* بخصوص ما جاء بعمودكم بعدد الاربعاء 19/10/2016م تحت عنوان (وزير المعادن والأوهام)، أرجو أن تسمح لي بالتعليق عليه، وتوضيح ما فات عليك وأنت تتناول شأن المعادن والتعدين .
* لعلمك يا أستاذ ولفائدة القراء، فإن مشروع (اطلانتس 2) مشروع حقيقي وليس من نسج الخيال، فهو يعود الى عام 1974 حيث تم التوقيع على اتفاقية بين السودان والسعودية، لاستكشاف الثروات المعدنية في المنطقة المشتركة بقاع البحر الاحمر، ولكن لم يتم تفعيل الاتفاق!!
* بعد عامين من إنشاء وزارة المعادن في العام 2010م ، تم تنقيح الاتفاق بعد مباحثات بين السودان والسعودية، والتوقيع عليه، ولكنه جُمد في وقت لاحق لعدم توفر التقنيات الحديثة للتنقيب، ثم بذلت وزارة المعادن جهوداً حثيثة من اجل انفاذ المشروع، وجدت قبولاً وتجاوباً من السعودية، وجرت زيارات متبادلة في هذا الشأن حتى تكللت باتفاق الجانبين، وكانت الزيارة الشهيرة لوزير البترول السعودي حينذاك (علي ابراهيم النعيمي) في 4/5/2016م على رأس وفد رفيع للتوقيع على اتفاق (اطلانتس 2)، وتكونت لجنة دائمة بين الطرفين معنية بإنفاذ المشروع، وقد ادلى الوزير السعودي بتصريح قال فيه: ” إن الزيارة هي جزء من تحركاتنا للاستثمار في المنطقة، وسنركز على الاستثمار في قطاع التعدين، وأن ذلك يأتي في اطار رؤية المملكة 2030 المبنية على أهمية التنويع الاقتصادي بما في ذلك الاستثمارات التعدينية”!!
* وبعد هذا يا استاذ، كيف يخرج السفير السعودي بالخرطوم وهو يضرب كفاً بكف، كما زعمت رجماً بالغيب، واليك ما قاله بين يدي زيارة الوزير (النعيمي) المشار إليها حيث قال : ” المملكة حريصة على الاستثمار في المجالات المختلفة بالسودان ومن ضمنها المعادن، وآمل أن يركز الجانبان في العمل على الاستغلال الامثل للثروات المعدنية الموجودة في قاع البحر الأحمر من خلال مشروع (اطلانتس2 ) لجهة أنه تأخر بعض الشيء”.
* وأقول لك بنفس قولك الذي رميت به الوزير زوراً بأنه لم يكلف نفسه عبء الاطلاع على الصفحة الخاصة بسفارة المملكة العربية السعودية بالخرطوم على الموقع الالكترونى للخارجية السعودية، ليعرف أن السفير السعودى (فيصل بن حامد معلا) شخص واسع الثقافة والمعرفة، وهو مدح يستحقه، ولكن يرتد اليك سهمك على نفس الشاكلة، فلو أنك كلفت نفسك عبء البحث في قوقل او اى مكان عن مشروع (اطلانتس 2 )، لتدفقت عليك المعلومات الخاصة به في ثوان معدودات، ولكنت تفاديت الوقوع في الكتابة دون علم، وتجنبت الوقوع في فخ نصبته لنفسك بنفسك عن غير قصد!!
* مشروع (اطلانتس 2) هو مشروع حقيقي وضخم، من المتوقع أن يحقق ايرادات تقارب العشرين مليار دولار، وفق تأكيدات الدكتور (محمد ابوفاطمة) المدير العام للهيئة العامة للابحاث الجيولوجية، ومن المقرر ان يبدأ الانتاج فيه بحلول العام 2020م، وستدير المشروع شركة (منافع) السعودية، ووفقاً للتقديرات الاولية فإن تكلفة التشغيل والدراسات الخاصة بالمشروع وصولاً لمرحلة الانتاج تبلغ (76) مليون دولار، ويوجد موقع (اطلانتس 2) في منخفض بالبحر الاحمر على عمق يزيد على 2200 متراً وبسمك يتراوح بين 12 و 15 متر، وأشارت التقديرات التي بنيت على دراسات تمت بواسطة ثلاث شركات أجنبية، الى ان الموقع يحوي ثروة معدنية تصل الى 100 مليون طن، وتشمل الذهب والفضة والنحاس والزنك والمنغنيز.
* اما بخصوص تعليقكم الساخر حول اكتشاف احتياطي من الحديد بالبلاد يبلغ 52 مليار طن، فإن هذا الرقم حقيقي، وهو حجم الاحتياطي من هذا الخام وقد أعلن عنه الدكتور (محمد ابوفاطمة) مدير الهيئة العامة للابحاث الجيولوجية المختصة بتحديد احتياطيات المعادن، وذلك بناءاً على دراسات علمية وليس على أوهام أو خيالات!!
الركابى حسن يعقوب
مدير إدارة الاعلام بوزارة المعادن
تعقيب:
شكراً استاذ الركابى، واعتذر عن حذف المقدمة والحواشي لصغر مساحة العمود، وسأعقب غداً بإذن الله.
مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة