هل سيكلف الرجل “المتعري” كلينتون الرئاسة؟

هذا الرجل هو سكين في خاصرة المرشحة الديمقراطية لانتخابات الرئاسة الأميركية، هيلاري كلينتون، فقد فتح التحقيق في فضائحه الجنسية قضية استخدام بريدها الإلكتروني المحظور إبان توليها منصب وزيرة الخارجية، وقرر مكتب التحقيقات الفيدرالي إعادة التحقيق في هذه القضية الشائكة قبل 11 يوما من الانتخابات بعد أن أغلقها في وقت سابق.

مستودع الفضائح هذا لا يبعد إلا خطوات عن كلينتون، ومحاولة التملص منه والابتعاد عن مشكلاته لن تجد نفعا، فهو الزوج السابق لأبرز مساعديها، هوما عابدين، واستخدم الزوجان، قبل إعلان عابدين المسلمة انفصالها عنه مؤخرا، نفس جهاز الكمبيوتر الذي وجد عليه مكتب التحقيقات الفيدرالي أدلة على فضائحه من رسائل وصور، وعثر في ذات اللحظة على رسائل بريد سرية لكلينتون في حسابات عابدين.

زوجته عابدين إلى اليسار لم تحتمل وقررت الانفصال عنه

كلينتون ووينر وعابدين

فما هو تاريخ أنتوني وينر عضو الكونغرس السابق؟ وما الذي تورط فيه من فضائح طالت حتى المرشحة لرئاسة البلاد؟

وينر اليهودي الذي ولد في نيويورك ليس وجها جديدا على السياسة أو الفضائح، بل نموذج للسياسي الذي جمع بين الاثنين لفترة، وخسر مسيرته السياسية بسبب “عقده الجنسية” التي ألحت عليه وفشل في كبحها أو التعامل معها.

فضائح وينر كلها تتبع سيناريو واحد، فهو لا يلتقي بهؤلاء النساء، ولا يقيم معهن علاقات مادية، بل يتورط في إرسال عبارات جنسية وصور عارية لنفسه، وهو ما كلفه غاليا.

المفارقة أن معظم فضائحه الجنسية تكشفت بعد زواجه من عابدين، والذي حدث عام 2010، وأسفر عن ابن هو جوردون زين وينر، ويذكر أن الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون شهد مراسم زفافهما.

هو عضو سابق في مجلس النواب الأميركي عن الحزب الديمقراطي، واضطر للاستقالة من مجلس النواب عام 2011 تحت وطأة فضيحة تبادل صور إباحية، وكانت هذه فضيحته الأولى التي اضطر خلالها للتنحي بسبب ضغوط هائلة من قيادات الحزب الديمقراطي التي أصيبت بصدمة.

واستخدم وينر “تويتر” خلال فضيحته الأولى لإرسال صورة جنسية إلى امرأة في سياتل بواشنطن يبلغ عمرها 21 عاما. وبعد عدة أيام من إنكار تقارير إعلامية حول هذا السلوك، وحديثه عن تعرض حسابه لاختراق عاد ليعترف بإرسال الصورة المذكورة، وصور أخرى، إلى تلك المرأة قبل وبعد الزواج. غير أنه أنكر مقابلتها تماما أو وجود أي علاقة مادية معها. وفي 16 يونيو 2011، أعلن وينر عزمه الاستقالة بسبب الفضيحة.

وذكرت تقارير أن الصورة التي اعتقد وينر أنه بعثها في رسالة مباشرة خاصة لإحدى النساء ويظهر فيها سرواله الداخلي عن قرب، إنما أرسلت إلى كلّ متابعيه بسبب خطأ ارتكبه في الإرسال.

ووقعت فضيحته الثانية في العام التالي مباشرة، في 23 يوليو 2013، بعد عودته للسياسة في أبريل 2013 بدخول سباق الترشح لرئاسة بلدية نيويورك، حيث سرب موقع فاضح The Dirty حوارات وصورا لوينر أرسلهما تحت اسم مستعار إلى امرأة تبلغ من العمر 22 عاما، تعرف عليها في الفترة من أواخر عام 2012 وحتى أبريل 2013، أي بعد أكثر من عام على تنحيه من مجلس النواب.

واعترف وينر خلال تلك الفترة بإرسال عبارات وصور جنسية لثلاث نساء على الأقل. ولكنه رفض الدعوات للتنحي عن الترشح لمنصب رئيس بلدية نيويورك، وحل خامسا بين المرشحين الديمقراطيين لشغل المنصب.

وأقر عضو مجلس النواب السابق وقتذاك أنه أقام “حوارات عدة غير لائقة على تويتر وفيسبوك وعبر البريد الإلكتروني وأحيانا عبر الهاتف مع نساء التقى بهن على الإنترنت”.

وجاءت الفضيحة الثالثة في أغسطس 2016، حيث كشفت صحيفة نيويورك بوست الأميركية أن وينر، مستغلا انشغال زوجته عابدين في حملة انتخابات الرئاسة الأميركية لكلينتون، راح يتبادل الصور الجنسية مع سيدة أخرى، غير أن إحدى هذه الصور يظهر فيها طفله بجانبه على السرير.

ونشرت الصحيفة عددا من رسائل وينر للسيدة التي لم تذكر الصحيفة هويتها، حيث كانت أغلب الرسائل تتعلق بأحاديث جنسية، كما أرسل لها عشرات الصور، غير أنه ظهر في أحدها مستلقيا على السرير بالسروال الداخلي فقط، وبجانبه طفله. وبدأت العلاقة بينهما، بحسب الرسائل النصية التي حصلت عليها الصحيفة، أواخر 2015 واستمرت حتى وقت قريب.

وأقر وينر أنه على علاقة بالسيدة قائلا: “كنا أصدقاء لبعض الوقت”، لكنه أضاف أن أحاديثهما كانت “خاصة”. وكالعادة، شدد على أنه لم يلتق قط السيدة شخصيا، على الرغم من دعوته لها مرارا وتكرارا لزيارته في نيويورك.

ومثلت الفضيحة الجديدة مادة دعائية جيدة للمرشح الجمهورى دونالد ترامب، الذي هاجم “وينر” واصفا إياه بالمنحرف الفاسد، وقال إنه غير قادر على التحكم في أفعاله أو أقواله.

وجاءت ثالث فضيحة جنسية مثل القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد أعلنت عابدين انفصالها عن زوجها في اليوم التالي للكشف عنها. وقالت في تصريح صحافي: “بعد اعتبار فترة طويلة ومؤلمة لزواجي، توصلت إلى قرار بالانفصال عن زوجي وينر”.

أما الفضيحة الجنسية الرابعة فقد كشفت عنها “ديلي ميل” البريطانية الشهر الماضي، مشيرة إلى أن “وينر أقام على مدى شهور طويلة علاقة جنسية عبر الإنترنت مع فتاة تبلغ من العمر 15 عاما، وأن الفتاة أوضحت أن وينر طلب منها ارتداء ملابس طالبة مدرسة خصيصا عبر تطبيق رسائل فيديو، وضغط عليها للقيام بدور في عملية اغتصاب تخيلية”.

الأيام القليلة القادمة حتى انتخابات الرئاسة الأميركية المقررة في 8 نوفمبر هي الكفيلة بالإجابة عن السؤال المهم: هل تنفجر قنبلة فضائح “وينر” في وجه كلينتون؟.

العربية نت

Exit mobile version