ربما لم تجد قوات الدعم السريع ما يكفي من تسليط الضوء على انتصاراتها وإنجازاتها على الأرض، فهي لم تعد مجرد قوات تقوم بواجباتها في تحقيق الاستقرار واستباب الأمن فقط في ربوع دارفور ومناطق أخرى، فقد امتد عملها في حماية الحدود وملاحقة عصابات الاتجار بالبشر على الحدود السودانية الليبية. > ففي كل مكان وشبر من أراضي دارفور وأجزاء واسعة من البلاد، تجد هذه القوات تعمل في صمت وتؤدي واجبها وهي سند للقوات المسلحة وتعمل معها وتؤازرها وتأتمر بأمرها، ويكفي ما كشف عنه اللواء محمد حمدان دقلو قائد الدعم السريع في أحاديث صحافية نشرتها الصحف في الأيام الماضية عن دور هذه القوات كطليعة متقدمة تقوم بواجب التدخل السريع والحرب الخاطفة وهي أنموذج للحرب التي تخوضها الحركات المتمردة وبعض المجموعات المسلحة التي تعيش في المنطقة .
> في الوقت الراهن تتم عملية تصفية للجيوب الأخيرة للتمرد في دارفور، ومنها فصيل عبد الله جنا الذي تم دحره أول من أمس بواسطة قوات الدعم السريع، في منطقة كان يظن أنها محرمة على أية قوات نظامية تتبع للحكومة قبل سنوات قليلة، وتم أسر أبرز قادة هذه الحركة المتمردة، وفي ذات الوقت تتسع دائرة مسرح العمليات الذي تعمل فيه الدعم السريع من أقاصي الجنوب الغربي لدارفور حتى أقصى الشمال عند مناطق العوينات وحدود السودان مع ليبيا وهي منطقة مرشحة لخروقات عديدة من حركات التمرد خاصة حركة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة، وهي الحركات التي تمارس الارتزاق وتقاتل في صف اللواء المتقاعد في ليبيا خليفة حفتر وتشارك في كل عملياته العسكرية التي تستهدف الشعب الليبي . ومعلوم أن المناطق الحدودية المشتركة بين السودان وليبيا وتشاد توجد فيها مجموعات مقاتلة تنتمي الى قبائل (التبو) بينها فصائل تشادية يطاردها الجيش التشادي بقوة ويعمل على تصفية وجودها. فتجربة القوات المشتركة السودانية التشادية نجحت مع وجود الدعم السريع بحكم التنسيق المتقن، في تنظيف الحدود وتطهيرها من أية مظاهر للتمردات والمجموعات المتمردة .
> وما يلفت الانتباه أيضاً أن اللواء محمد حمدان دقلو أشار في أحاديثه الصحافية خلال الأيام الماضية، الى الأدوار الأخرى للدعم السريع في حماية العمل في مجال التنمية والخدمات، مضيفاً أن الدعم السريع قدم مساعدات خدمية للمواطنين في عدة مناطق عبارة عن حفر آبار مياه (ودوانكي) وتشييد مدارس ومراكز خدمة طبية وعلاجية للمواطنين وبناء الخلاوى وحماية الموسم الزراعي ومد يد العون للإدارات الأهلية والقرى والأرياف والأحياء في المدن المختلفة. > وأشار (حميدتي) الى قضايا الرُّحل التي لابد أن تحل رابطاً بين استقرار الرُّحل وإصلاح أوضاعهم وتوفيقها واستقرار الأوضاع في دارفور وحل القضايا التي تؤرق إنسان دارفور . > وتضم قوات الدعم السريع كل أبناء ولايات دارفور دون أي تصنيف، وتعمل كقوات نظامية محترفة تم تدريبها تدريباً جيداً في معسكرات التدريب التابعة للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وتخصصت في هذا النوع من التدخل بحكم تدريبها على سرعة الحركة والتنقل وسهولة المناورة والتنفيذ لعملياتها، وهي تناسب طبيعة القتال الموجود في المنطقة في غرب السودان وإفريقيا جنوب الصحراء. ولولا هذا النوع من التكنيك العسكري والعقيدة القتالية المتميزة ، لما تحققت انتصارات الدعم السريع وأصبحت هي البُعبُع الذي يؤرق المتمردين .
> ومن الخطأ بمكان، اعتقاد البعض أن هذه القوات تعمل بمفردها دون موجهات أو متابعة من القوات المسلحة. فضباط من الجيش يقودون هذا العمل الذي يتم بتخطيط وإشراف دقيق من الجيش الذي قام بتدريب هذه القوات التي تنتمي إليه، ولكن لان التجربة جديدة أوجدتها التطورات الأمنية والعسكرية وما طرأ على طبيعة الحركات المتمردة والقتال في مناطق العمليات، فكثير من المعلومات غائبة تحتاج الى تصحيح وينبغي على الصحف ووسائل الإعلام الاقتراب أكثر لمعرفة حقيقة ما يجري وما تقوم به قوات الدعم السريع التي تحمي الأرض والعرض في ربوع دارفور وجنوب كردفان والسودان أجمع..
صحيفة الإنتباهة