* أخيراً حظي الاتحاد السوداني لكرة القدم بميزة يتفرد بها على رصفائه في الاتحادات الوطنية الكروية الأخرى، بأفريقيا والوطن العربي والعالم أجمع.
* الميزة المذكورة لا تتعلق بالقدرة على تجهيز الأندية والمنتخبات للفوز بالبطولات الخارجية، ولا بحسن تمثيل الوطن فيها، ولا بجودة إدارته لبطولاته المحلية، ولا برعايته للمواهب، ولا بتوفيره لسبل الراحة والمتعة في ملاعب تكتظ بجمهورٍ كثيف، يستقطع ثمن التذاكر من قوت الأبناء، ويحضر لمتابعة المباريات من الضواحي وطرف المدائن.
* تميز اتحاد معتصم جعفر بكونه الوحيد الذي أخفق في استكمال مسابقته الرئيسة لعامين متتاليين.
* في الموسم السابق انسحب الهلال من بطولة الدوري، وانسحب معه فريقا الأمل والميرغني كسلا بسبب تلكؤ الاتحاد في حسم شكاوى كان المريخ طرفاً فيها، واستغرق حسمها عدة أشهر.
* في الموسم الحالي انسحب المريخ بسبب شكوى قدمها، وظلت قابعة في أدراج الاتحاد أكثر من شهرين.
* لن يصدق أحد أن الاتحاد حاول إخطار نادي المريخ بقراره في الشكوى المذكورة قبل ساعة واحدة من موعد مباراة القمة، بعد أن أخفى عنه معلومة مهمة، تتعلق باعتزامه إقامة مراسم التتويج نهاية المباراة، برغم وجود شكوى معلقة، ومادة ملزمة في القانون الكروي، تجعل أمر التتويج محظوراً بأمر القواعد العامة التي تحكم عمل الاتحاد.
* شهادتنا في تلك الأحداث مجروحة، لأننا نتمتع بعضوية مجلس المريخ، لذلك لن نسهب في تبيان مسببات موقف المريخ.
* لكن الثابت الذي لا خلاف عليه مفاده أن الاتحاد الحالي ضرب الرقم القياسي في الفشل، وبلغ الغوثية في الإخفاق، وأن منافساته باتت فاشلة وفاسدة، وموبوءة بالتواطؤ، بخلاف الاتهامات التي تلاحق بعض قادة الاتحاد، بدرجة استدعت مثولهم أمام نيابة المال العام، بتهم تتعلق بالفساد وتبديد المال العام والاختلاس.
* من نعنيهم تعدوا على نصوص لائحة القيم والأخلاق الصادرة من الفيفا، والتي تحظر على أي إداري أن يدخل في أي أعمال تجارية مع اتحاده، وتمنع حتى أقاربه وأصدقاءه من ذلك تماماً.
* كرة القدم السودانية باتت أبعد ما تكون عن مبادئ اللعب النظيف التي يرفعها الاتحاد الدولي لكرة القدم، ويشدد عليها، ويعاقب من يتجرأون على تجاوزها بالحرمان من ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم.
* لم يستثن الفيفا رئيسه بلاتر، ورئيس الاتحاد الأوروبي ميشيل بلاتيني، عندما أقدم الأول على تخصيص مبلغ مليوني يورو للثاني بلا وجه حق، فتم إقصاؤهما من منصبيهما بلا رأفة، بعد أن أدينا بالثابتة.
* أما في السودان فلا أحد يأبه لما يدور في الاتحاد، ولا سلطة تتدخل لتمنع مظاهر الفساد والتواطؤ واللعب غير النظيف التي تفشت في ملاعبنا، وإذا حدث التدخل يتم بطريقة سيئة، تساوي بين البريء والمذنب، وتقدم أسوأ الخيارات لقيادة الاتحاد، لأن القائمين على أمر الرياضة لا يعلمون عنها شيئاً يذكر.
* ختاماً نذكر أن كل عقلاء الوسط الرياضي حمدوا لمجلس المريخ إقدامه على إبعاد فريقه من مباراة الختام، لأنها كانت موعودة بالشغب، لو أقيمت في موعدها، وتلك حقيقة لابد أن تذكر، كي لا ينكرها من لا علاقة لهم بالرياضة، وبعض من لا يفرقون بين منطقة الجزاء والمنطقة الصناعية.
صحيفة اليوم التالي