وبلغ التطاول بإيران أن تستهدف بيت الله الحرام وأن تطول أسلحة إيران ، من خلال أتباعها الحوثيين في اليمن ، مكة الكرمة فأين نحن وما هو دورنا في الأحداث العاصفة التي تمر بها المنطقة ومن التحالف الشيطاني الأمريكي الشيعي الرافضي الذي يطبق الخناق على الأسلام السني في كل مكان خاصة في أرض الحرمين الشريفين؟
لأول مرة تسفر أمريكا عن وجهها الكالح وتكشف عن تحالفها مع إيران الرافضية الشيعية الفارسية لشن الحرب على السنة بعد أن صنفت مذهب أهل السنة والجماعة عدواً استرتيجياً منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 والذي دشن بداية الحرب الصليبية الأمريكية على الإسلام.
لم تكن زلة لسان ورب الكعبة تلك الكلمة التي خرجت من فيه الرئيس الأمريكي بوش الابن : -(إنها الحرب الصليبية) .. وهو يعلق على أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي ضربت برجي مركز التجارة في نيويورك.. نعم أنها لم تكن إلا حربا صليبية نرى اليوم شررها المتطاير ولهيبها المدمر الذي يجتاح أرض الإسلام في العراق وسوريا واليمن وليبيا ويوشك أن يمتد إلى أرض الحرمين الشريفين بل إلى كل مكان في عالمنا الإسلامي السني.
لا غرو أن يصدر الكونجرس الأمريكي قراراً بتعويض ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر الذي يرهن البترول السعودي لعشرات السنين وبالتالي ترليونات الدولارات السعودية لتعويض أولئك القتلى بما يعني أن أمريكا قلبت ظهر المجن للسعودية بينما قامت قبل ذلك بأشهر بإبرام اتفاق البرنامج النووي مع إيران والذي دشن كذلك مرحلة جديدة في التحالف الأمريكي مع الشيعة للقضاء على الإسلام السني.
قالها الرئيس أوباما (بعضمة لسانه) إن من الوسائل التي اعتمدتها أمريكا للحرب على ما سمته بالإرهاب (دعم الشيعة) وذلك ما يفسر التحالف الأمريكي الإيراني الذي نسجت خيوطه بإحكام من خلال الحروب التي تشتعل الآن في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها.
قضت أمريكا على ربيع مصر العربي من خلال إزاحة مرسي وتنصيب السيسي المرتمي في أحضان التحالف الجديد بين أمريكا وإيران وحاولت من خلال بعض عملائها في المنطقة إزاحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال عملية الانقلاب الأخير حتى يخلو الجو لإيران لكي تعبث بأمن المنطقة بدون رقيب أو حسيب.
ذلك ما يفسر عودة الوعي المتأخرة التي تحاول إقامة تحالف بين كل من السعودية وقطر مع تركيا أردوغان وليت الأمارات التي لا تزال تغرد خارج السرب تلحق بركب التحالف الجديد لحماية أرضها ومنطقتها من الأطماع الإيرانية الشيعية الفارسية.
التدخل التركي في حرب الموصل في العراق يأتي في هذا الإطار وكذلك التدخل التركي في سوريا فهل يتمدد وعي الحكام العرب لإعادة النظر في الموقف من إسلاميي مصر الذين لعبت كل من السعودية قبل الملك سلمان ودولة الإمارات دوراً غريباً في الحرب عليهم إبعاداً للرئيس محمد مرسي ودعماً للسيسي رجل أمريكا وإسرائيل وتمكيناً له من حكم مصر بانقلاب دموي قتل الآلاف وسجن عشرات الآلاف في أرض الكنانة؟
يجب التكفير ، وبأعجل ما تيسر ، عن ذلك الخطأ القاتل بالعمل على إزاحة السيسي فكما أن أمريكا تعتمد سياسة هجومية فاجرة على السنة في كل مكان فإن على المملكة أن تعلم أن مصر مهمة في حربها على الدور الأمريكي المتماهي مع روسيا وإيران في الحرب عليها وعلى السنة ولن تنسى ذاكرة التاريخ كيف دعا الرئيس المصري السابق محمد مرسي للخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي من داخل مؤتمر اقتصادي أقيم في طهران الأمر الذي جعل المترجم الشيعي الرافضي يزور حديث مرسي أمام كاميرات الدنيا.
إن على الرئيس البشير وقد لعب دوراً تاريخياً في مساندة أرض الحرمين ومواجهة إيران الرافضية التي تسعى لحصار المملكة من تلقاء الجنوب من خلال أتباعها الحوثيين ومن الشمال من خلال احتلالها للعراق ومن الغرب من خلال احتلالها لسوريا ولبنان ومن الشرق من خلال الشيعة القاطنين في شرق المملكة وفي البحرين بل ولمحاصرة دولة الإمارات والكويت وقطر .. إن عليه أن يناصح القيادات الخليجية بأهمية كسب مصر في معركة الإسلام المصيرية مع أمريكا الصليبية وإيران الفارسية.
ذات الخطأ الذي ارتكبته دول المنطقة حين شنت الحرب على نفسها بعد أن انخدعت لأمريكا وأزاحت الشهيد صدام حسين ..لقد اعترف أحد الزعماء الخليجيين بقوله ، متجرعاً كؤوس الندم : لقد كان صدام جبلاً لطالما عصمنا من إيران الفارسية فإذا بنا نزيحه لمصلحة أعدائنا ولا حين مندم! .
صحيفة الصيحة