*والدتي عليها شآبيب الرحمة.
*التي غرست في أعماقي منذ مرحلة الصبا..
*عشق القراءة وتذوق الموسيقى..
*ومنذ أكثر من نصف قرن من الزمان..
*كانت تعلم مدى شغفي بالفنان محمد الأمين..
*لذا كل ما انطلقت له أغنية من الراديو..
*تسارع لتنبيهي إن كنت بعيداً في أحد زوايا المنزل..
*أو في الشاعر مع أندادي نمارس هواية لعبة (كرة الشُرَّاب).
*وكان (الشُرَّاب) وقتها له (مكانة) في قلوب الصبية وحتى الأطفال، إذ لا وسيلة غيره لصنع (كرة).
*وكنا (نحشوه) بما وقع في أيدينا من أقمشة وقطن.
*المهم.. كانت والدتي (تناديني) للاستماع لمحمد الأمين في حرص لا يضاهى..
*ومن (ديك.. وعيك)!!
*لم يتوقف (انبهاري) بالعبقرية الصوتية واللحنية للمطرب الشاهق محمد الأمين.. وفي توزيع موسيقي يعتمد على مهارة العازفين..
*كل ذلك يعود لإخلاص الموسيقار محمد الأمين لموهبته المتوهجة..
*الأول من أمس كان لمؤسسة أروقة للثقافة والفنون فعالية تكريم للفنان محمد الأمين بقاعة الصداقة.
*وذلك في إطار تكريم المنظمة لعدد من مبدعي السودان.
*الفنان الهرم محمد الأمين فتح قلوب محبيه في تلك الأمسية بما قدمه من أغنيات..
*وقد وفق حينما صدح في البدء برائعة خليل فرح (ود مدني).
*وأردفها بأول أغنية قدمها في مشواره الفني (وحياة ابتسامتك) للشاعر الغنائي الراحل محمد علي جبارة.. الذي تغني من كلماته أيضاً في ختام الأمسية (يا حاسدين غرامنا).
*وقدم كذلك أغنيتين للشاعر فضل الله محمد (كلام زعل) و(زاد الشجون).
*والليلة أيضاً كانت عامرة بشجني (وعد النوار) لاسحق الحلنقي.
*وكنت أردد معه بصوتي الذي هزمته الشيخوخة- تلك التحف الغنائية (الخمس).
*فإن كان الشاعر قد قال (ألا ليت الشباب يعود يوماً).
*فالشباب قد (عاد) إلي وأنا في حالة (جذب) مع تلك الباقة المنتقاة من الأغنيات..
*كيف لا.. وقد شعرت بـ(روح أمي) تحلق فوقي لأستعيد معها كل مراحل العمر..
*إن المطرب محمد الأمين نعمة فينا.. ونحمد الله أننا قد عشنا غناء هذا الباذخ..
*لقد افتقدت في تلك الأمسية صاحب السر الباتع في الشعر السوداني.. المدهش هاشم صديق..
*كما كنت أتمنى أن يكون من بين حضور تلك الأمسية المشهودة الإمام الصادق المهدي والشيخ الترابي بل كل رموزنا السياسيين.
*لأن محمد الأمين طاقة فنية وطنية..
*وما أقل الرموز التي يمكن أن يحتشد حولها الجميع..
صورة وسهم – صحيفة اليوم التالي