“كل مريض يحمل طبيبه بداخله” .. ألبرت شفايتزر ..! (يحمل هذا التاريخ أهمية خاصة عندي وعند أبنائي وأهلي وأحبتي.. يوم من عمري تحولت فيه حياتي وأولوياتي إلى منحى جديد.. يومها عدت مع أولادي بعد تناول الغداء خارج المنزل.. وجلست في غرفتي وبالصدفة البحتة لامست يدي صدري فأحسست بوجود كتلة .. في لحظات استيقظت كل الحواس الطبية في داخلي.. وبدأت أفحص الورم وأفحص العقد الليمفاوية تحت الذراع.. في ثانية أدركت ان قضاء الله قد حل بي.. في لحظة أدركت ما عندي ..
لم أكن احتاج إلى فحص أو أخذ عينة فأنا وللأسف طبيبة لذلك يكون الجهل نعمة في لحظات كهذه.. لحظة عصيبة عشتها أخذت أدور في أرجاء الغرفة أدعو الله بصوت عالٍ ان يلهمني الثبات.. أدعوه الثبات لانني أعلم ان الأجر انما يكون عند الصدمة الأولى.. ناجيته دامعة هل تحبني إلى هذه الدرجة حتى ترسل لي رسالة حب كهذه.. تلك كانت اللحظة الأولى في هذه التجربة الإنسانية التي أعيشها هذه الأيام مع سرطان الثدي) .. هذا ما كتبته الدكتورة سامية العمودي في عمودها المقروء بصحيفة المدينة السعودية، وهي تحدث قراءهاعن إصابتها بمرض السرطان ..! (أضع قصتي هنا ليكون البوح عاليا فقد لمست إصرارا من البعض على ان تكون هذه الأمراض من الأسرار التي لا ينبغي الخوض فيها.. وهذا أمر أشعر في داخلي انه يتعارض مع الرضى والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره.. ولذا يجيء البوح هنا عاليا) ..
ثم وباكتشافها أنها في مرحلة متقدمة من المرض، ظلت الدكتورة سامية تحكي لقراء عمودها الأسبوعي عن مراحل معاناتها مع العلاج حتى كتب الله لها الشفاء ..! بعدها تبنت حملة واسعة لنشر الوعي بعلامات سرطان الثدي الذي لا يمكن طرحه على الملأ في بلد محافظ مثل المملكة العربية السعودية، لكونه يصيب جزءاً حساساً من جسد المرأة، ويظن الناس أن التدين أو التقاليد الاجتماعية تمنع التطرق إليه ..
وعنونت حملتها بـ”كسر جدار الصمت” ومن خلالها عبأت العاملين في المجال الطبي من الرجال والنساء والأسر والطالبات في عمل اتسم بالجرأة والشجاعة لم يقتصر على بلدها فقط، بل أصبح لها امتداده عالمياً .. وحققت حملة للفحص المبكر التي قادتها الدكتورة ساميبة شهرة دولية، وحصلت بموجبها على جائزة أكثر النساء شجاعة في العالم ..! سامية العمودي – وعلى الرغم من كونها طبيبة – أخطأت بتجاهل الفحص المبكر،وكغيرها من النساء لم يخطر ببالها أن السرطان يمكن أن يهاجم جسمها، فعزمت بعد ذلك على أن تستفيد النساء من تجربتها وأن يعرفن أهمية الفحص المبكر للثدي .. تقول الدراسات والأبحاث أن ثلث المصابات بهذا المرض تقل أعمارهن عن سن الأربعين .. لا تترددي ..!
هناك فرق – منى أبو زيد
صحيفة آخر لحظة