أنا لم أهتز من رعشة الوجد.. ولم أكتف من هذا الألم الذي لا ينتهي..
لم أكفر ببقائك أبداً.. لأنك لا تزال هنا.. حيث كنت قبل دهر.. ولم أزل هنالك حيث أنت..
لا مجال لافتراق لأن قاعدة العشق لا تحتمل ذلك.. بل أظن أن اتزاننا الكوني يقضي بما أقول..
لم أغادر أنا.. ولا أنت.. بل ولم أفكر في خيال سفر يبعد الخافق عن الخافق..
لم أدع الحزن عليك.. لكنك اتكأت على فرحي حينما اعوج عود روحك في ضياع كنت فيه.. فبت أتقلب في حزن لا ينتهي..
إلا بمجيئك بكامل ألقك ومنتهى بهائك الذي التقينا على إيقاعه..
لم يتزعزع إيماني بك قيد أنملة.. رغم تلك الظنون التي تقفز من عيون من التقيهم كل صباح..
رغم نظرات العطف التي يبديها الأعزاء ونظرات الفرح الشامت التي يبديها الأعداء.. ونظرات العطف التي أكملت مثلث من حولي.. إلا أنني لم أدع لأحد أولئك مساحة للحديث.. إذ إنك لم تغب.. فلم الخوف والقلق.. ولم العطف.. ولم الفرح الشامت.. وأنت حاضر ما دمت أنا على ظهر الأرض.. وما دام في القلب دم ينبض..؟
أنا لا أخشى أن تبتعد البتة.. إنما أخشى أن أبتعد أنا.. لأن الأنثى ما أن تعشق بصدق وتخلص لحبيب متسع القلب.. ممتد المشاعر.. حتى تغادر بهدوء قاتل..
أنا لا أخشى الفراق.. أبداً.. لأننا ولدنا لنجتمع أبداً..
لا يؤلمني الشوق لك أيها المقيم في تفاصيل الحياة.. إلا أن النار التي اشتعلت بها الروح شوقاً تركت رماداً يئن كلما طاف الضوء ببيت القلب.. يدمي جسدي أنين هذا الرماد.. لذا عُد لأجل الرماد.
نضال حسن الحاج
المجهر