عذاب !!!

*نعم ، حياتنا كلها صارت عذاباً في عذاب..

*أو بالأحرى الغالبية منا في مقابل قلة لا تتعذب ..

*فمنذ الصباح – وحتى المساء – يعيش الواحد منا في حالة عذاب..

*عذاب مع الأكل والماء و الكهرباء والنفايات والمدارس والعلاج..

*ثم الجبايات والاتاوات والمكوس والرسوم و(المساومات)..

*ثم (النفسيات)- جراء الضوائق المعيشية – التي تتسبب في مشاكل أسرية..

*ثم الديون التي تحيط بالمرء – من كل جانب- بسبب تلاشي المرتب مع بداية الشهر..

*فقط بدايته وليس الأسبوع الأول أو الثاني ..

*ثم المواصلات – وزحمتها – لمن لا يمتلك سيارة..

*وزحمة المرور – وإيصالاته – لمن منّ الله عليه بعربة..

*فإن كانت أوراقه كلها سليمة – صاحب العربة – فلا بد أن يتم توقيفه أيضاً..

*فمن لم يتوقف في (محطة عذاب) – طوال يومه – فهو من المحظوظين..

*أما العذاب الأكبر فهو الوقوف أمام نوافذ حكومية لاستخراج أوراقٍ ما..

*سواء كانت شهادات أو بطاقات أو أذونات أو تراخيص الأوراق هذه..

*وأصدق مثال على العذاب هذا هو(نوافذ) ترخيص المركبات..

*فهي نوافذ لا تكاد تحصي كثرتها (تزحف) بينها يومك كله..

*ثم قد تُواجه – في نهاية المطاف – بعبارة (معليش تعال بكرة)..

*وكل العذاب هذا وأنت تدفع من (حر فقرك) للحكومة ما هو فوق حدود المعقول..

*تدفع عند كل باب ، وكل نافذة ، وكل فتحة ، وكل (طاقة) ، وكل (خرم)..

*ورغم ذلك لا تُسهل لك اجراءات المعاملة..

*وكأنما هنالك نزوع (سادي) غريب نحو تعذيب الناس..

*يعني لا يكفي ما هم فيه من عذاب – أصلاً- ولا بد من المزيد..

*وفي الحديث (اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه)..

*ونحن هنا لا نعني العذاب المتمثل في ضيق العيش وضعف الأجور وارتفاع الأسعار وكثرة الجبايات..

*وإنما نعني ما هو دون ذلك بكثير مما بمقدور الحكومة فعله..

*نعني التعذيب لدى المنافذ الرسمية رغم إن الناس يدفعون (دم قلوبهم) أيضاً..

*لماذا لا تُوحد المنافذ هذه ، ويُختصر الوقت ، وتُسهل الإجراءات؟..

*ففي مطار الخرطوم- داخل صالتي الوصول والمغادرة – عذاب..

*وفي مكاتب ترخيص المركبات – ذات النوافذ العديدة – عذاب..

*وفي جهاز المغتربين – حيث الدفع والصفوف والاستنزاف – عذاب..

*وفي مواقف المواصلات – إن لم تكن صاحب سيارة – عذاب..

*فإن وُفقت ففي انتظارك (عوضية عذاب !!!).

من أرشيف الكاتب

الصيحة

Exit mobile version