أنثى الأبنوس!!

*هل عندنا صناعة سينما في بلادنا؟..

*طبعاً لا، اللهم إلا بعض أفلام (فضيحة) في زمن مضى..

*هل عندنا ممثلون يصلحون للعمل في السينما؟..

*لا وكلا، وتكفينا تجربة ابن البادية- ذات المايوه- التي تبرأ منها المليجي..

*دعكم من هذا كله، هل عندنا دور سينما (من أصله)؟..

*قطعاً (نهي)، فقد قُبرت كلها كما (شامي كابور)..

*طيب، رغم واقعنا الـ(لا سينمائي) هذا استضفنا مهرجان الفيلم العربي..

*وأتانا صغار الممثلين العرب من كل حدب ينسلون..

*ومن هؤلاء المغمورين واحدة اسمها سلاف فواخرجي تم تكريمها..

*ومُنحت أيقونة المهرجان ذات مسمى (أنثى الأبنوس)..

*هل منكم من سمع بهذه الممثلة السورية (تبع الأسد)؟ ولا أنا بالطبع..

*تماماً كما لم نعد نسمع أن في السودان سينما..

*ولولا الضجة التي أثارتها عن محاولة اغتيالها لما استوقفني الاسم..

*قالت إن حياتها كانت مهددة أثناء وجودها بالخرطوم..

*وإن الذين أرادوا اغتيالها هم معارضون سوريون لنظام بشار الأسد..

*وإنه قد جرى (تأمينها)- داخلياً- ضد القتل..

*وأيضاً لم نسمع بأن هنالك فروعاً للمقاومة السورية على أرضنا..

*إلا إذا كانت تخشى أن تُسمم بـ(حلويات شامية)..

*فالسوريون الوحيدون الذين نعرفهم هم ذوو القفازات البيضاء النظيفة..

*ولكن الحق ليس على من عادت بأيقونة من عندنا..

*وإنما علينا نحن الذين تعجبنا أجواء المهرجانات العروبية في عاصمتنا..

*ومن قبل احتفينا بـ(شافعة) سورية أيضاً..

*(شافعة) كل مؤهلاتها لتحظى بحفاوة منا أنها غنت لإبراهيم الكاشف..

*وردد معها بعض كبارنا (أسمر جميل عاجبني لونه)..

*وتمايلوا معها طرباً حتى كادت تصيح في فيروز (شو تكوني إنتِ؟)..

*ومن قبل ذلك استضفنا فعاليات الثقافة العربية..

*ووقتها كانت عاصمة الثقافة العربية-الخرطوم- تهدم (أكشاك ثقافتها)..

*وكانت آخر أثر (شعبي) يدل على وجود ثقافة بعاصمتنا..

*تماماً كما أن (خرابات) السينما تدل على زمان (أين تسهر هذا المساء؟)..

*وما عادت الخرطوم (تقرأ) كما في السابق..

*فأهلها مشغولون- جراء قسوة الواقع- بما يغذي البطون لا العقول..

*ولا أدري أي مهرجان عربي آخر نسعى لاستضافته..

*فقط أتمنى ألا يكون مهرجان (الجمال)، وأكوام قمامتنا تملأ الشوارع..

*أو مهرجان (الصحافة)، وصحافتنا تحتضر..

*أو مهرجان (الشاشة)، وشاشاتنا أضحت محض ثرثرة تجلب النعاس..

*أو مهرجان (الطرب)، وطربنا بات (نطيطاً)..

*وتروح الأيقونات لمن يلبون دعواتنا وهم في بلادهم (لا شيء)..

*و يا لخسارة (أنثى الأبنوس!!!).

صحيفة الصيحة

Exit mobile version