(حملت القيادية الإسلامية البروفيسور سعاد الفاتح البدوي المجتمع مسؤولية الأزمة الاقتصادية الراهنة، وقالت إن الأزمة سببها تحنط الناس وتبلدهم وأضافت: (الأزمة خالقنها نحن لأنه ما بنفكر) وزادت.. لو بنفكر كان شلنا كواريكنا وعصاياتنا ومشينا على البحر وأكلنا وأكلنا المعانا.. واتهمت سعاد في تصريحات بالبرلمان أمس الشباب بالنفاق وقالت.. الشباب والمرأة قاعدين ساي مافي إبداع.. داعية إلى إعدام من يتعاطون (الخرشة والأفيون والقاعدين نايمين).. وطالبت سعاد بأهمية الإبداع في الزراعة والصناعة وقالت: (لازم نبدع في الزراعة والصناعة ونعتمد على رقبتنا وما نشحد الأمريكان) وأردفت: (الشعب السوداني ما جيعان لكن ينقصه الإبداع والسلام والاستقرار)
هذا هو التصريح المنسوب للدكتورة سعاد الفاتح البدوي.. وهي لمن لا يعلم تعتبر القيادية الأبرز في الحركة الإسلامية.. والأكثر حضورا بين أبناء جيلها منذ وصول الإسلاميين إلى السلطة العام 1989، غير أن الملاحظ أن حضورها لم يكن يوما إضافة.. بل ظل خصما حتى على رهطها من الجماعة.. وتصريحها أعلاه ليس غريبا ولا مفاجئا لمن يعرفونها.. فهي مصنفة من النوع مثيرة القلاقل.. وسعاد الفاتح هي العميدة التي حذرت مدير جامعتها.. وهو يقف على المنصة أمام المئات من الحضور.. من مصافحة الطالبات في أيديهن.. مع أنها لا تجد حرجا في المصافحة.. غير أن تصريحها الأخير قد تجاوز كل الحدود وإن أعطى تصورا لطريقة تفكير الإسلاميين في معالجة المشاكل.. أليست هي كبيرتهم..؟
انظر لقولها.. إعدام من يتعاطون (الخرشة والأفيون والقاعدين نايمين).. هذه دعوة إن دلت على شيء فإنما تدل على ضيق الأفق وقصر النظر.. فإذا افترضنا أن الوضع الاقتصادي في أفضل أحواله.. وأن كل فرد قد حفظت له الدولة حقوقه في العمل والسكن والعلاج والعيش الكريم.. فأين المسؤولية الأخلاقية للدعاة وحملة لواء إصلاح المجتمع والمبشرين بقيم الدين؟.. فهل هذا نهج الإسلام..؟ البتر والقتل والسحل..؟ دون جهد دعوي وتوعوي.. وهذا بعد إزالة كل الأسباب المفضية إلى الانحراف والعطالة.. فكيف بِنَا إذا كان دخل الفرد العامل لا يفي بالحد الأدنى من احتياجاته الأساسية.. وأن نسبة البطالة قد ضربت أرقاما قياسية.. فهل تدعو النائبة المحترمة.. والعالمة الداعية.. الدولة لكي تتصدى لمسؤولياتها.. أم تحرضها على قتل الناس؟؟! وهل يعقل أن يكون هذا الغثاء هو طرح هذه السيدة لحل الأزمة الاقتصادية..؟ عجبي..!
وعلى ذكر الضائقة الاقتصادية.. والاعتراف بها.. وتقديم الحلول العملية.. لا ذم الشعب وشتمه.. وعقوبته مرتين.. مرة بسياسات خاطئة أفضت للأزمة.. ثم مرة أخرى بتحميله مسؤولية الأزمة.. وكأنما الدولة قد وفرت كل مقومات الإبداع وهيأت ظروفه.. فخذلها الناس.. ففي ذات الوقت الذي تناقل الناس غثاء السيدة سعاد الفاتح.. كان الإعلام المصري يروج لدعوة الغرفة التجارية المصرية والتي طالبت التجار ورجال الأعمال والمستوردين بالتوقف عن شراء العملات الصعبة لمدة أسبوعين.. للمساعدة في استقرار سعر الصرف.. وتحسين سعر العملة الوطنية.. كما طالبت بأن يقتصر الاستيراد على السلع الأساسية فقط.. بل طالبت الغرفة المواطنين أن يؤجلوا شراء أي شيء يمكن تأجيل شرائه.. والاكتفاء بالضروريات والملحة.. أي أن المواطن له دور في معالجة الضائقة الاقتصادية.. لا من موقع المجرم المدان.. بل من موقع الشريك صاحب الدور الإيجابي!
أرأيتم الفرق..؟؟!
محمد لطفي
اليوم التالي