يوسف عبد المنان

ضوء على الفصل الاخير من اضراب الاطباء

في الاجتماع الذي عقده النائب “حسبو محمد عبد الرحمن” مساء الخميس الماضي بالقصر الجمهوري تحدث الاختصاصيون المضربون عن العمل بشجاعة وروح وطنية عالية .. وكل من تحدث وضع ترقية بيئة العمل همه الأول وتحسين الخدمة العلاجية للمرضى كأولوية.
لم يطالب أحد بحل مشاكل الأطباء الشخصية رغم الظروف بالغة التعقيد التي يعملون فيها.. وكان صغار الأطباء قد تحدثوا للنائب مباشرة دون خوف من رهبة السلطة ولا هيبة المكان.. الأطباء المضربون ليسوا شيوعيين كما قيل ولا يخططون لإسقاط النظام كما أشاع البعض، ولو كان الحزب الشيوعي أو المعارضة في رصيدهم النقابي كل هذا العدد الكبير من الأطباء والاختصاصيين لما استطاعت الدكتورة سمية أكد، أن تبقى في مقعدها.
في كل يوم يثبت النائب “حسبو محمد عبد الرحمن” أنه جمل شيل لتصديه بشجاعة للقضايا اليومية.. منذ إعلان الأطباء الإضراب ظل يجتمع يومياً بقيادة وزارة الصحة بالقصر وبمنزله لمتابعة هذا الملف بالغ التعقيد بفضل تلك الاجتماعات والإصغاء لمشاكل الوزارة ثم حل قضية الحصانات الخاصة بالأطباء وحمايتهم وإقرار القيادة العليا لمراجعة وتعديل القانون الجنائي ضمن مشروع التعديلات المتنوعة ليجعل للطبيب حصانة في أداء واجبه المهني بعدم الزج بالأطباء في حراسات الشرطة بسبب الأخطاء الطبية وتولي المستشارين القانونيين الدفاع عنهم.
ووضع لوائح للمستشفيات وتنظيم الزيارات وتحديد عدد المرافقين لتهيئة بيئة صالحة لأداء الطبيب.
قال اختصاصي جراحة أطفال بمستشفى الخرطوم: إن المستشفيات الحكومية من الداخل شيء وما يصدر من تقارير شيء آخر، ويبحث الأطباء في كثير من الأحيان عن ميزان الضغط و لا يجدونه والمريض أمامهم (يتأوَّه) وانفعل النائب من حديثه. وقال: من أجل معالجة هذه المشكلات دعوتكم لاجتماعات عديدة.. ونحن الآن في بداية الطريق لمعالجة المشكلات الصحية جذرياً.
المقال الذي كتبه الأستاذ “الهندي عز الدين” عن الوضع الطبي في البلاد أثار جدلاً واسعاً وسط الأطباء والاختصاصيين وأثير في اجتماعات قضية الإضراب.

الاهتمام الذي وجده مقال “الهندي” يثبت حقيقتين الأولى تأثير (المجهر) الكبير على الرأي العام..
والثاني أن ما يكتبه الأخ الصديق “الهندي” يجد متابعة من جهات عديدة.. وأينما ذهب وتحدثت لطبيب أثار ما قاله “الهندي”، بينما سالت أحبار كثيرة عن قضية إضراب الأطباء ولم تحظ تلك الأخبار باهتمام أحد.
أمضيت نهار أمس (السبت) بولاية الجزيرة محلية القرشي القرية (24) في مناسبة اجتماعية، ولأن الجزيرة منطقة سياسية وهي العاصمة الثقافية لبلدنا.. وجدت أهل الجزيرة في القرى النائية في حالهم منذ سنوات لم يخشاهم تطور البنيات التحتية لا طرق أسفلتية تربط بين المدن والقرى ولا رؤى لحال المشروع الزراعي الأول في السودان.. القرى شاخت وهرمت.
والناس يسمعون بثورة التنمية في وسائط الإعلام ولا أثر لها على أرض الواقع.
والوالي إيلا بعيداً عن خلافاته وصراعاته مع قيادات حزبه، لم تخرج إنجازاته عن محلية ود مدني الكبرى، ذلك هو لسان حال أهل (24 القرشي) الذين يتحدثون بحسرة عن الحاضر ويجترون ذكريات الماضي بفخر، وتلك هي مأساة ولاية الجزيرة، ماضيها أفضل من حاضرها ومستقبلها في رحم الغيب.
أمس الأول وفي هجعة الليل هاجمت الحركة الشعبية قطاع الشمال منجم (الضليمة) الواقع شمال الدلنج نهبت وجرحت واستباحت أموال المواطنين وعادت مطمئنة لمناطق سيطرتها غرب الدلنج وشماله.. وإذا سألت المسؤولين يقولون الأوضاع هادئة والأمن مستتب والتمرد انتهى والسلام عمَّ القرى والحضر.

المجهر