وصفوه بمفترس جنسي، ومنعوه من ارتياد أي بار أو نادٍ ليلي بعد التاسعة مساء، وحددوا مواقيت استخدامه للإنترنت، وإلزامه بالإبلاغ عن أي جهاز يستخدمه للاتصال بأي كان وبأي طريقة، ومنها بث الرسائل الصوتية والنصية. أما الأسوأ، فإخضاعه لما تم سنه في 2014 ويصنفه كخطر جنسي، أو Sex Risk Order المعروف قانونه بأحرف SRO اختصارا، ويلزمه بعدم إقامة أي علاقة جنسية مع أي كان، إلا بعد إبلاغ الشرطة قبل 24 ساعة من الموعد المضروب، كما عليه تزويدها باسم من يسعى لإقامة علاقة معها، إضافة إلى عنوانها وتاريخ ميلادها، لمعرفة عمرها.
هذا الأمر القضائي الذي تم تثبيته في إنجلترا على البريطاني Nicholas Crawshaw البالغ عمره 23 سنة، بدأ ينغّص عيشه ويكاد يدمر حياته، علما أن “العربية.نت” راجعت أرشيف خبره، ووجدت أن هيئة محلفي المحكمة نفسها برأته العام الماضي مما كان متهما به، وهو 6 اغتصابات واعتداءين جنسيين غير كاملين وآخرين كاملين، على 8 نساء مختلفات العمر، ولم يذكر القضاء اسم أو عمر أي من الزاعمات ما خرج منه بريئا تماما، مع ذلك أمر القضاء بما هو أقصى عليه من السجن تقريبا.
وكان القضاء بشمال إنجلترا فرض “الإخضاع الجنسي المؤقت” على “كروشو” في يناير الماضي، تحسبا من “خطره الجنسي” على آخرين، بعد إعادة محاكمته في 2015 عما زعمته بعض النسوة، وإحداهن ظهرت شخصيا في المحكمة وقالت إنه اعتدى عليها، فحاكموه وفرضت المحكمة عليه “الإخضاع المؤقت” الذي تم تمديده 4 أشهر في محكمة أخرى، مشروطا في مايو الماضي بسجنه 5 سنوات، فيما لو خرق الأمر القضائي، المستند إلى “ظن ضمني” لدى القضاء، من أن شخصا يمكن تصنيفه كخطر جنسي، حتى ولو لم تتم إدانته بجريمة جنسية.
في هذه المحكمة يوم 2 نوفمبر المقبل سيحلون مشكلته أو يتم تثبيتها نهائيا
إحدى أغرب الحالات القضائية في بريطانيا
لكن جديدا طرأ بشأنه يوم الجمعة الماضي، وفتح ثانية قضيته التي أرادها هو أن تكون علنية، وهو أن شرطة مقاطعة Cheshire بشمال غرب إنجلترا، زودت القضاء بمعلومات جديدة عما زعمت النساء، وصنفوه بسببها كمفترس جنسي، على حد ما ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية في خبر بموقعها اليوم الثلاثاء، وفيه أنه سبق واعترف بست علاقات من أصل 11 أقامها مع نساء، منها مع واحدة داخل مرحاض أحد النوادي الليلية، والباقيات تعرف بهن في بارات ونواد ليلية أيضا، لكنه رفض الاعتراف بأي اعتداء قام به، بل جرت الأمور في سياق طبيعي.
وظهر الاثنين محاميه المتولي الدفاع عنه في محكمة المقاطعة، وذكر أن نوايا “نيكولاس كروشو” لم تكن إقامة علاقات جنسية بالزاعمات تحرشه بهن، ولم يرد القيام بأي شيء معهن، وأن منعه من الذهاب إلى بار أو ناد ليلي بعد التاسعة مساء، قد يحرمه من ارتياد أحد هذه الأمكنة للعشاء مع عائلته مثلا أو مع أصدقاء، ثم تساءل: ماذا لو تعرّف إلى فتاة وأرادت هي أن يبقى معها حتى صباح اليوم التالي، هل عليه الاتصال بالشرطة لإبلاغها، وإبلاغ الفتاة أنه سيتصل بالشرطة؟.. هذا تدمير لحياته وتدخل بحريتها”، لذلك حددوا يوم 2 نوفمبر المقبل، للنظر نهائيا بإحدى أغرب الحالات القضائية في بريطانيا.
العربية نت