لماذا تفاقمت الهجرة غير النظامية عبر السودان؟

كشفت الحكومة السودانية عن أن أكثر من مليون أجنبي مقيم بالسودان بطرق غير شرعية يتأهبون للهجرة إلى أوروبا وإسرائيل، بعد أيام من إحباطها محاولة تهريب أكثر من ثلاثمئة شخص بالصحراء إلى ليبيا.

ورغم ما أعلن من قبل عن بداية تعاون بين الخرطوم ودول أوروبية بشأن مكافحة تهريب البشر والهجرة غير النظامية عبر السودان من عدة دول أفريقية، فإن ذلك لم يمنع الحكومة السودانية من إطلاق أكثر من نداء لمساعدتها.

وبدت الحكومة السودانية عاجزة عن فعل ما تطلبه أوروبا أو بعض دول أخرى يقصدها المهاجرون لعدم امتلاكها ما يدعم جهودها من أجهزة لمراقبة حدود هي الأوسع بالمنطقة.وترى الحكومة هذه الظاهرة من المهددات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تتطلب تدخلا جماعيا عاجلا بإيجاد حلول لها وفق القوانين الدولية الإنسانية.

يتأهبون للهجرة
في هذا السياق، يقول وزير داخلية السودان الفريق أول عصمت عبد الرحمن إن هناك أكثر من مليون شخص من المتسللين واللاجئين والعابرين من دول الجوار بالسودان يتأهبون للهجرة إلى أوروبا وإسرائيل.

مهاجرون غير نظاميين تم تخليصهم من تجار البشر بشرق السودان (الجزيرة)

ويبرر الوزير في تصريحات صحفية أمس عدم القدرة على منع الظاهرة أو الحد منها بالحصار الاقتصادي والعقوبات الأميركية المفروضة على السودان التي حدت من مساعيها في محاربة الهجرة غير النظامية.

ويضيف عبد الرحمن أنه “رغم الظروف الاستثنائية والعقوبات التي تحد من قدرة الدولة، فإن السودان يبذل الجهود ويسن التشريعات للحد من الظاهرة، مما مكنه من إحباط العديد من محاولات تهريب البشر عبر حدوده”.

مشاريع أوروبية
وكان الاتحاد الأوروبي أكد في سبتمبر/أيلول الماضي أن التعاون مع السودان يهدف إلى وضع مشاريع تحسن سبل معيشة الشباب، وتحفز فرص عملهم، وتدعم الخدمات الأساسية للاجئين والنازحين والمجتمعات المضيفة.

توفيق: سماحة الشعب السوداني وقبوله الآخر يغريان كافة الجنسيات لدخول السودان (الجزيرة)

ومع مرور الوقت دون تحقق وعود الدول الأوروبية بمساهمتها في علاج المشكلة، حسب الخرطوم، رهن قائد قوات الدعم السريع اللواء محمد حمدان الشهير “بحميدتي”، مواصلة قواته التصدي لعمليات تهريب البشر باستجابة المجتمع الدولي لمطالب الشعب السوداني “برفع العقوبات والحصار المفروض على بلادهم”.

وقال في تصريحات صحفية الأسبوع الماضي إن قواته تحارب وتعمل على إحباط تهريب البشر مما يصب في مصلحة المجتمع الدولي، “بل هي ترابط في الحدود السودانية مع مصر وليبيا وتشاد لذات الغرض، بالرغم من طول الشريط الحدودي بين السودان وهذه الدول”.

ومع التساؤلات المتكررة عن أسباب اتخاذ المهاجرين غير النظاميين وتجار البشر السودان معبرا رئيسيا لأوروبا وإسرائيل وغيرها، يرى الخبير في مجال العمل الطوعي الإنساني عبر الحدود أسامة توفيق سهولة اختراق الحدود السودانية لطولها وعدم مراقبتها.

ويقول إن سماحة الشعب السوداني وقبوله الآخر يغريان كافة الجنسيات بدخول السودان والعيش فيه أو اتخاذه معبرا لدول أخرى، لافتا إلى سهولة التنقل بين أطرافه المختلفة.

وبرأي توفيق، الذي تحدث للجزيرة نت، فإن هناك سهولة في الحصول على بعض الوثائق السودانية عبر جماعات التهريب أو جماعات داخلية تنشط بهذا المجال.

التهامي: القدرات السودانية في الملاحقة والمتابعة والانتشار ضعيفة (الجزيرة)

أمر صعب
أما الخبير القانوني الفريق متقاعد أحمد التهامي، الذي يشغل منصب رئيس لجنة الأمن والدفاع بالبرلمان السوداني، فيرى أن القدرات السودانية في الملاحقة والمتابعة والانتشار في حدود هي الأطول “يعد أمرا صعبا للغاية”.

ويشير في تعليقه للجزيرة نت إلى أن الحدود المفتوحة وعدم اكتراث السودانيين بالوجود الأجنبي، من المغريات التي تدفع المهاجرين غير النظاميين للوصول إلى السودان ومن ثم وقوعهم في أيدي تجار البشر والمهربين.

بيد أنه يعتبر أن ما حققه السودان في الفترة القليلة الماضية من ضبط لأعداد كبيرة من المهاجرين والمهربين وتجار البشر “رغم إمكانياته غير الكافية” يشكل خطوة كبيرة نحو اجتثاث الظاهرة.

عماد عبد الهادي-الخرطوم

المصدر : الجزيرة

Exit mobile version