قبل عدة أشهر أقام رجل أعمال معروف حفلاً حاشداً في أحد أحياء الخرطوم الراقية..الاحتفاء كان بسبب عودة الدكتور عوض الجاز لواجهة الأحداث عبر تعيينه مسؤولا عن ملف العلاقات مع الصين بمخصصات مساعد رئيس جمهورية..قبل ذلك بأسبوع كان الجاز يقطب جبينه حينما تم اختياره نائباً للأستاذة أميرة الفاضل في قطاع العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني..أنصار أقدم وزير في عهد الانقاذ كانوا يعتبرون ذاك الاختيار للموقع الحزبي الوسيط لم يراع تاريخ الجاز الطويل.. ربما لهذا كان الاحتفاء بعودة الجاز للملعب السياسي فيه قدر كبير المبالغة التي جعلته في موقع المساعد السادس لرئيس الجمهورية.
أمس نقل زميلنا أسامة عبد الماجد خبراً يفيد بان تكاليف جديدة ستضاف لملف الدكتور عوض الجاز في العمل الدبلوماسي .. حسب الخبر الذي نشرته (آخر لحظة) البارحة أن الجاز سيكون مسؤولاً عن ملف الهند وروسيا، وربما البرازيل..وبما أن ملف الخليج العربي يدار من داخل القصر الرئاسي يصبح أكثر من نصف العالم يدار من خارج حوش الدبلوماسية السودانية.
لكن هنالك سؤال عن الظروف التي أعادت الجاز إلى الواجهة، رغم أنه أبرز قادة الحرس القديم ..حسب مصدر مطلع إن اللجنة المشتركة مع الصين تم ترفيعها لتصبح لجنة رئاسية من المفترض أن ترأس من رئيسي البلدين..مقرر اللجنة السودانية كان الدكتور عوض الجاز بحكم خلفيته في مجالي الطاقة والاقتصاد، حيث عمل وزيراً للمالية والطاقة من قبل.. انشغال الرئيس البشير ألقى أعباءً على المقرر في تسيير دفة العمل..في أكثر من مرة كان الجاز يشتكي من تثاقل الوزراء في تنفيذ تكاليف وزير سابق..عندها فكرت القيادة السياسية في ترفيع مقام الجاز البرتكولي وجعلته مسؤولاَ عن هذا الملف بدرجة مساعد رئيس جمهورية.
هنالك الآن علاقات متميزة مع عدد من الدول لم تحتاج إلى تخصيص مندوب سامي من رئاسة الجمهورية.. علاقتنا مع تركيا متميزة ويرأس وزير الزراعة الجانب السوداني ..علاقتنا مع تشاد انتقلت من مرحلة الغزوات المتبادلة لحراسة السلام دون ان نحتاج الى جهود غير دبلوماسية..فكرة صناعة أجسام موازية تربك العمل، وتتجاوز أعراف العمل الدبلوماسي المتعارف عليها.
في تقديري حان الوقت لولاية الخارجية على العمل الدبلوماسي ..الفترة الماضية شهدت اختراقات مهمة حققها دبلوماسيون محترفون..بمهارة فائقة، قفز السودان من محور إيران إلى محور الخليج العربي.. العلاقة مع مصر شهدت استقراراً كبيراَ رغم التباعد الأيدلوجي بين القاهرة والخرطوم. . المقاطعة الأمريكية بعد حوار سياسي ودبلوماسي تم تخفيفها في أكثر من محور..في هذا الوقت يجب مكافأة الدبلوماسية السودانية بمدها بالمعينات بدلاً من سياسة سحب الملفات التي تجري على قدم وساق.
بصراحة.. إذا كانت الدولة تحتاج إلى مجهودات الدكتور عوض الجاز فليتم تعيينه رئيساً للوزراء أو يحل محل أحد المساعدين الغائبين عن العمل بدون أورنيك طبي.
اخر لحظة