زيارة إمام الحرم المكي لقرية الكباشي وتداعياتها :
أولا : الذهاب لأي شخص لدعوته وتبليغ الدعوة إليه أمر لا غضاضة فيه شرعا ، بل هو المطلوب شرعا ، فإن الله أرسل موسى إلى فرعون الذي طغى ليبلغه دعوة الله تعالى ، وأرسل محمدا عليه السلام إلى المشركين في مكة وغيرها ليبلغهم دعوة التوحيد ، بل أرسل في كل أمة رسولا ليبلغهم كلمة الحق والهدى ، فإمام الحرم جاء إلى السودان للدعوة وليس في زيارة ترفيهية أو تشريفية .
٢- ثانيا اللقاء الذي كان في الكباشي لم يكن للصوفية وحدهم ، مع أنه لو كان لهم وحدهم فلا غضاضة في الذهاب إليهم ، وإنما كان البرنامج ملتقى لأهل القبلة ، لقيادات أنصار السنة ، والحركة الإسلامية وغيرهم هدفه تفويت الفرصة على أعداء الأمة من الرافضة وغيرهم الذين يريدون إحداث فتن داخلية في مجتمعات أهل السنة ، واستخدام التصوف لتحقيق أهدافهم الداخلية ، فلا بد من تفويت الفرصة على أعدائنا في هذه المرحلة .
٣- هذا البرنامج نحن لم نعده وإنما هو برنامج بين دولتين ، مبارك بين حكومة البلدين ولهم تقديرهم بمصالحه ومفاسده المحلية والإقليمية أكثر منا ، وقد حضره السفير السعودي والملحق الديني ، والكثير من الوزاء والشخصيات الرسمية .
٤- الذي قمنا بفعله أكدنا على عدم وجود مخالفات شرعية في استقباله ، حيث رفضنا استقباله بالنوبة أو دق النحاس أو أي مظهر من المظاهر الصوفية ، ولم نذهب إلى ضريح أو قبة وإنما ذهبنا إلى صالون ضيافة القرية ، ولا يوجد بجواره أي مظاهر شركية .
٥- الذي تمخض من ملتقى أهل القبلة التأكيد على مرجعية بلاد الحرمين وعلمائها لقيادة الأمة وأنهم أهل الرفادة والسيادة لا ينازعهم في ذلك إلا ظالم وهذا ما قالته الصوفية في كلمتهم ، والتأكيد على اجتماع كلمة الأمة على الكتاب والسنة ، والتأسي بالنبي المصطفى في كل أقوالنا وأفعالنا ، والتأكيد على منهج الإسلام الحق واتخاذه مرجعية لحل كل خلافاتنا هذا ما أكده إمام الحرم في كلمة قوية صادقة معبرة ، في مجلس حضره كل قادة المتصوفة والجماعات الإسلامية إلا مجموعة محددة رفضت الملتقى ، وأعتبرت الكباشي إنحرف عن منهج المتصوفة ، كان هدفهم مقاطعة جميع المتصوفة لهذه الزيارة ، وعدم استقباله أو فتح المجال له لمخاطبة الصوفية ، وقد حطمت هذه الزيارة كل أهداف هؤلاء من خلال تلك الاستقبالات الحاشدة لإمام الحرم في أحد أكبر تجمع للصوفية .
أيها الإخوة الفضلاء ما كل ما في نفوسنا يمكن أن نقوله أو نكتبه ، ولكن هذه الزيارة نعتبرها محققة لمصالح متعددة ، وسوف تكشف الإيام القادمة عن ثمارها ، والأمة اليوم تمر بمراحل صعبة ، من عدو شرس يريد إقتلاع أهل السنة من جذورهم ، فلابد من العمل بوعي كبير للمحافظة على مكتسبات الأمة وصد المؤامرات التي تحاك ضدها ، ونحن نشكرهم على حسن استقبالهم وحسن استماعهم لنا ، وما أكدوه في كلمتهم في معان نحن في حاجة للتأكيد عليها لمصلحة الدين والوطن نرجو الاستماع إليها ، ومن لم يقتنع بما قلنا وبينا فليعتبره من حلف الفضول الذي قال فيه النبي عليه السلام: ( لو دعيت إليه في الإسلام لأجبت ) .