> يشبه ياسر عرمان الحوار بطعام الفقراء جداً الذين حولت أموالهم فواتير الحرب المكررة من تنميتهم إلى برنامج الدفاع عنهم ..يقول عرمان إن الحوار الوطني في قاعة الصداقة انتهى مثل( عصيدة بايتة . ) > وأبناء وبنات قادة التمرد .. وعرمان منهم .. لا يعرفون العصيدة دعك من أن يعرفوها بائتة أم فريش … ولكن أبناء أسر جنوب كرفان والنيل الأزرق بسبب الحروب أصبحوا يفتقدون للعصيدة الفريش دعك من بائتة تكون زائدة عن قوت الأمس . > والعصيدة البائتة الحامضة .. تبقى مستساقة أكثر من الفريش تحت حرارة شمس خط الإستواء . > ولو كان الحوار الوطني انتهى مثلها في هذا المناخ الخريفي الحار جدًا بلا أمطار .. فإن التشبيه صحيح .. و بقي أن تنقل عصيدة الحوار من النظرية إلى ملاح (تقلية )التطبيق ..وجبة استوائية شهية .. لكن عرمان يستشهد بها فيما ينتقده و يبخسه و يحتقره . > عرمان يريد حوارا يشارك فيه هو بشروط قطاع الشمال وحكومة جوبا و ما يفتح الطريق أمام دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين لتحقيق مطامعها المتنوعة في السودان .. أو عودتها إلى نشاطها في السودان أيام المحافل الماسونية وبيوت القمار والبغاء الطبيعي والشاذ وتربية شخصيات معينة ليكونوا مستقبلا قادة البلاد والمجتمع السوداني . > وفي كل فقرة من تعليق عرمان على انعقاد المؤتمر العام للحوار الوطني .. يفتتحها بالفعل ( انتهى . ) > قال انتهى الحوار مثل عصيدة بايتة في العراء لا أحد يريد الإقبال عليها .. و هو يعلم أن من ضربتهم المجاعة في جبال النوبة بسبب حربهم المكررة بعد انفصال الجنوب .. واعتدت عليهم قوات قطاع الشمال يبحثون بحثا عن العصيدة .. حتى لو كانت بايتة . > و كذلك يقول عرمان إن الحوار انتهى بمشهد بائس عند الساحة الخضراء .. و كان أبطاله البشير والسنوسي . . ومن جرب المجرب حاقت به الندامة . > عرمان نفسه جرب المجرب .. وعاد إلى الحركة الشعبية مناضلا للمرة الثانية ضد التحول الديمقراطي .. فقد أتت به اتفاقية نيفاشا الموقعة مع حركته .. و حاربه .. وفي سبتمبر من عام 1986م هرب مناضلا إلى معسكرات الحركة الشعبية في إثيوبيا ليحارب حكومة الصادق المهدي المنتخبة .. وحينما يقع الانقلاب اليساري يعود ويترك حركته مستمرة في التمرد . > لكن الانقلاب الإسلامي استبق الانقلابات الأخرى اليسارية ..فتغدى الإسلاميون بهم في سفرة حكم الصادق المهدي الهش قبل أن يتعشوا بالإسلاميين . > و منذ ذلك الغداء الذي سبق العشاء .. فإن اليساريين بين أجندتهم في الحركة الشعبية وأجندتهم في إضرابات الأطباء ظلوا هائمين . > وعرمان في تعليقه على مؤتمر الحوار الوطني المحضور محليا وإقليميا .. لم يغفل الإشارة إلى إضراب الأطباء .. لكنها إشارة جوفاء .. بدون فكرة منطقية موضوعية . > وعرمان يبدو أنه الآن يخلط الأوراق السياسية .. فيتحدث وكأنه مخمور .. خارج الوعي .. فهو لا يفرق بين العصيدة البايتة و الطعمية البايتة . > لا يفرق بين الحوار الجدلي وبين التفاوض من أجل التسوية . . فهو يظن أو يريد أن يمضي الحوار في طريق يوصله إلى تسوية تأخذ فيها الحركة الشعبية منصب رئيس الوزراء , كما أخذت من قبل منصب النائب الأول للرئيس ..ثم كان استئناف الحرب . > لعبة الحرب عند قطاع الشمال تدخل ساحة الحوار الوطني لإفراغه من مضمونه . . وجعله شبيهاً بما يمكن تسميته نيفاشا 2 ..حصاد مناصب و يعقبه استئناف حروب. > وقيمة الحوار عمليا ليس نظريا .. لا تشمل إيقاف حرب التآمر على البلاد بجيش سلفا كير في جنوب كردفان و النيل الأزرق .. وإيقاف الحروب القبلية الأخرى في الجهة الأخرى. > قيمة الحوار الوطني العملية هي التبرئة من استئثار فئة دون أخرى بالسلطة والمال العام والتنمية .. وتثبيت العدالة في كل شعاب الحياة . > في الخدمة المدنية والعسكرية وتوزيع الفرص .. وحتى حسم مسألة التطبيع مع دولة الاحتلال اليهودي في فلسطين .. فهو حوار جرد حساب .. وتقويم و إصلاح . > أما الحروب فإن الحوار الوطني ليس منوط به إيقافها وحسمها حتى لو وضع عبدالواحد السلاح . > فالحرب بدأت ضد البلاد بدعم غربي صهيوني قبل ميلاد عبدالواحد ويمكن أن تستمر إلى ما بعد موته أو قتله . > عرمان إذن لم يفهم فكرة الحوار .. و لم يستوعب تعليق واشنطن على الحوار حينما قالت نعتبره حواراً أوليًا .. ولم تعتبره عصيدة بايتة أو بيرقر بايت من مطاعم ماكدونالز الأمريكية . > فهل تتجاوب آلية الحوار الوطني مع تعليق عرمان أم تعليق واشنطن التي يعمل ويخدم تحتها عرمان ؟ غداً نلتقي بإذن الله .
خالد كسلا
الانتباهة