لم يشأ القيادي البارز بحزب الأمة القومي مبارك الفاضل إلا أن يصب مزيداً من الزيت في نار الخلافات المشتعلة أصلا بينه والإمام الصادق المهدي منذ مغادرة الأول لصفوف الحزب، عقب توقيع اتفاق جيبوتي، وعودة قيادات الحزب للداخل بعد إعلان الأمة الانحياز لخيار التغيير الناعم، ومحاورة نظام الإنقاذ بيد أن المهدي وبعد أن قال مقولته الشهيرة (ذهبت إلى جيبوتي لاصطاد أرنباً فاصطدت فيلاً) تراجع خطوات من مشاركة النظام السلطة في بداية الألفية رغم الاتفاق بينهم، وإرتضى مبارك المشاركة، بعدها دخل حزب الأمة مرحلة جديدة في معارضة النظام، وذهب الفاضل وبعض من القيادات إلى تكوين حزب جديد – الأمة الإصلاح والتجديد – . لكن مياه كثيرة جرت تحت جسر العلاقة بين حزب مبارك والمؤتمر الوطني فارق بموجبها مبارك القصر إلى المعارضة من جديد
وعلى نحو مفاجيء وربما نتاج لمفاوضات سرية جرت بين مبارك وابن عمه التأم الشمل من جديد، وحملت الأنباء نهاية العام الماضي حل الفاضل لحزبه الجديد وإنضمامه لحزب الأمة القومي، وشرع الرجل في لم شمل الحزب بعد خلافات جديدة نشبت بينه والإمام عبر ما عرف بالهيئة الشعبية لتوحيد حزب الأمة القومي، وإصرار من الرجل على أنه يعمل تحت رآية حزب الأمة، وإعلانه صراحة عدم اعترافه بالمؤسسات القائمة الآن بسبب فقدانها للشرعية التنظيمة، في وقت يصر فيه قادة حزب الأمة بعدم الاعتراف بما يقوم به الفاضل، وفي آخر بيان للإمام الصادق المهدي كان قد تبرأ فيه مما يفعل مبارك واتهمه بالعمل لصالح المؤتمر الوطني، وقال إن الهيئة أداة من أدوات الحزب الحاكم، معلناً عدم اعترافه بالفاضل ضمن قيادات الحزب،
وكشف مصدر مطلع لـ(آخر لحظة) عن غليان داخل الحزب العريق ومطالبات بفصل كل القيادات التي انحازت إلى موقف الفاضل بما فيهم الشباب، بيد أن بعض المنحازين سخروا من المطالبات وعدوها من باب الحماسة وتصفية الحسابات دون أي مسوغ تنظيمي،
ويبدو أن حزب الأمة نفسه قد فقد البوصلة بعد أن أربك مبارك حسابات الإمام وأعلن انخراطه ضمن المشاركين في الحوار الوطني، في وقت يقف حزب الأمة ضمن القوى الممانعة والرافضة، ورغم موقف حزب الأمة الرافض للحوار إلا أن مبارك كشف عن دفع المهدي بطلب رسمي للحكومة يطلب فيه مقعد بصفة مراقب للحوار الشيء الذي نفته نائبة رئيس الحزب مريم الصادق المهدي، لكن المهدي فاجأ المجتمعين بقاعة الصداقة وأبرق مؤتمر الحوار الوطني مهنئاً ومباركاً حسبما أعلن في المنصة..
تقرير:علي الدالي
صحيفة آخر لحظة