بما أن العَالَم قد احتفل في اليوم الرابع عشر من هذا الشهر بالذكرى الـ 136 لِولادِةِ عالِم الفيزياء “ألبرت أينشتاين” الذي وَضع اللَبِنة الأولى للفيزياء النظرية الحديثة بِوضعه النظرية النسبية الخاصة والعامة. لذلك كل منا يعرف “ألبرت أينشتاين” العبقري الفذ، لكن لا تعرف “أينشتاين” غريب الأطوار، البحَار المتحمس، الهارب من الخدمة العسكرية الألمانية، الرافض للتقاليد الاجتماعية. معًا في هذا التقرير سوف نتناول عددًا من الحقائق التي لا تعرفها عن الفيزيائي الألماني السويسري، الأمريكي الجنسية “ألبرت هيرمان أينشتاين”.
5- تَكَلم «أينشتاين» في سن متأخرة عندما كان طفلًا!
لم يكن “أينشتاين” في طفولته كسائر الأطفال بل لم يتكلم إلا في سِن متأخرة، وكان نُطقه مترددًا حتى سِن السابعة. فكان تحدثه في وقت متأخر جنبًا إلى جنب مع الفناء والإخِلاص للفيزياء، وفَرُضه الروتين على زوجته، وكذلك موهبته الموسيقية أدى ببعض الناس إلى اتهَامه “بمتلازمة أسبرجر – Asperger’s syndrome” وهو اضطراب طيف التوحد والانطواء الذي يُصيب اللغُة والتنمية السلُوُكية في الأطفال.
4- كَان لديه ابنة غير شرعية ذاتَ مصير غامِض
عندما كَان في الجامعة في المدينة السويِسرية “زيوريخ” وقع “ألبرت” في حُب زَميلته طالبة الفيزياء الأكبر منه سنًا “ميلفيا ماريك” المرأة الرائعة التي تَغلَبت على مشاكل اجتماعية صَعبة لتنال مكانتِها كخامس امرأة قُبلتْ في الجامعة المرموقة. كان كل من “أينشتاين” و”ميلفيا” في علاقة غرامية تطورت سريعًا، وأنجبت “ميلفا” ابنة سُميت “ليزيرل” ولم يتحدث كل منهما عن ابنتهما لأحد، وأصبح مصيرها غامضًا حيث اعتقدت إحدى الافتراضات أنها ماتت بسبب الحمى القرمزية، وأخرى تقول إنها أُعطيت للتبني. وبعد التَخرج لم يستطع “أينشتاين” الزواج من “ميلفيا” بسبب فقره، وعدم موافقة والده. ولكن في نهاية المطاف تُصبح زوجته بسبب معايير أواخر القرن التاسِع عشر في أوروبا.
3- لم يحَصُل على جائِزة نوُبل بسبب نظريته النسبية
لم تنشأ أفكار “أينشتاين” في النسبية الخاصة عام 1905 من فراغ كما في كل الثورات العلمية، ولكن عبقريته الفذة تَكمُن في كيفية تحويل الأعمال السابقة لعلماء مثل “هنري بوانكاريه” و”هندريك لورنتز” في نظرية جديدة موحدة تُزيل الاحتكاك بين الفيزياء النيوتنية ونظرية “جيمس ماكسويل” للضوء. وأتم “أينشتاين” نظريته للنسبية العامة لُتُكمل النسبية الخاصة ونُشِرت عام 1916 ولكن للأسف استغرقت سنوات حتى أكَدت التجارب توافُقها مع نتائج الرصد لاسيما انحراف الضوء بسبب الأجسام ذات الكتلة الكبيرة. ولكن حصَل “أينشتاين” عام 1921 على جائزة نوبل في الفيزياء لاكتشافه قانون التأثير الكهروضوئي الذي يشير إلى انبعاث الجسيمات المشحونة كهربيًا (أيونات وإلكترونات) من وإلى المواد التي تمتص الإشعاع الكهرومغناطيسي مثل الضوء.
2- عُرض على “أينشتاين” تَولِي رئاسة “إسرائيل”
على الرغم من وَضِع “أينشتاين” بصمته كفيزيائي في المقام الأول، إلا أن آراءه السياسية كانت شهيرة مثل إنجازاته العلمية، ولكن الأمور كانت أكثر تعقيدًا مما كان يدُركه “أينشتاين”. كان “أينشتاين” من الدُعاة إلى السلام طوال حياته، وعبر كثيرًا عن رفضه للحروب معتبرًا إياها عائقا في سبيل التقدم، وأنها لا تبرير لها سِوى إرضاء الجانب العدواني في شخصياتنا. ولكن بعد تأسيس دولة “إسرائيل” عُرض عليه تولي رئاسة الدولة عام 1952 ولكنه رفض مفضِلاً عدم الانخراط في السياسة قائلا: “أنا رجل علم ولست رجل سياسة”. وقَدم “أينشتاين” عرضا من عدة نقاط للتعايش بين العرب واليهود في “فلِسطين”. ولكن الوثيقة التي أرسلها تدل على أنه كان بعيدًا تماما عن معرفة الأمور السياسية وتعقيداتها وبعيدًا عن أي معرفة بالأفكار الصهيونية التي تقوم عليها “إسرائيل”.
1- دِماغُه وعيُونه سُرقت بواِسطة الطبيب “توماس هارفي”
أراد “أينشتاين” أن يُحرق جسده ويتناثر رماده سرًا، وذلك لتجنُب قيام معجبيه بجعل قبره مزارًا. ولكن في 18 أبريل عام 1955 عندما مشى الطبيب المختص “توماس هارفي” في مشرحة برينستون، لم يُراع ما أوصى به “أينشتاين” قبل وفاته، ولكنه عرض فرصة لدِراسة مُخ واحد من أبرز عباقرة العصر دون إذن أو سلطة أو خبرة في علم الأعصاب، حيث توارى عن الأنظار مع 1.2 كيلوجرام من المادة الرمادية لدماغ “أينشتاين”. وقام “هارفي” بإزالة عيون الفيزيائي وأعطاهم إلى طبيب عيون “أينشتاين” الطبيب “هنري أدمز” إلا أنها تظل في صندوق الودائع الأمنية لمدينة “نيويوك” حتى الآن.
يُعتبر “أينشتاين” من أشَهر العُلمَاء على مر العصور، ولا يزال حتى الآن يحظى بهذا الصيت الواسع من الشُهرة بسبب إنجازاته التي ساهمت في رقي البشرية وإثراء العلوم. بالإضافة إلى شَخصيته النبيلة المليئة بالحيوية والقيم التي طالما دَعت إلى السلام محاولاً استخدام العلوم للقضاء على واقع الحروب الأليم. لذِلك يحتفل العَالم بذكرى ميلاد الفيزيائي طيب الأثر في الرابع عشر من مارس كل عام.
ساسة بوست