(1)في سياق حديث بيني وأحد الأصدقاء، عن كُلفة الفواتير الطبيّة الباهظة لصيانة أرحام أمهات المؤمنين من زوجاتنا، قبل وأثناء وبعد الولادة، قال:
– بالمناسبة، نحن طبعاً عشرة أشقاء.
– هل تهزأ يا رجل؟!
– كلا يا (أهل المدينة)، بل نحن تسعة أخوان وسبع أخوات!
– في الشهر؟!
– أبداً، من أمي وأبوي ديل. لا عندهم ضغط ولا سُكري ولا بنكرياس ولا (بكلاريوس) ذاتو!
(2)
تُرى لماذا لم تعد نساء اليوم تنجبن سباعاً وتُساعاً، ولماذا صار آباء هذا الزمن المنكود، قليلي الحيلة في انتاج العيال، رغم أن مساحات الأرحام (هي هي)، لم تتراجع (قيد طفل)؟!
مستحيل أن تسمع بواحدة من بنات (النظام العيالي الجديد)، وقد أحرزت أكثر من ثلاثة أطفال، رغم أن لها من الخالات والعمّات ما يسد حلقة رقصٍ عند قرص الشمس؟!
(3)
ربما أكلت مدرجات الجامعات، الكثير من خصوبة أمهات اليوم، وبدّدت احتياطيهن من مدخلات انتاج العيال، مع حرصهن بعد الزواج على تقسيم المسافة بين (نفُاس) وآخر، ما يسمح لسيارة ترحيل رياض الأطفال بالتقاط المُنتج الجديد، (عشان ماما تقدر تمشي الشغل وتجي). أو كما قال طفل فالح، في تفسير قلّة حيلته من الأشقاء.
كان عليك أيام الأسرة الممتدة – أعادها الله علينا بالخير والبركات – أن تنثر ذريتك بطناً أثر بطن، لتتلقفها الجدّات والخالات والعمّات، فينبت (جناك) في منبت طيّب، أمّا في زمان (الدادة دودي)، كان الله في عون العيال!
(4)
أحد أقربائي المطاميس، يتبنّى نظريات غير مسبوقة للكشف عن المخزون الاستراتيجي لاحتياطي العيال، تسهيلاً للتنقيب عن الأطفال في مربعات باطن زوجة المستقبل. منها، مطالبته بتركيب عدّادات قياس في سيقان (الأيامى)، مثل التي في (طبلون) السيارات لحساب المشاوير والخطاوى المُسْتَهلكة، لتحديد مدّة صلاحيتهن كزوجات مُنتجات!
قطع شك، قريبي زول غلبان، لا يعرف انّ تصفير (العدّادات)، أسهل من اعادة ضبط ساعة مُنبه (نجيض)، على موعد حبيبة لن تأت أبداً!
(5)
ذاك ما كان من أمر الزوجات، أما لو أنك: (تُسائل عن حُصَينٍ كل قُوم/ وعند جهينة الخبر اليقين)، وأعني بهم البؤساء من الرجال، شركاء (شُح الخصوبة)، فلن يصلح من حالهم العقاقير ولا الأعشاب ولا نشارة الأخشاب المغشوشة، لأن أغلبهم كما قال الشاعر: (لو هبّت الريح على بعضهم/ لامتنعت العين عن الغَمض).
انتهت مساحة المقال، فوجب السكوت عن تفسير هبوب الريح و(ليه يا شمعة سهرانة)!
وجدي الكردي