مارس القيادي بحزب الأمة القومي مبارك الفاضل ذكاءً سياسياً خارقاً في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بداره بشارع البلدية جعل الجميع يضعون الكثير من علامات الاستفهام التي لم يجدوا لها إجابة، ومع كثرة الأسئلة التي طرحت في المؤتمر إلا أنها لم تجب على التساؤلات التي ظلت معلقة فيما يختص بحزب الأمة .. حيث حصر الفاضل محاور المؤتمر الصحفي في محورين: الأول: وهو الإجراءات الاقتصادية الأخيرة، والثاني حول: بعض الترتيبات والقرارات الحزبية
قلب الطاولة
تحدث مبارك الفاضل في هذا المؤتمر بصفة مختلفة عن الصفة التي كانت تلحق باسمه القيادي بحزب الأمة القومي، ولكنه في هذا المؤتمر مهر البيان الذي قدمه حول الإجراءات الاقتصادية برئيس حزب الأمة، كما حملت كل البيانات التي قدمت في المؤتمر ذات الترويسة حزب الأمة فقط، الأمر الذي جعلنا نتساءل أى حزب يقصده مبارك؟ هل هو تيار جديد من تيارات حزب الأمة الخمس، أم أنه يقصد حزب الأمة القومي الذي يرأسه الصادق المهدي، ولتوضيح هذا اللبس أفاد الفاضل بأنه يقصد حزب الأمة التاريخي الذي تكون في العام 1945م، وقال إنهم في العام 2001 استطاعوا ان يجبروا رئيس الجمهورية عمر البشير على استثناء الأحزاب التاريخية التي كانت ممثلة في الجمعية التأسيسية حتى يوم 30 يونيو 1989م وكان من بينها حزب الأمة القومي، هذا الحديث يدل على أنه يتحدث باسم حزب جديد وانه لايقصد حزب الأمة القومي الذي كان يتحدث باسمة وينسب إليه حتى يوم أمس، ولكن القرارات التي تلاها رئيس مجلس أمناء حزب الأمة والقيادي بروف يونس عبد الله مختار خلال المؤتمر تشير إلى أن هناك انقلاباً ابيض داخل حزب الأمة القومي، وتنص القرارات على تكوين مجلس سياسي انتقالي يترأسه مبارك الفاضل يتولى إدارة الشؤون السياسية للحزب لحين انعقاد المؤتمر العام المتوقع انعقاده خلال الستة أشهر القادمة، بجانب تشكيل لجنة للإعداد والتحضير للمؤتمر العام برئاسة عضو المكتب السياسي لحزب الأمة القومي فتحي حسن عثمان مادبو، ونائباً له أحمد عبد الكريم، ومقررا سارة أحمد الصديق، وهما أيضاً أعضاء في المكتب السياسي، وعلق الفاضل على هذه الخطوة قائلاً، نحن والأمة القومي أصبحنا (روحاً واحدة في جسدين).
*مؤسسات منتهية
الفاضل أعلن أن كل المؤسسات الحزبية في حزب الأمة القومي أصبحت منتهية منذ سبع سنوات، لافتاً إلى أن مجلس الأحزاب وجههم بتوفيق أوضاعهم، لافتاً إلى أن الإجراءات التي أعلن عنها انتقالية فقط لحين اكتمال عملية الوحدة بين فصائل حزب الأمة، وقال لانريد أن نخوض صراعاً مع حزب الأمة القومي، إلى حين انعقاد المؤتمر العام، وبالرغم من أن مبارك تحاشى أن يوجه أي هجوم على الإمام في المؤتمر، بيد أنه قال إن الصادق اتخذ إجراءات تعسفية بالفصل تعيق عملية الوحدة، ودعاه للتراجع عن موقفه، وقال مؤكداً التزامه بالوحدة: لامانع لدينا أن ياتي الصادق رئيساً للحزب عبر المؤتمر العام، وعليه أن يقبل بالآخر.
* نظرية نافع
مبارك الفاضل أقر بأن حزب الأمة يعاني من مشكلة من خلال اللافتات التي الكثيرة التي تحمل اسمه، وحمل القيادي بالوطني دكتور نافع علي نافع مسؤولية تشظي الحزب، وأرجع الخطوة للمشاركة في الحكومة، وقال إنه كانت هناك مجموعة واحدة مشاركة باسم حزب الأمة، ولم تخرج عندما أعلنا الخروج من الحكومة.. وأضاف هذه المجموعة تناسلت لمجموعات من أجل المناصب الدستورية التي التي كان يوزعها لهم، وهو ما أطلق عليه نظرية نافع، وجدد مبارك دعوته لأحزاب الأمة، وقال أقعدوا في الحكومة لآخر السنة، وتعالوا لحزبكم، لأن المرحلة القادمة ستكون للأحزاب الكبيرة فقط، لافتاً إلى أن حزب الأمة أعطى للحوار مشروعيته، ورحب الفاضل بالاجتماع الذي جمع الصادق المهدي ورئس الجبهة الثورية مالك عقار، والأمين العام لقطاع الشمال ياسر عرمان، وقال إن البيان الذي خرج يحمل بشريات وموضوعي، وفيه توجه إيجابي نحو الحوار .
* قرارات صادمة
أما فيما يتعلق بالقرارات والإجراءات الاقتصادية التي أعلن عنها وزير المالية مؤخراً فقد شن عليها الفاضل هجوماً ووصفها بالصادمة للشعب السوداني، وطالب بإرجائها لنهاية العام، وحذر من أنها ستستغل من قبل من أسماهم المتربصين بالحوار ورافضي التسوية السياسية في المعارضة والحكومة، لإشاعة التوتر والبلبلة في الشارع، مما قد ينتج عنه مصادمات وإجراءات استثنائية تنسف مناخ الحوار . ووصف الفاضل إجراء بنك السودان الخاص بالحافز لتحويلات المغتربين (بدكان اليماني) في ظل الحظر الاقتصادي والسياسي الذي تعاني منه البلاد .
ودعا الفاضل إلى تكليف فريق من الخبراء الاقتصاديين لترجمة التوصيات التي خرجت من لجنة الاقتصاد في الحوار الوطني إلى برنامج شامل خلال شهر، وتقديم البدائل المناسبة
تقرير:ثناء عابدين
صحيفة آخر لحظة