قالت الدكتورة عايدة حسين عمر منسق وزارة الصحة لأورام و جراحة الثدي بولاية الخرطوم، في منتدى الساحة الخضراء (إن وسط كل (100) إمرأة مصابة بسرطان الثدي، يوجد (4) رجال مصابون بسرطان الثدي) ، وكشفت عن (إرتفاع الإصابة بين النساء بصورة مرعبة)، حيث تم تسجيل (1700) حالة جديدة بزيادة (10 فى المائة سنوياً)، و أن هنالك الكثير من الحالات غير المسجلة، وأن المصابين غير المسجلين أكثر من المرضى المسجلين، وقالت : (إن أعلى نسبة إصابة سجلت في الولاية الشمالية ، تليها ولايات فى الغرب و الشرق)،وحذرت سيادتها من تأخير الكشف المبكر خاصة عند الرجال، وأوصت بالرياضة و تخفيض الوزن ، وطالبت النساء بتغيير نمط الحياة والإبتعاد عن موانع الحمل، والإكثار من الرقص داخل المنزل، دون الخوض في الأرقام الحقيقية للإصابة بسرطان الثدي لدى الرجال و أسبابها، فلا شك أن الثابت طبياً (أو هكذا يقول الأطباء).
إن الإصابة بسرطان الثدى لدى النساء علاقة بأمراض النساء و التوليد،و لها صلة وثيقة بالهرمونات و نشاطها و تكييفها و إستجابة جسم الإنسان معها، و مع ذلك كان من واجب الدكتورة عايدة أن تقول لنا لماذا الإصابة بسرطان الثدى بين الرجال في السودان هي الأعلى في العالم؟ خاصة وأنها أقرت بأن الإصابات غير المسجلة، هي أعلى كثيراً من المسجلة، و بغض النظر عن جدية و مهنية الوصفة التي قدمتها للوقاية (الرياضة و الرقص)، إلا أن الامر ليس واضحاً تماماً ، فإن كان الرقص مفيداً للنساء ، فهل يفيد الرجال؟ و هل الرقص في المنزل تحديداً هو المقصود ، أم الرقص فى أي مكان؟ ولعل هذا لأ يتفق مع كون الولاية الشمالية هي الأعلى في الإصابة تليها ولايات الغرب و الشرق، فهذه الولايات أكثر مناطق السودان غنىً في الرقصات الشعبية وتنوع الايقاع، وهي إلى حد ما ساهمت في تكوين الوجدان السوداني في الغناء و الرقص و العرضة …الخ.
بعيداً عن نظرية المؤامرة ، أو الجندر، ومع إيماننا العميق بأن هذا المرض لم يفرق بين النساء و الرجال، إلا أن الجدية فى طرح المشكلة بهذا الشكل والمعلومات التي ربما لا تعبر عن الواقع بصورة صحيحة، تتطلب أن يتم البحث في أسباب تفشي هذا المرض بين الرجال السودانيين ، و حيازتهم المرتبة الأولى عالمياً، قطعاً هذا الأمر لا بد أن يقض مضاجع الرجال، ألا يقلق هذا الأمر المسؤولين؟ هل لهذا المرض علاقة بالقلق و التوتر و ضغوط الحياة، وهو أمر متفاقم أشار إليه دكتور بلدو ، و أطباء آخرين؟ هل من علاقة لهذا المرض بارتفاع نسبة إحساس الرجال بالقهر و غلبة الدين و الظلم؟ ، أم هو مرض يصيب الظالم و المظلوم ، على كل حال ، فلا حياء فى الدين ، فليتحسس الرجال صدورهم.
ماوراء الخبر – محمد وداعة
صحيفة الجريدة