كان الرئيس الليبي السابق معمر القذافي “مختلفاً عن الآخرين” في صغره، حيث كان متفوقاً في دراسته الابتدائية، وقد أعفته الإدارة من فصلين دراسيّين، بحسب ما يروي لـ”العربية” المبعوث السابق للقذافي، السيد أحمد قذاف الدم، والذي يزعمُ في حديثه أن الرئيس الليبي كان “حافظا للقرآن”، وكان “قارئاً نهماً في صف الإعدادية، وقرأ كتباً عن الثورات”، إلى درجة أنه عندما جَنَد عبد السلام جلود – السياسي الليبي المعروف – أعطاه مجموعة من الكتب وطلب منه قراءتها أولا!.
قذاف الدم، يقول إن العقيد القذافي بدأ يتحدث عن طموحاته وهو في المرحلة الإعدادية، وكان يستمع بشكل دائم إلى الإذاعة، حيث كان أثير “صوت العرب” و”BBC”. وفي مرحلة تالية بدأ يقود التظاهرات في “سبها” ضد الوجود الأجنبي الفرنسي، واشتغل على تكوين “خلايا مدنية” تجتذب الشباب، حيث طلب من رفاقه لاحقا “الالتحاق بالكلية العسكرية ليكونوا جاهزين للثورة”، بحسب قذاف الدم، والذي كان عضوا في خلية مدنية في “ثورة الفاتح”، حيث “سرنا في تظاهراتٍ لتحريك الشارع”.
العلاقة بين الرئيسين جمال عبد الناصر ومعمر القذافي، كانت في البداية على شكل إعجاب من الأخير بشخصية الزعيم المصري، قبل أن يلتقي بعد “ثورة الفاتح” الصحافي محمد حسنين هيكل بالقذافي، حيث نقل هيكل انطباعات ايجابية عن الثورة في ليبيا إلى القاهرة، وهو ما مهد إلى عقد لقاء سري بين زعيمي البلدين، أبدى فيه عبدالناصر إعجابه بثقافة ووعي وحماسة القذافي، وفق ما يقول أحمد قذاف الدم.
“اقترح القذافي على عبدالناصر انطلاق وحدة الأمة من مصر وليبيا والسودان”، وفق حديث قذاف الدم لبرنامج “الذاكرة السياسية”، مبينا أن العلاقة بين القاهرة وطرابلس توثقت بحيث أضحت ليبيا “القاعدة الخلفية لمصر، وبات طياروها يتدربون عندنا”، كما “اشترينا لمصر مقاتلات ميراج وصواريخ كروتال وزوارق من فرنسا”، والتي كانت تربطها علاقات جيدة مع ليبيا.
العربية نت