة، وتتباين الوسائل والطرق العلمية في الحصول عليها، ما بين الطرق السهلة التي لا تحتاج إلا لتغيرات بسيطة في روتين يومك، وما بين طرق أخرى تحتاج المزيد من الوقت والجهد، وتوجيه الإنفاق المادي.
ابتسم بصدق
وليس مستغربًا أن ترتبط السعادة بالابتسامة والضحك، ولكن احرص أن تكون ابتسامتك مخلصة وصادقة، تُعبر عن مشاعر حقيقية، واحذر من الابتسامات المزيفة التي لا تعبر عن حقيقة ما تشعر به، فقد تؤدي إلى نتائج عكسية، وبالأخص لدى النساء!
فعندما أجرت جامعة متشجن دراسة عام 2011، على مجموعة من العاملين في وظائف تلزم احتكاكًا كبيرًا بالجمهور، كموظفي خدمة العملاء، وسائقي الباصات؛ تبيّن أن الموظفين الذين يبتسمون بشكل زائف، يُمسون في حالة مزاجية أسوأ مع نهاية اليوم مما كانوا عليها قبل البدء في العمل، في الوقت الذي أفادت فيه نفس الدارسة، التي اختبرت سائقين فترةً تتعدى الأسبوعين، أن الذين يبتسمون نتيجة أفكار إيجابية حقيقية، يُمسون على حالة مزاجية أفضل مع نهاية اليوم.
وأما بالنسبة لموظفي خدمة العملاء فقد توصلت الدراسة لنفس النتائج. وأفادت بأن الموظفين الذين يبتسمون بشكل زائف يسوء مزاجهم، ويشعرون بالإجهاد العاطفي، وينسحبون من العمل، وهذا ليس جيدًا للمنظمة التي يعملون بها في النهاية، ويفيد القائمون على الدراسة بأن النساء أكثر تضررًا من الابتسامات الزائفة من الرجال.
اشرب قهوة
من المعروف عن القهوة أنها بمثابة المنبه للجهاز العصبي، وأنها ترفع من مستوى الانتباه واليقظة لدى الفرد، ولكن العديد من الدراسات أضافت العديد من الفوائد من تناول المواد التي تحتوي على كافيين عمومًا، وشرب القهوة خصوصًا.
وأفادت دراسة بأن القهوة تُحسن من مزاجك، فيما ذهبت عدد من الدراسات إلى وجود علاقة بين استهلاك الكافيين، وتقليص مخاطر الإصابة بالاكتئاب، وتقليص حوادث الانتحار.
اقرأ قصة ملهمة
عند التعرف على قصة نجاح ملهمة لشخص آخر ، يزداد الشعور بالسعادة لديك، إذ كشفت دراسة جرت في عام 2012 أن قراءة قصص نجاح ملهمة عن أشخاص آخرين، تجعل الفرد أقل توترًا، وأكثر ارتياحًا، وأكثر استعدادًا لمساعدة الآخرين، مقارنة بالأشخاص الذين يُشرح لهم أن شيئًا ما يجعلهم أكثر سعادة، ومن أبرز المنصات الإلكترونية التي تحوي قصصًا مُلهمة في مختلف المجالات هي منصة «تيدكس TEDx» ، وقد أفرد «ساسة بوست» سلسلة من التقارير التي تحوي العديد من القصص الملهمة من تيدكس، جاءت تحت عنوان «سينما تيد».
تفاءل بواقعية
تفاءل بحذر، ولا ترفع من مستوى تفاؤلك إلى الخيالات المثالية التي تبتعد كثيرًا عن الواقع، حتى إذا لم تصل إلى ما تفاءلت بتحقيقه، لا تنهَرْ وتُصبْ بالإحباط، وفي هذا الصدد، تنصح عالمة النفس صوفيا تشو بما يُسمى «التفاؤل الواقعي»، وتقول إن المتفائلين بواقعية هم أكثر نجاحًا وسعادة.
ولدى المتفائلون بواقعية العديد من الصفات الشخصية التي تُعينهم على النجاح والسعادة، ولديهم القدرة على مواجهة التحديات برؤية واقعية، ويستخدمون الإبداع والنظرة الإيجابية للتخلص من مشاكلهم.
أتقن مهارة
يأتي في قمة هرم ماسلو للحاجات الإنسانية «تحقيق الذات»، ومن وسائل تحقيق الذات التي تؤدي بطبيعتها إلى السعادة إتقان مهارة معينة، تُحقق ذاتك فيها، الأمر قد يتطلب الكثير من الاستعداد والمثابرة والوقت، ولكنها تنعكس بشعور إيجابي طيب على النفس، وتفيد دراسة تعود لعام 2009 أن تعلم مهارة كقيادة السيارة أو حل مسائل رياضية على سبيل المثال، تضع الفرض تحت ضغط قصير الأمد، ولكن بعد ذلك يشعر بالسعادة على المدى الطويل.
اقضِ بعض الوقت في الأماكن الطبيعية
من الأفضل أن تقضي بعض الوقت في الأماكن الطبيعية بعيدًا عن المناطق الحضارية، إذ كشفت دراسة أن مجموعة من الطلاب الذين قضوا ليلتين في الحديقة بين الأشجار، كان لديهم مستويات أقل من الكورتيزول، من الطلاب الذين قضوا نفس الليلتين في المدينة، والكورتيزول هو الهرمون الذي يُعد مؤشرًا على الضغط.
وأفادت دراسة أخرى أن قضاء الوقت بين الأشجار يُقلّص ليس فقط مستوى الكورتيزول، وإنما يُقلّص أيضًا مستوى ضربات القلب بالنسبة للناس الذين يعيشون في مناطق طبيعية، عنهم من الناس الذين يعيشون في مناطق حضرية.
وفي نفس السياق نُشرت دراسة تعود لعام 2015، على 38 أمريكيًا وأمريكية من ولاية كاليفورنيا انقسموا إلى مجموعتين، مجموعة تنزهت في الأماكن الطبيعية، والأخرى تنزهت في المناطق الحضارية، لمدة 90 دقيقة بالنسبة للمجموعتين، وبعد انتهاء فترة التنزه، تبين أن المجموعة التي تنزهت في الأماكن الطبيعية أصبح لديهم مشاعر سلبية أقل عن أنفسهم، في حين أن المجموعة التي تنزهت في المناطق الحضارية لم يحدث لديهم تغييرات بعد التنزه.
أنفق أموالك على التجارب الحياتية بدلًا من الأشياء
أظهر بحث أن الناس يشعرون بسعادة أكبر عندما ينفقون أموالهم على التجارب الحياتية (كالسفر مثلًا)، عن إنفاق أموالهم على الأشياء، على اعتبار أننا نتذكر الخبرات والتجارب الحياتية لمدة أطول، وأذهاننا تستطيع إعادة العيش فيها، مما يؤدي إلى خلق مشاعر إيجابية تستمر فترةً أطول.
تبرع بجزء من وقتك ومالك للآخرين
كشف بحث عن أن إنفاق المال على الآخرين يجعلنا أكثر سعادة من إنفاقه على أنفسنا، كما أن أداء بعض الأعمال الصغيرة من العطف يزيد الرضا عن الحياة، كشكر من يقدم لك خدمة، أو السماح لمن خلفك بالدخول من الباب بعدك. وهذه اللفتات الصغيرة يوميًا تجعلك أكثر سعادة.
وبعد 40 دراسة جرت خلال العقدين الماضيين، وجد الباحثون أن أهم نشاط يُحسن من الصحة النفسية هو التطوع، وكشف الباحثون أن التطوع يُقلل من الاكتئاب، ويزُيد من معدلات الرضا، ويقلل من نسب الوفيات الناتجة عن أمراض جسدية كانت نتيجة الضغط الذهني.
وخلال دراسة أجريت عام 2008، قسّم الباحثون 46 شخصًا إلى مجموعتين، المجموعة الأولى ستأخذ مبلغًا من المال لإنفاقه على أنفسهم، والثانية ستأخذ نفس المبلغ لإنفاقه على الآخرين، سواء بالتبرع الخيري، أو تقديم هدية لشخص آخر. واكتشف الباحثون أن أولئك الذين أنفقوا المال على آخرين لديهم مستويات أعلى من السعادة من أولئك الذين أنفقوا المال على أنفسهم، كما شعرت المجموعة الثانية بالسعادة عند أخذ المبلغ وبعد إنفاقه.
اقض وقتًا مع أصدقائك
يُرسل تطبيق يسمى «مابنس» تنبيهات للمستخدمين في فترات عشوائية، ويطلب منهم تحديد مستوى السعادة التي يشعرون بها في تلك اللحظة، مع ذكر النشاط الذي يفعلونه، ويفعلونه مع من.
وتلقى التطبيق إجابات لثلاثة ملايين شخص، وبتحليل إجابات الأشخاص، اكتشف الباحثون أن مستوى السعادة يزيد بنسبة 8% عندما يكون الشخص مع أصدقائه، مقارنة بنسبة 1.4% عندما يكون مع والديه، و0.7% عندما يكون مع أطفاله.
ساسة بوست