رياك مشار: سلفا كير أشعل الحرب

أبدى رياك مشار النائب السابق لرئيس جنوب السودان استعداده لقبول أي مبادرة سياسية لحل الأزمة في بلاده سلميا، على أن تتضمن مشاركة أبناء المناطق الاستوائية وبحر الغزال، وحمّل الرئيس سلفا كير مسؤولية الحرب الدائرة هناك.

وأوضح مشار في حوار خاص مع الجزيرة نت أن سلفا كير هو الذي أذكى نار الحرب منذ الثامن من يوليو/تموز الماضي عندما وقعت أحداث جوبا، وانهارت إثرها حكومة الوحدة الوطنية واتفاقية السلام المبرمة في أغسطس/آب 2015، واندلعت الاشتباكات التي لا تزال مستمرة إلى الآن في جنوب السودان.

وأكد مشار عودته إلى ما وصفها “بالمناطق المحررة” بعد إنهاء فحوصاته الطبية التي يجريها دوريا في جنوب أفريقيا، ليشرف على عمل الحركة الوطنية والجيش الشعبي المعارض.

وأبدى مشار استعداده لقبول أي مبادرة سياسية لحل الأزمة بطرق سلمية وبالتفاوض، داعيا دولا مثل إثيوبيا وكينيا وأوغندا، الذين كانوا أعضاء مشرفين على عملية التفاوض في جنوب السودان، لإيجاد مبادرة سياسية لحل الأزمة.

وعن أهم المحاور التي يفترض أن تتضمنها أي مبادرة، أوضح مشار أن من أهم تلك المحاور الترتيبات الأمنية التي يطالب بمراجعتها، إضافة إلى قضية المشاركة في السلطة، حيث إن الاتفاقية الماضية لم تتضمن مشاركة قوية لأبناء المناطق الاستوائية وبحر الغزال، مما أدى إلى اندلاع الحروب في هذه المناطق، مشددا على التزام جميع الأطراف ببنود الاتفاقية، التي لم يلتزم بها غريمه سلفا كير، من وجهة نظره.

اتهام بالخيانة
واتهم مشار تعبان دينق بالخيانة، بعد أن أصبح نائبا للرئيس خلفا له، مشيرا إلى عدم قدرة دينق على تنفيذ الاتفاق وحسم القضايا مع سلفا كير، بعد أن أصبح جزءا من الحزب الحاكم والنظام القائم.

وعن خروجه من جنوب السودان، كشف مشار أنه كان مطاردا بالمروحيات، وبعد أن وصل الكونغو توغلت قوات سلفا كير بالكونغو لمحاولة قتله، بعد أن فشلت في اغتياله في القصر الرئاسي بجوبا.

واندلع قتال بين سلفا كير ومشار في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2013، بعد وقوع اشتباك مسلح في مقر حرس الرئاسة واتهم كير مشار بمحاولة انقلاب عسكري عليه، وهو ما نفاه مشار، ثم تحول القتال بين الرجلين إلى صراع بين قبيلتيهما الكبيرتين: الدينكا (قبيلة كير) والنوير (قبيلة مشار).

وبمقتضى اتفاق السلام المبرم خلال 2015 عاد مشار إلى جوبا في أبريل/نيسان 2016، وتسلم منصب نائب الرئيس الذي كان يشغله حتى نهاية عام 2013.

لكن الاشتباكات المسلحة بين الجانبين لم تنقطع، وكان أشدها اشتباكا كبيرا في جوبا خلّف نحو ثلاثمئة قتيل في الأسبوع الأول من يوليو/تموز 2016 استخدمت خلاله الأسلحة الثقيلة، واختفى عقبه مشار، ثم تنقل في عدد من الدول الأفريقية قبل أن يستقر في جنوب أفريقيا لتلقي العلاج.

موقع الجزيرة

Exit mobile version