هناك من يعمل خلف الكواليس في الولايات البعيدة ولا أحد يتذكره، تخرج الإنجازات المرتبطة بقضايا المواطن عبر أفكارهم، لكنها تنسب لآخرين، وزراء شباب لأول مرة يتسنمون كرسي السلطة التنفيذية، لكنهم أبدعوا، تحكي تجاربهم عن صواب قرار الدفع بهم إلى تلك المواقع، المهم في الأمر أن يكون لدى السلطة المركزية أجهزة رصد دقيقة تحدد من خلالها الصالح والطالح من بين مسؤوليها المنتشرين، لا أقول السلطة فقط، ولكن هذا يهم الحزب الحاكم أيضا في إطار تفريخ القيادات ومنح الدماء الجديد مساحة للظهور، وهذا يتماشى مع اتجاه الإصلاح الذي ينشده الحزب، وحتى لا نذهب في الحديث هناك الكثير من النماذج، لكننا نختار من بينها د.محمد عبدالقادر وزير الصحة ولاية سنار، فهو من الكوادر التي عركتها التجارب في المركز، وأن تقلد مواقع كثيرة لكنها كانت تنظيمية بحتة، عبدالقادر من الرجال الذي خدموا مع الراحل د.مندور المهدي، تلك كانت محطة مهمة بالنسبة له، واضح أنه استفاد منها، في ولاية سنار دفع الوزير الشاب بالكثير من المبادرات الداعمة إلى تجويد الخدمة الصحية في الولاية، ومعروف أن سنار واحدة من الولايات التي تحادد دولتين جنوب السودان ودولة إثيوبيا، وهذا يجعلها في موضع صحي يتأثر ويؤثر، تعاني من أمراض مستوطنة ناتجة عن ذلك التداخل بالإضافة إلى البيئة، ومن بين ما قدمه الوزير حسبما علمنا هو تفكيك مركزية الخدمات الصحية، ربما تجربة قريبة من تلك التي عملت بها ولاية الخرطوم، ولكن الاختلاف في أن تجربة سنار يستفيد منها مواطن، فعلا يعاني من المرض، أكثر من عشرين مركزاً صحياً متكاملاً أنشأها الوزير في محليات وقرى الولاية المنتشرة، ولكن الأمر الأكثر أهمية في تقديري هو المستشفى الضخم الذي شارف على النهاية والخاص بالكلى، من خلال النظرة والوقوف على التفاصيل يمكن القول إن وزارة الصحة بالولاية لو اكتفت بهذا الصرح لكفاها، فهو مستشفى أسس على الجهد الذاتي من خلال مساهمات الخيرين من أبناء المنطقة بإشراف الوزارة، مستشفى إن اكتمل العمل فيه مخطط أن يفك حاجة ولايتين مجاورتين لسنجة، هما النيل الأبيض والدمازين، في زمن يعاني حتى المواطن في الخرطوم من مشاكل توفر أجهزة وعلاج الكلى، وللعلم فإن الأزمة الصحية الأخيرة المتعلقة بالإسهلات المائية فإن سنار لم تعان كثيرا في كبح جماحها بفضل وجود مؤسسات الصحة المنتشرة في الريف من مراكز أشرنا إليها آنفاً، في حين كانت ولايات مثل النيل الأزرق تعاني لعدم وجود مواعين صحية كافية مما يضطر المرضى إلى البحث عن علاج في عاصمة الولاية، وهو ساهم بدوره في استطالة وانتشار المرض.
آدم محمد أحمد
اليوم التالي