نجحت شرطة مدينة فلاردينغن الهولندية في إلقاء القبض على سارق مطلوب، من خلال “فخّ البوكيمون”. لكنّ ذلك لا يمنع الانتقادات التي توجّه إلى اللعبة المتمدّدة في البلاد.
أكثر من مليون وربع مليون هولندي، تتخطّى أعمارهم الثامنة عشرة، يواظبون على لعبة “بوكيمون غو”. لكنّ هذه اللعبة الإلكترونية التي تلاقي رواجاً كبيراً تحوّلت إلى مادة لجدال قانوني يتعلق بالحريات الشخصية والإزعاج وانتهاك الخصوصية.
تفيد البيانات بأنّ 58 في المائة من عشاق “بوكيمون” تلك الشخصية الكرتونيّة التي تحوّلت إلى لعبة إلكترونيّة، يمارسون لعبتهم تلك مرّة يومياً على أقلّ تقدير، وهو ما يترك أثره في الشارع وساحات المدن وحتى عند مداخل المنازل والملكيات الخاصة. واحتشاد نحو عشرة في المائة من سكان البلاد في الشوارع، في هذا السياق، يرى فيه البعض تعزيزاً للأمن المجتمعي والاقتصادي، إذ تكثر العيون والعدسات التي تراقب مختلف الزوايا في طول البلاد وعرضها.
وكانت الشركة المشغّلة للعبة قد تلقّت تنبيهات من بلدية لاهاي بعد شكاوى عدّة رفعت أمامها تتعلق بالإزعاج العام وانتهاك الخصوصية، لا سيّما مع نزول مئات صائدي البوكيمون إلى أحد شواطئ المدينة في يوم مشمس من سبتمبر/ أيلول الماضي، الأمر الذي تسبّب في إزعاج مرتادي الشاطئ وهلعهم، فيما غضب أصحاب المقاهي والحانات وكذلك مرتادوها. فطلبت البلدية التي توجّهت إلى القضاء الهولندي، من الشركة الأميركية المصنّعة “ناينتيك” وقف ظهور الكائنات الافتراضية بين الساعة الحادية عشرة ليلاً والسابعة صباحاً، لا سيّما في الساحة التي أطلقت عليها تسمية “عاصمة البوكيمون” في هولندا، والتي خصّصت مع مرافقها وخدماتها للاعبين. فقد نُصبت في وسطها سارية علّقت عليها صورة للشخصية. أمّا الشركة فقد ردت بأنّها سوف تدرس إمكانية وقف اللعبة ليلاً، لكنّ ذلك غير ممكن تقنياً لغاية الآن.
تشير بعض استطلاعات الرأي إلى أنّ نحو تسعة في المائة من الهولنديين يفكّرون في تنزيل اللعبة على هواتفهم المحمولة وأجهزتهم اللوحيّة الذكية وتجربتها. وهذا ما يدفع السلطات المدنية والأمنية إلى محاولات بهدف إيجاد قواعد قانونية للتعامل مع اللعبة وآثارها المتعددة. وبالفعل، منعت بلديات عدّة دخول صائدي البوكيمون إلى مقابرها.
العربي الجديد