“داعش” يخنق أهالي الموصل رقابة مشددة وترهيب وإعدامات

تتوالى المؤشرات حول اقتراب معركة تحرير مدينة الموصل شمال العراق من تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش)، مما دفع التنظيم إلى اتخاذ سلسلة من الإجراءات يتقدمها تشديد رقابته على الاتصالات داخل المدينة، في محاولة لمنع تسريب معلومات إلى القوات العراقية أو قوات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة، وبما يؤدي إلى الكشف عن تحركات التنظيم.
ويسيطر التنظيم على الاتصالات في المدينة عبر أجهزة تنصت ومراقبة كانت تابعة إلى القوات العراقية وشركات الاتصالات، واستحوذ عليها عقب سيطرته على المدينة.
ووفقاً لمصادر من داخل الموصل تحدثت إلى “العربي الجديد”، فإن التنظيم ينفذ بشكل مستمر عمليات إعدام لأشخاص بتهمة التخابر، كان آخرها يوم الثلاثاء الماضي، إذ أعدم 6 أشخاص، بينهم إمرأة.
وينقل المواطن العراقي خالد حسين عن سكان من داخل الموصل، يتواصل معهم بشكل مستمر، قولهم إن “عمليات الإعدام مستمرة بتهمة التخابر. في كل أسبوع يعدم أشخاصاً بسبب ذلك”.
حسين، وهو من سكان الموصل الذين نزحوا بعد سيطرة “داعش” عليها في يونيو/حزيران 2014 إلى إقليم كردستان شمالي العراق، يؤكد أنه على اتصال مستمر بأصدقائه في الموصل، وهم يتبعون أسلوباً خاصاً في الاتصال لمنع “داعش” من كشفهم، مشيراً إلى أنه يزود هواتفهم بأرصدة تمكنهم من الاتصال. وأضاف “لا يمكن أن أبوح بتفاصيل عن طريقة اتصالهم. بذلك سأكشف سرهم، لكنهم يحددون أمكنة معينة وأوقاتاً معينة أيضاً للاتصال، لا سيما أن شبكة الاتصالات متردية جداً بسبب تعطيلها من قبل داعش”.
ويكشف حسين عن أن “داعش أعدم الثلاثاء 6 مواطنين، بينهم امرأة بتهمة التخابر”، موضحاً أن “الإعدامات تتم بقطع الرؤوس”. ويلفت إلى أنه “منذ شهرين ارتفعت حالات الإعدام. هناك متابعة شديدة للاتصالات”، مشيراً إلى أن “بعضهم أعدموا لأنهم تحدثوا عما يدور خارج الموصل، وذكروا ذلك في أماكن عامة، وألقي القبض عليهم ثم اعترفوا بعد التعذيب باتصالاتهم”. ويؤكد حسين أن من يعدمون ليس بسبب اتصالهم بالقوات العراقية أو غيرها، بل هم “يتصلون بأقاربهم وأصدقائهم ليطمئنوهم على أحوالهم. جميع الناس خارج الموصل يحاولون معرفة أحوال أقاربهم داخلها، ويزودون من في الموصل بأرصدة هواتفهم من أجل هذا الأمر”.
وفي إطار محاولات “داعش” التأثير على السكان وتوجيههم، فقد أقام مراكز إعلامية في الساحات والمناطق العامة، لبث برامجه ونقل تصورات محددة لأهالي الموصل عما يدور خارج مدينتهم، وذلك بعدما عزلهم عن العالم الخارجي عبر قطع جميع وسائل الاتصال ومنع أجهزة الاستقبال الفضائي “الستلايت”، واعتماده على محطات خاصة من داخل الموصل يبث عبرها برامجه وأخباره ومعلوماته وأفكاره، التي يريد من خلالها التأثير على السكان.

العربي الجديد

Exit mobile version