}إلى وزير مغادر كرسي الحكم: سيصبح الصبح وتجد نفسك قد انفض من حولك أصحاب المطامع والحاجات.. ذهبت السيارة الفاخرة وبقيت الكريسيدا القديمة.. لا حراس يقفون أمام منزلك ولا سكرتارية تفرش لك المكتب بالورد والريحان.. لا سفريات خارجية.. ولا دولار يضاف لحسابك القديم.. بعد اليوم ستصبح وزيراً سابقاً وشخصاً كان مهماً ولكن الدنيا إذا أقلبت على غيرك.. فقد أدبرت عنك تذكر جيداً أن الحياة محطات.. أفراح وأتراح.. فقر وغناء.. مجد وزوال عرش.. الآن فقط ستحصد ثمار زرعك في سنوات الوزارة عندما كنت وزيراً مهماً.
إلى الوالي الجديد القادم حديثاً: قد أصبحت اليوم حاكماً على ولايتك.. أنت المسؤول الأول لا ينازعك أحد.. ولا يراقبك إلا الله و”البشير”.. إذا أحسنت إدارة الولاية تفوز برضا من في السماء قبل من هو في الأرض.. وإن أسأت استخدام السلطة فتذكر أن لكل أول نهاية وأي مجد ينتهي ولو بعد حين.
}إلى الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” والي الخرطوم: الحشود التي أقبلت على الساحة الخضراء (الثلاثاء) الماضي، كتبت لك عمراً جديداً في هذه الولاية.. لقد تفاجأ الأقربون قبل الأبعدين بأن حزب المؤتمر الوطني في ولاية الخرطوم قد عادت إليه الروح والتف حوله الناس بعد فترات عصيبة جعلت ولاية الخرطوم هي الأقل نسبة في التصويت.. وبخروج هذه الحشود فإن المؤتمر الوطني ينفض عن نفسه ثياب الكسل ويثبت أنه الحزب الجماهيري الأول في البلاد.
}إلى د.”إبراهيم هباني” القيادي في المؤتمر الوطني: في حال عودة حقوق المواطنين في اختيار حكامهم بالديمقراطية والحرية من يجد حزب المؤتمر الوطني في ولاية النيل الأبيض من يقدمه بسيرة ذاتية نظيفة وفيه أمل والرجاء غيرك.. لكن الانتخابات لها أحكامها الخاصة ومتغيراتها، فلا تذهب بعيداً عن الولاية التي تنتج كل يوم سياسياً جديداً ولكنها أيضاً تقضي على اثنين مثله.
}إلى د.”نافع علي نافع”: إذا كنت ضيفاً في يوم عرس حزبك فمن يكون أهل العرس؟؟.. بعض التعابير تذهب بها الأقلام تنقيباً وبحثاً والسياسي الشاطر هو من يصنع الحدث.. وبعبارة قصيرة استطعت أن تصوب أكثر من هدف في الشباك الخالية من حراس المرمى.
}إلى الشيخ “إبراهيم السنوسي” الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي: هل عادت عقارب الساعة للوراء.. وتوحد شمل الإسلاميين وأصبح المؤتمران الوطني والشعبي روحاً واحدة في جسدين رغم أحزان الأمس التي (تخلقت) بسبب الخلافات السلطوية؟؟.. أم هي مقدمة لما هو قادم من تطورات على صعيد توحيد التيارات الإسلامية تحت قيادة الرئيس “البشير”.
}إلى “عبد الرسول النور إسماعيل” القيادي في حزب الأمة: لماذا تجمد كل هذه الطاقة والفاعلية في مقعد المراقب وأنت بعيد عن “الصادق”.. وقريب من “مبارك الفاضل المهدي” ولكن لم تمشِ معه في درب الإقدام على الإصلاح وخوض معركة (إخراج) حزب الأمة من عباءة الإمام وتحرير القيادة من بيت “الصادق”.
}إلى الدكتور “فضل عبد الله” وزير رئاسة الجمهورية: لماذا غاب عن عرس الحوار الوطني شخصية مهمة مثل الرئيس “ثامبو أمبيكي”؟؟.. هل وجهت إليه الدعوة واعتذر؟؟.. أم هناك شيء ما في صدر الرجل الذي وقف مع الحل السياسي في السودان و(انتاشته) سهام عديدة، ولكنه ظل محايداً في المنطقة الوسطى.. والسؤال الثاني هل تمت دعوة الرئيس الجنوبي “سلفاكير”.
}إلى السفيرة “أميرة الفاضل”: بعد مغادرة مركز (مدا) لا نملك غير إهداء بعض كلمات تغنى بها المطرب “ود الأمين” ونحن في مقام الوداع الحزين:
لو تسافري بدون رضانا
بنشقى نحن الدهر كله
وما بنضوق في الدنيا متعة
وكل زول غيرك نملو..
ولكن العزاء أن القادم لمقام القيادة أخت عزيزة “مروة جكنون”.
المجهر