في أستراليا وعلى بعد آلاف الكيلومترات من أفريقيا وبعد نحو 20 عامًا، تم لم شمل أم رواندية مع ابنها بعد أن فرقتهما حرب الإبادة الجماعية في هذا البلد الأفريقي عام 1994.
واجتمع شمل الأم “باسكاسيا نيراشاكا” مع نجلها “دينيس بيمليكي” في “كيرنز” بأقصى شمال ولاية “كوينزلاند” بشمال شرق أستراليا، وذلك بعد رحلة طويلة وشاقة لم تكن تتخيل يوما ما أنها سترى نجلها الأكبر مرة أخرى بعدما تفرقت بهما السبل إثر المجازر التي عمت رواندا بين قبيلتي “الهوتو” و”التوتسي” في تلك الفترة.
وكانت باسكاسيا، وهى أم لسبعة أطفال، قد حصلت على وضعية لاجيء في أستراليا منذ 16 عامًا، وذكرت لهيئة الإذاعة الأسترالية “إيه بي سي” أمس أن زوجها كان من التوتسي وهى من الهوتو، لذا تفرقا وكان من الصعب أن يظلا معا. وكانت تعمل مدرسة في بلدها وهى حاليا تعمل في رعاية الأطفال.
وقالت باسكاسيا: “منذ عام 1994 لم أتحدث إليه، ولم نعلم ما إذا كان لا يزال حيا”، مشيرة إلى أن زوجها واثنين من أبنائها الذكور توجهوا إلى الأدغال خلال أعمال العنف وأن هذه كانت آخر مرة تشاهد فيها نجليها.
وكانت الأم قد تنقلت وهي لاجئة بين عدة دول أفريقية ومشيت سيرا على الأقدام لمسافة آلاف الكيلومترات بين الدول في غضون ثلاثة أعوام وظلت جائعة لبضعة أعوام، ولمدة عام كامل كانت تقتات فقط على أوراق الشجر.
وجاءت الصدفة في اللقاء مرة أخرى عندما أبلغها صديق لها كان قد سافر إلى الكونغو من مدينة “كيرنز” الأسترالية حيث تقيم عندها بدأت رحلة أخرى شاقة وطويلة تجاه عملية لم الشمل.
وقد أبلغها صديقها بأنه رأى شابا يشبهها إلى حد بعيد في الكونغو.. ولذا توجهت على الفور إلى إدارة الهجرة وأبلغتهم بالمسألة، وبدأت بعدها تتصل به وتتعرف عليه وتبلغه بقصته.. حتى التقت به أخيرا في أستراليا.
وقال الشاب: “إنه كان من الصعب للغاية إقناعي بأن لي أم أخرى، لذا وقبل أن نلتقي تحدثنا كثيرا معا على الهاتف”. وأشار دينيس إلى أنه يريد يوما ما أن يقوم بتوثيق ما مر به من أحداث ليكون إلهاما للآخرين ويمنح لهم الأمل.
وكانت الحرب الأهلية الرواندية قد أسفرت عن مقتل قرابة مليون شخص في ثلاثة أشهر خلال عام 1994، وتسببت في موجة نزوح جماعي إلى البلدان المجاورة.
بوابة القاهرة