شدد رئيس حركة تحرير السودان للعدالة الطاهر حجر، على أن الحوار الوطني الذي اختتم أعماله بالخرطوم هذا الأسبوع لن يكون بديلا للتفاوض، مع الحرص على أن تشمل عملية الحوار الممانعين من قوى المعارضة والحركات المسلحة.
وجرت الإثنين الماضي مراسم التوقيع على وثيقة وطنية ناتجة عن الحوار الوطني، ينتظر أن تكون أساسا للدستور الدائم للبلاد، لكن قوى المعارضة والحركات المسلحة الرئيسية في البلاد ما زالت تقاطع عملية الحوار وتشترط للإلتحاق به عقد مؤتمر تحضيري بالخارج.
وأكد الطاهر حجر لـ “سودان تربيون”، يوم الجمعة، أن خطوتهم اللاحقة بعد مشاركتهم في الحوار الوطني بالداخل ستكون وفقا لاتفاقهم مع الرئيس التشادي إدريس ديبي بأن يكون الحوار شاملا لكل السودانيين وقضايا البلاد.
وأضاف “أن الحوار يجب كذلك أن لا يكون بديلا لحل الأزمة في المناطق المتضررة بالحرب ومراعاة خصوصية هذه المناطق ومناقشة قضاياها في منبر خاص تم الاتفاق عليه ليكون منبر الدوحة”.
وقاد الرئيس التشادي رئيسي حركتي جيش تحرير السودان للعدالة الطاهر حجر والتحرير الثانية أبو القاسم أمام، للمشاركة في انطلاق مؤتمر الحوار الوطني بالخرطوم في 10 أكتوبر 2015، بالرغم من أن الحركتين غير موقعتين على اتفاقية سلام الدوحة يوليو 2010.
وقال الطاهر حجر إن ملامح الموقف التفاوضي لحركة جيش تحرير السودان للعدالة “واضح ومتكرر.. لقد سعينا أن يكون الحل شامل شمولية القضايا وشامل شمولية الأطراف”.
وعز تأخر الوصول إلى حل في قضية دارفور إلى أسباب تتعلق بالمعارضة وانقساماتها ما أدى إلى تعدد المنابر وتقاطع المصالح الدولية والإقليمية، فضلا عن ظروف الوساطة.
وأكد أهمية جدية الطرف الحكومي في حل المشاكل المتعلقة بالمناطق المتضررة، قائلا قضية دارفور قضية كبيرة تتطلب الصبر إلى حين الوصول إلى حل الأزمة ونحن نسعى لذلك”.
وأشار حجر إلى أنه لدى مشاركتهم في المؤتمر العام للحوار الذي أجاز التوصيات هذا الأسبوع، التقوا على هامشه الأمين العام للحوار الوطني هاشم سالم، ومساعد الرئيس إبراهيم محمود والأمين السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم وعضو آلية الحوار حامد ممتاز والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي إبراهيم السنوسي.
وأضاف أن اللقاء مع حامد ممتاز تناول مجمل القضايا المتعلقة بتنفيذ مخرجات الحوار ورؤيتهم حول مستقبل مشاركة الآخرين في العملية، وأشار إلى أنهم تحدثوا مع مساعد الرئيس حول الآليات المطلوبة لمتابعة تنفيذ توصيات الحوار.
وأفاد حجر أن اللقاءات شملت أيضا أعضاء آلية (7+7) من جانب المعارضة، حيث دار نقاش بشأن المخرجات وآليات التنفيذ وتحديات إلحاق المعارضة المدنية والمسلحة الموقعة وغير الموقعة.
وتابع “نحن في حركة جيش تحرير السودان للعدالة أكدنا دعمنا لتوصيات الحوار في جمع الصف الوطني ونتطلع لأن تفضي المخرجات لصناعة واقع جديد ينعم فيه الشعب السوداني بالخير والنماء والأمن والاستقرار والسلام الدائم”.
وأبدى الطاهر حجر أسفه لعدم تمكن حركته وحركة التحرير الثانية بقيادة أبو القاسم أمام، من التوحد، وأقر بأن تشظي حركات دارفور يعد السبب الرئيسي في تأخر حل قضية الإقليم الذي يشهد حربا بين الحكومة ومجموعة حركات مسلحة منذ 13 عاما.
وقال “نحن نتوارى خجلا من التشظي الذي أصاب الثورة والذي نعتبره السبب الأساسي في تأخر القضية.. هذا التشظي شوه الصورة العامة للثورة في دارفور رغم التضحيات الكبيرة”.
ونوه حجر إلى محاولات قادها الراحل علي كاربينو لجمع منشقي حركة تحرير السودان أكثر من مرة، مؤكدا أن هناك الآن تحرك في ذات الاتجاه ما نتج عنه “تحالف قوى تحرير السودان” عبر إعلان سياسى سيتدرج إلى وحدة إندماجية لكل حركة تحرير السودان.
وزاد قائلا: “حتما سوف نتوحد يوما مع الثورة الثانية.. الآن تجاوزنا الكثير وتبقى القليل”.
سودان تربيون