ثلاثة منافذ حدودية تربط مصر بالسودان، هى قسطل وأرقين وميناء السد العالى، بالإضافة إلى منفذ أبو سمبل الخاص بنقل الحيوانات، أحد هذه المنافذ قد يكون طريقا لتسلل وباء الكوليرا إلى مصر حالة وجود خلل- ولو نسبى- فى الإجراءات الوقائية المتبعة، خاصة أن «الكوليرا» منتشر بشكل ملحوظ فى عدة مدن بالسودان، ما تسبب فى تعطيل الدراسة فى بعض المدن السودانية، بالإضافة إلى رفع درجة الاستعداد القصوى لمجابهة المرض والحد من انتشاره. ووسط التحذيرات الدولية من انتشار الكوليرا فى عدة دول أفريقية مجاورة، أعلنت وزارة الصحة والسكان منذ أيام عن حالة اشتباه بالكوليرا لسيدة سودانية تدعى قسمة أبكر ثابت، كانت قادمة من السودان إلى مصر عبر منفذ السد العالى البحرى فى أسوان، وقتها تم إعلان حالة الطوارئ بالمنفذ تحسبا لإيجابية العينة، واحتمالية الإصابة بالمرض ومن ثم تزايد فرص نقل العدوى للقادمين على الرحلة التى وصلت على متنها السيدة المشتبه بإصابتها، وبعد الانتهاء من تحليل العينات بالمعامل المركزية، تم التأكد من سلبية العينة وعدم إصابتها بالكوليرا، ومن ثم علاجها والسماح لها بدخول البلاد.
تطعيم المسافرين إلى «الخرطوم» ضد الملاريا والالتهاب السحائى
الباخرة التى تنقل المسافرين من مصر للسودان والعكس
دعت مؤخراً منظمة الصحة العالمية، البلدان المجاورة للمناطق المتضررة بالكوليرا إلى تعزيز ترصد هذا المرض والتأهب لمواجهته على الصعيد الوطنى بهدف الإسراع فى الكشف عنه والتصدى له حال انتشاره عبر الحدود، وما عاد الإخطار بجميع حالات الكوليرا إلزامياً بموجب اللوائح الصحية الدولية، لكن يجب أن تخضع أحداث الصحة العمومية التى تشمل الإصابة بالكوليرا للتقييم فى ضوء المعايير المنصوص عليها فى تلك اللوائح للبت فيما إذا كان يلزم الإخطار بها رسمياً.
كان ذلك دافعاً لتوجه «المصرى اليوم» إلى محافظة أسوان للوقوف على حقيقة الإجراءات الوقائية والتدابير الاحترازية التى تتبعها وزارة الصحة فى المنافذ الحدودية الثلاثة مع السودان، وتحديدا فى منفذ السد العالى الشرقى، الذى استقبل حالة الاشتباه، ويستقبل مئات السودانيين أسبوعيا عبر حركة السفر البحرى بين البلدين، ومن ثم فإن احتمالية انتقال الوباء واردة ما لم تتخذ إجراءات وقائية صارمة.المزيد
لصحة العالمية: ٤ ملايين حالة إصابة بالكوليرا سنوياً
مكتب التطعيم الدولي
وفقا لتعريف منظمة الصحة العالمية، فإن الكوليرا عدوى حادة تسبب الإسهال وقادرة على أن تودى بحياة المُصاب بالمرض فى غضون ساعات إن تُرِكت دون علاج، وتفيد المنظمة، على موقعها، بأن الكوليرا تتسبب فى الإصابة بإسهال مائى حاد يستغرق فترة تتراوح بين 12 ساعة و5 أيام لكى تظهر أعراضه على الشخص، عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شرب مياه ملوثة، وتؤثر الكوليرا على كل من الأطفال والبالغين وبمقدورها أن تودى بحياتهم فى غضون ساعات إن لم تُعالج.
وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى وقوع عدد يتراوح بين 1.3 و4.0 مليون حالة إصابة بالكوليرا سنوياً، ويتسبب فى وفيات يتراوح، عددها بين 21 و143 ألف حالة وفاة بأنحاء العالم.المزيد
«الصحة»: إجراءات وقائية مكثفة لمواجهة تفشى «الوباء».. ومناظرة 28 ألفاً عبر «المنافذ»
فريق الحجر الصحى يتحدث لـ«المصرى اليوم»
قال الدكتور عمرو قنديل، رئيس قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة، إنه بالنسبة لإجراءات الحجر الصحى، تمت متابعة القادمين من السودان، حيث تمت مناظرة 27919 شخصا، من خلال مناظرة القادمين على متن 176 طائرة، وعددهم 15 ألفا و563 شخصاً، بالإضافة إلى مناظرة القادمين، وعددهم 1350 كانوا على 5 بواخر، وأخيرا مناظرة 11006 أشخاص من السودان خلال منفذ قسطل البرى، كما تم إعدام 2406.5 كيلو أطعمة فى المنافذ المشار إليها، وإعدام 7592 لتر مياه.
وأشار قنديل لـ«المصرى اليوم» إلى أنه فى إطار اليقظة وترصد الأحداث الصحية على المستوى القومى، تم العلم عن طريق نظام الترصد عن طريق الحدث Event based surveillance وعن طريق موقع مركز مكافحة الأمراض المعدية بقارة أوروبا ECDC إعلان وزارة الصحة السودانية عن تسجيل 416 إصابة بالإسهال فى 3 ولايات بالبلاد، منذ الأسبوع الثالث من أغسطس الماضى، توفى 17 منها، وتمت مخاطبة منظمة الصحة العالمية، بتاريخ 7 سبتمبر الماضى للاستعلام والتحقق من الخبر، وأنه يجب أن تقوم منظمة الصحة العالمية بمتابعة الموقف الوبائى وإبلاغ الدول بالمخاطر الخاصة بها.
المصري اليوم