أقل من ثلاثة أيام تفصلنا عن يوم الثلاثاء القادم، الموافق الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني)، وعن الإعلان عن اسم الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية في انتخابات عام 2016.
وتنحصر المؤشرات والانتخابات بين مرشحين اثنين فقط؛ مرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، ومرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وذلك من بين 24 مرشحًا بدأوا المنافسة على السباق الرئاسي في انتخابات الولايات المتحدة منذ شهري مارس (آذار) وأبريل (ونيسان) عام 2015 إلى الآن؛ 17 مرشحًا منهم كانوا من الحزب الجمهوري، وسبعة مرشحين كانوا من الحزب الديمقراطي.
ويتأهب العالم أجمع لمعرفة اسم الرئيس الخامس والأربعين، الذي على أساسه يتحدد مسار عدد من القضايا الدولية والإقليمية الهامة، وأيضًا تتحدد الخريطة العالمية والعلاقات الدولية بين الدول وتوازن القوى في العالم.
وخلال تقريبًا عام ونصف العام منذ بداية الإعلان عن الترشيح في الانتخابات، ومرورًا بالانتخابات التمهيدية الأمريكية، وصولًا إلى وضعنا هذا، تنافس المرشحين جميعًا، مُطلقين الوعود والبرامج الانتخابية من أجل تشجيع الناخبين على انتخابهم، ولكن لم يصل إلى هذه المرحلة سوى هيلاري كلينتون ودونالد ترامب؛ فما هي الوعود التي اتخذها كل مرشح على نفسه في أول 100 يوم من رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في حال فوزه بالانتخابات؟
أولًا: دونالد ترامب
تعهَّد مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية، دونالد ترامب، بعدد من السياسات والقرارات التي سيتخذها في أول 100 يوم له في البيت الأبيض، فيما أسماه «عقد اتفاق بين الشعب الأمريكي ودونالد ترامب». وتتداخل هذه القرارات والوعود في التجارة والاقتصاد والقانون والصحة والخدمات العامة للأمريكيين.
وتتضمن وعود دونالد ترامب في أول 100 يوم من رئاسته للولايات المتحدة الأمريكية أنه سيقوم في أول يوم له في البيت الأبيض بتسمية الصين بدولة «تتلاعب بالعملة» ، بالإضافة إلى شروعه إصدار رسوم جمركية عقابية تُقدَّر بـ45% على الواردات الصينية. فضلًا عن احتمالية حدوث مواجهة عسكرية مع الصين في بحر الصين الجنوبي وشمال كوريا الجنوبية.
كما أعلن ترامب أنه سيقوم بإعادة التفاوض – أو على الأرجح الانسحاب- من اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا)، بالإضافة إلى فرض 35% رسوم جمركية على الواردات المكسيكية.
وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قد أعلنت أن مثل هذه الإجراءات قد تتسبب في ركود بالصين والمكسيك؛ مما قد يدفعهما للانتقام عن طريق منع تجارة الولايات المتحدة من أسواقهما، وهو ما يضر بالمستهلكين الأمريكيين الذين لن يتمكنوا من شراء المنتجات التي يعتمدون عليها، بالإضافة إلى ارتفاع التضخم المحتمل.
ترحيل المهاجرين
وكان ترامب قد تعهَّد ببدء عمليات ترحيل جماعي للمهجرين واللاجئين في الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدًا أنه ينوي وقف الهجرة من البلدان المعرضة للإرهاب. ويُقدَّر عدد اللائجين الذين سيتم ترحيلهم في حال فوز دونالد ترامب بالانتخابات حوالي مليوني مهاجر، غالبيتهم من المسلمين أو من المكسيك، فضلًا عن منع تأشيرات الدخول عن مواطني الدول التي ترفض استعادة مواطنيها.
من خلال ثلاثة مناظرات كاملة، بالإضافة إلى عدد كبير من الخطابات، يمكننا ملاحظة أن دونالد ترامب لا يتقبل المعارضة، بل إنه يكذبها على مدار الوقت. ولكن التكذيب الشفهي لا يُقارن بالمحاكمة؛ فقد تعهَّد دونالد ترامب أنه في حال فوزه بالانتخابات الأمريكية، أنه سيكلف ويشكل لجنة لفحص قضية البريد الإلكتروني للمرشحة هيلاري كلينتون؛ وذلك من أجل محاكمتها، وهو ما أكد عليه في المناظرة الرئاسية الثانية، وهو أيضًا ما لم يحدث من قبل، أن يقوم مرشح بتهديد مرشح آخر أنه سيقوم بمحاكمته في حالة فوزه بالانتخابات.
وبالإضافة إلى كلينتون، تعهد أيضًا ترامب بمحاكمة جميع النساء اللواتي شهدن بأن ترامب اعتدى عليهم جنسيًا أو تحرش بهن من قبل، والمقدر عددهم بحوالي 11 امرأة. ويأتي ذلك بعد تسريب صوتي خاص بترامب ويؤكد فيه أنه يستطيع أن يفعل أي شئ في النساء لأنه «نجم».
وأكد ترامب أن وسائل الإعلام الأمريكية تعمل لصالح كلينتون، مشيرًا إلى أنها تغطي حملته بصورة تفتقر للعدالة بهدف مساعدة منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، وقائلًا «إنهم يحاولون قمع صوتي وأصوات الأمريكيين».
وبالإضافة إلى وعوده في التجارة والاقتصاد، وعد دونالد ترامب بأنه سيطلب من الكونجرس في أول يوم له بمنصبه، إلغاء نظام التأمين الصحي أو «أوباما كير»، والذي عمل من أجله الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما على مدار سنوات حكمه، وهذا يعني فقدان التأمين الصحي لـ24 مليون أمريكي؛ مما يخلق فوضى عارمة، بحسب صحيفة «واشنطن بوست».
وأكد ترامب أيضًا أن خطته الاقتصادية ستوفر فرص عمل يصل عددها لحوالي 25 مليون وظيفة خلال 10 سنوات.
إعادة النظر في جميع الاتفاقيات الدولية
وأعلن ترامب إعادة التفاوض على شروط حلف شمال الأطلسي (الناتو) واتفاق إيران النووي، بالإضافة إلى الانسحاب من الشراكة عبر المحيط الهادئ، واتفاقية باريس للتغير المناخي؛ مما سيفتح باب الخلافات مع الحلفاء في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.
من جانبها توقَّعت صحيفة «واشنطن بوست» أنه من المرجح أن تشهد الأيام الأولى لرئاسة ترامب، صدمة اقتصادية، وعدم استقرار دولي، وأزمة دستورية.
ثانيًا: هيلاري كلينتون
تعهَّدت مرشحة الحزب الديمقراطي في الانتخابات الأمريكية، هيلاري كلينتون، بعدد من السياسات والقرارات التي ستتخذها في أول 100 يوم لها في البيت الأبيض.
وكانت هيلاري كلينتون قد أعلنت أن خطتها في الـ100 يوم الأولى من حكمها للولايات المتحدة الأمريكية في حال فوزها الانتخابات ستتلخص في محورين أساسيين؛ المهاجرين، والبنية التحتية.
تعهَّدت هيلاي كلينتون خلال أول 100 يوم لها في رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية بالاهتمام وتحديث وتنمية البنية التحتية للولايات المتحدة، وذلك بتكلفة قدرها حوالي 275 مليار دولار، ستقوم بإنفاقها في إنشاء طرق جديدة، وجسور، وموانئ، ومطارات، وشبكات جديدة للمياة والكهرباء.
وأكدت كلينتون أن الاستثمار في البنية التحتية على نطاق واسع من شأنه أن يخلق العديد من فرص العمل الجديدة للمواطنين، والتي ستكون برواتب جيدة، خصوصًا في المناطق التي انخفضت فيها الوظائف الصناعية في الفترة الأخيرة. كما أنها أكدت نيتها الاستثمار في تكنولوجيا الطاقة النظيفة، والتي ستعوض عددًا كبيرًا من الأمريكيين الذين فقدوا وظائفهم من قبل.
احتواء المهاجرين
أعلنت مرشحة الحزب الديمقراطي نيتها التعاون مع حزبها بغرض صياغة قانون للمهاجرين في الكونجرس الأمريكي، والذي يتضمن شروطًا للحصول على الجنسية والانخراط والاندماج داخل المجتمع الأمريكي مع الوقت، لكنها أكدت في الوقت ذاته أن هذا القانون سيكون من الصعب جدًا تمريره؛ بسبب وجود الجمهوريين في الكونجرس، والذي من المتوقع أن يعارضوا هذا القانون بشدة، ولكنها ستعمل على تمريره.
حياة الشعب الأمريكي
وكانت كلينتون قد وعدت أيضًا بالحصول على موافقة الكونجرس في أول 100 يوم لها في البيت الأبيض، وذلك من أجل رفع الحد الأدنى للأجور في الولايات المتحدة، مؤكدةً أن الأجور الجديدة ستكون هي الأفضل منذ الحرب العالمية الثانية. فضلًا عن تأكيدها التعاون مع الجهوريين في الأحداث والشئون المختلفة، وذلك من أجل كسر الجمهود بينهم، بحد تعبيرها.
وأعلنت كلينتون أن تشكيل حكومتها سيكون نصفه من النساء، وذلك تدعيمًا لحق المرأة، بالإضافة إلى وجود سياسات حاسمة ضد تجارة المخدرات في الولايات المتحدة.
ساسة بوست