بعد حملات السخرية التي تبناها سعوديون وكتاب عرب على عبدالفتاح السيسي، ظهرت على الساحة مطالب سعودية بعودة باسم يوسف الإعلامي الساخر مجددًا إلى الأضواء، ليشكل وسيلة إضافية جديدة للسخرية السعودية من السيسي.
وطالب جمال خاشقي، عبدالفتاح السيسي، بإعادة بث البرنامج الساخر، للإعلامي باسم يوسف، لتفادي حصول أزمات دبلوماسية، على حد قوله.
وكتب خاشقجي، عبر حسابه على موقع التدوينات المصغر “تويتر”، في تعليقه على تصريحات الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، السعودي إياد مدني، حول “تلاجة السيسي”: “لا يُلام مدني، جاءته القفشة جاهزة فلم يستطع بطبعه الساخر أن يقاومها، الحل يرجع السيسي برنامج باسم يوسف قبل حصول أزمات دبلوماسية”.
وأخطأ مدني خلال كلمته في افتتاح مؤتمر للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” في تونس، الخميس الماضي، في ذكر اسم الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، إذ استخدم عوضًا عن لقبه لقب عبدالفتاح السيسي.
وقال مدني: “فخامة الرئيس الباجي قايد السيسي رئيس الجمهورية التونسية”، قبل أن يستدرك خطأه سريعًا مضيفًا: “السبسي أسف”، ويستكمل تعليقه: “هذا خطأ فاحش”، ثم قال موجهًا خطابه للرئيس التونسي: “أنا متأكد سيادة الرئيس أن ثلاجتكم فيها أكثر من الماء”.
وكان باسم يوسف يقدم برنامج أسبوعي ساخر بعنوان “البرنامج”، على شاشة عدة قنوات فضائية، وكان يركز سخريته، التي وصفها البعض بأنها متحاملة، على الدكتور محمد مرسي، لكن قبل أيام من وصول السيسي للحكم، وبالتحديد في 2 يونيو 2014م، أعلن يوسف توقف بث البرنامج بشكل نهائي؛ الأمر الذي أرجعه مراقبون إلى ضغوط سياسية.
والثلاثاء الماضي، قال الرئيس السيسى، وذلك في كلمة له خلال المؤتمر الأول للشباب الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ،: “والله العظيم أنا عشت 10 سنين تلاجتي كان فيها ميه بس ومحدش سمع صوتي”، ما أثار موجة عاصفة من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، متهكمة من هذا التصريح.
إعلان سابق
وسبق وأعلن الإعلامي الساخر باسم يوسف، عودته قريبًا للأضواء من جديد عبر محطة أجنبية، عقب توقف برنامجه “البرنامج” في منتصف عام 2014م، والذي كان يعرض على قناة MBC مصر، ونشر باسم، صورة له على موقع إنستجرام بجوار لافتة دعائية لقناة “fusion” الأميركية معلقًا عليها: “ترقبوا عودة مصغرة”، #mini_comeback، لينهال عليه متابعوه يسألون حول البرنامج الجديد وطبيعته.
فيما طالب الإعلامي الساخر باسم يوسف، جمهوره ومتابعيه، بترقب عودته للظهور من جديد عبر هذه القناة، دون أن يذكر أي تفاصيل، وكان يوسف كتب على حسابه على “تويتر” يقول قبل بث هذه الصورة: “لسه برضه لابد (تمر) على القنوات وبتلف عليها تولول؟ مش كبرنا بقي على كده، كمل لف بشنطة هدومك عليهم”، ومن جانب آخر، نشر باسم أيضًا على حسابه على تويتر تفاصيل حوار أجرته معه مجلة thedailycrisp، حيث كشف عن رفضه “إحدى أضخم الصفقات الإعلانية في الشرق الأوسط، ليصبح وجهًا لمشروب غازي”، وعلق قائلاً: “لا يمكن أن أكون سببًا في تسميم الصغار والشباب، بينما أمنع دخول تلك المنتجات بيتي، هذا نفاق، فأنا عندما أرى تلك الأشياء أرى سمومًا وليس منتجات”.
تأتي تلك المطالب بعد أزمات متعاقبة مع أزمة قريبة بسبب عدة خلافات بين القاهرة والرياض..
تيران وصنافير
شهدت الأشهر القليلة الماضية أدلة ومستندات داخل قاعات القضاء المصري، والتي تتناول ملف ملكية جزيرتي تيران وصنافير، ما بين مستندات الدفاع التي تؤكد مصرية الجزيرتين ووثائق هيئة قضايا الدولة الممثلة للحكومة التي تؤكد سعوديتهما، ما وضع مصير الأرض تائهًا في انتظار الحكم الفصل من المحكمة الإدارية العليا؛ لوقف هذا الجدل.
ورغم صدور حكم أول درجة باعتبار تيران وصنافير جزر مصرية، إلا أن حكم محكمة الأمور المستعجلة بوقف تنفيذ الحكم قد ذهب بالقضية إلى نفق بعيد؛ وهو المتعلق بعدم اختصاصها بوقف تنفيذ الحكم على اعتبار أن ذلك يخالف مواد الدستور وفقًا لآراء عدد من القانونيين، وبالتالي فإن المستنداث والوثائق التي يتصارع كل من الدفاع وقضايا الدولة إلى تقديمها للإدارية العليا ستكون صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في هذه القضية؛ لأن حكم الإدارية العليا لن يتم الطعن عليه أمام أية محكمة أخرى.
وفي الوقت الذي تقدم فيه المحاميان خالد علي وعلي أيوب الدفاع – بمجموعة من الوثائق التي تظهر لأول مرة أمام المحكمة، إلا أن هيئة قضايا الدولة مازالت متمسكة باعتبار ملف الجزيرتين من أعمال السيادة وبالتالي لا يوجوز الطعن عليها أمام مجلس الدولة.
ووقعت مصر مع شركة أرامكو الاتفاقية بواقع 700 ألف طن شهريا، لمدة 5 سنوات، بموجب اتفاق بقيمة 23 مليار دولار بين شركة أرامكو السعودية، والهيئة المصرية العامة للبترول، جرى توقيعه خلال زيارة رسمية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لمصر هذا العام.
وبموجب الاتفاق تحصل مصر شهريا، منذ مايو، من أرامكو 400 ألف طن من زيت الغاز (السولار)، و200 ألف طن من البنزين، و100 ألف طن من زيت الوقود، وذلك بخط ائتمان بفائدة 2% على أن يتم السداد على 15 عامًا.
موقف المندوب المصري بالأمم المتحدة
وأثار تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي في مجلس الأمن الدولي بشأن الأزمة السورية، إلى جانب الصين وفنزويلا، موجة انتقادات من السعودية وقطر واللتان اعتبرت الموقف بمثابة تخلي عن العروبة.
ووصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي تصويت مندوب مصر لصالح مشروع القرار الروسي بالمؤلم.
وقال المعلمي بعيد التصويت “كان مؤلمًا أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي (المصري).. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر”.
وأكد أن بلاده ستواصل دعمها للشعب السوري بكل الوسائل. ووصف المندوب السعودي طرح روسيا مشروعًا مضادًا، واستخدامها الفيتو ضد مشروع القرار الفرنسي بـ”المهزلة”، حسب تعبيره، وأضاف، “أن بلاده وعشرات من الدول الأخرى ستوجه خطاب احتجاج لمجلس الأمن عما جرى”.
من جهتها وصفت مندوبة دولة قطر لدى الأمم المتحدة علياء آل ثاني الموقف المصري بالمؤسف، وقالت: إن “المهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية بعد استخدام روسيا الفيتو للمرة الخامسة”.
التحالف الروسي على حساب سوريا واليمن
واعتبر المحلل السياسي السعودي الدكتور باسم العالم، مواقف مصر جاءت متماعية فحديث عبد الفتاح السيسي وخطاباته مملوءة بالعسل، لكن لم نرى قرارات عربية قومية تحتاجها المملكة والعرب، على رأسها قضية الحرب في سوريا.
وفي تصريح صحفي قال العالم:”على سبيل حرب اليمن أعلنت مصر مشاركتها ضمن قوات التحالف العربي ولم يكن هناك تحرك قوي على ارض الواقع سوى بارجتين أمام باب المندب، وكأنه أرسل مجموعة لتقديم الواجب في فرح وانتهى الأمر.
وكان مسؤول مصري قال لـ”رويترز”: إن “مصر ستطرح عددًا من المناقصات لشراء احتياجات السوق المحلية من الوقود، وهيئة البترول في مصر ستعمل على تدبير أكثر من 500 مليون دولار مع البنك المركزي لشراء الاحتياجات”.
سخرية سعودية
ولجأ السعوديون للسخرية من السيسي ونظامه الأيام الماضية بعد خلاف مجلس الأمن، وكان أبرز الحالات بطلها الأمير نايف بن فواز الشعلان أكاديمي ودبلوماسي سابق.
وتلقى “الشعلان سؤالًا” من مقدم برنامج “ساعة حوار” المذاع على قناة “المجد” حول موقف الدولة التركية التي وقفت مع المملكة بشكل حاسم بعد إصدار قانون “جاستا” .
وقال: “تركيا هي الدولة الوحيدة التي وقفت معنا لأننا ما أعطيناها رُز لأن بيننا وبينها قواسم دين وتاريخ وأمة، أما اللي تشتريه بالرز يبيعك بالفول” حسب تعبيره.
رصد