العام الماضي، أعلنت شركة جوجل، تحويل الاسم التجاري للعلامة التجارية؛ ليصبح «ألفابيت»، إحدى العلامات التجارية الأقوى في العالم.
تضم العلامة التجارية الجديدة، بعض أقوى الخدمات التقنية، مثل محرك البحث المعروف جوجل، وخدمة البريد الإلكتروني «جي ميل»، بالإضافة إلى عشرات الشركات الأخرى، التي اشترتها جوجل خلال السنوات الماضية، وضمتها إلى العلامة التجارية.
وتُعرف جوجل في العالم بالخدمات الأساسية التي تقدمها للمستخدمين، مثل محرك البحث وشبكة التواصل الاجتماعي «جوجل بلاس»، بالإضافة الى منصات الإعلان من خلال الإنترنت، «جوجل آد» و«وردز».
مع ذلك، تبقى جوجل أو ألفابيت، أضخم من ذلك بكثير؛ حيث تستثمر الشركة في عدد من القطاعات الحيوية للغاية والمستقبلية التي لا تتقاطع بشكل مباشر مع الخدمات التي تعرفها عن جوجل.
وأعلنت جوجل الأسبوع الماضي، في مؤتمر بمدينة سان فرانسيسكو الأمريكية عن عدة منتجات، أهمها: هاتف جوجل، الذي من المتوقع أن يكون المنافس الأشرس لـ«آي فون».
أعلنت الشركة كذلك عن عدة منتجات أخرى، مثل: النظارة ثلاثية الأبعاد، وجهاز المساعدة المنزلي. جوجل من خلال هذا المؤتمر أعلنت دخولها المنافسة وبقوة في عدة قطاعات مكملة لقطاع خدمات الإنترنت، اللافت للنظر أن بعض هذه المنتجات مثل هاتف «بيكسل» تم تصميمه وإدارة عملية إنتاجه بشكل كامل داخل جوجل، ولم تكلف جوجل شركة أخرى للقيام بالمهمة، كما كانت تفعل في السابق مع بعض المنتجات الأخرى.
وتحاول جوجل من خلال هذه الخطوة أن توصل رسالة أنها تلقى بثقلها في المنافسة في مجال المنتجات الإلكترونية، الذي لم يكن إلى وقت قريب جزء من نموذج أعمال الشركة. ما هي إذن أضخم الشركات التي استحوذت عليها جوجل لترسم الطريق لإمبراطورتيها العملاقة التي تتشكل الآن.
نظام التشغيل أندرويد
هناك احتمالية تصل إلى 85٪ أنك تقرأ هذا التقرير الآن من خلال هاتف يستخدم نظام تشغيل أندرويد. نظام التشغيل الأشهر في العالم، والذي تستخدمه شركات، مثل: «سامسونج، وإل جي» في هواتفها الذكية.
وبخلاف شركة «آبل» وجهازها «الأي فون»، فإن كل شركات تصنيع وتطوير الهواتف الذكية تستخدم نظام أندرويد. شراء شركة أندرويد هي إحدى الاستثمارات الذكية التي قامت بها جوجل في الماضي، واستطاعت من خلالها السيطرة على سوق نظم تشغيل الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية.
وفي عام 2005 دفعت جوجل 50 مليون دولار فقط للاستحواذ على شركة أندرويد بشكل كامل. منذ ذلك الوقت وجوجل تعمل على تطوير النظام؛ حتى أصبح يستخدم على نطاق واسع حول العالم كما نعرفه الآن.
المشكلة الأساسية أن نظام أندرويد هو نظام مفتوح المصدر؛ مما دفع الكثير من الشركات لتعديله بشكل يمنع جوجل من الاستفادة ماديًا من النظام؛ وهو ما أثر بشكل كبير على أرباح جوجل من عملية الاستحواذ على الشركة.
موقع يوتيوب
بعد شراء أندرويد بعام واحد، قامت جوجل عام 2006 بدفع مبلغ 1.65 بليون دولار من أسهم الشركة للشركة الوليدة يوتيوب. في هذه الفترة كان موقع يوتيوب يحظى بانتشار كبير في ظل غياب منافسة حقيقية في منصات رفع الفيديوهات وبثها على الإنترنت.
وفي عام 2007 طورت جوجل نظامًا متكاملًا للإعلانات من خلال الموقع، تطور هذا النظام؛ حتى وصل إلى الإعلانات التي تسبق الفيديوهات، ويتم بثها في منتصف الفيديو كذلك. حققت جوجل من وراء هذه الصفقة مليارات الدولارات كعوائد من الإعلان على الموقع.
شركة نيست
إحدى الشركات الواعدة التي قامت جوجل بالاستحواذ عليها مؤخرًا هي شركة «نيست». تتخصص شركة نيست في تطوير وبرمجة منتجات ذكية للمنازل، مثل: كاميرات المراقبة، وأجهزة ضبط استشعار الحرارة، بالإضافة الى أجهزة الأمان المنزلي.
قامت جوجل مؤخرًا بدمج بعض هذه الأجهزة من منصاتها الرقمية، وأصبح بإمكان المستخدمين الحصول على إشعارات من هذه الأجهزة على هواتفهم الذكية بشكل دائم، من خلال اتصال هذه الأجهزة بالإنترنت. جدير بالذكر أن جوجل دفعت ما يزيد عن 3 بليون دولار للاستحواذ على نيست.
تطبيق وييز
دفعت جوجل عام 2013 ما يقارب 970 مليون دولار لشراء تطبيق «وييز» المتخصص في معرفة أحوال الطرق والازدحام المروري. أثارت هذه الصفقة الكثير من التساؤلات حول نية جوجل وراء شراء هذا التطبيق، لكن بعد ذلك اتضح أن جوجل في حاجة لهذه التقنية؛ لتطوير وتحسين برنامج خرائط جوجل الشهير.
تطبيق وييز هو تطبيق يسمح للمستخدمين بنشر أخبار الطرق والازدحام ونقاط التفتيش على الطرق السريعة، ومشاركتها مع المستخدمين؛ حتي يتجنبوا الأماكن المزدحمة، وكذلك يتجنبوا تجاوز السرعات المحددة في الأماكن التي يتواجد بها «رادار» أو نقطة تفتيش.
يستخدم التطبيق بشكل دائم ما يقرب من 50 مليون مستخدم حول العالم، معظمهم في الولايات المتحدة الأمريكية.
معمل إكس
معمل «إكس» هو أكثر المشاريع جنونًا، والتي تعمل عليها جوجل منذ عام 2010. يمكنك التفكير في مشروع إكس كغرفة يجتمع بها علماء مجانين مع الكثير من الإمكانات للقيام بتجارب تقنية لم يقم بها إنسان من قبل.
تستثمر جوجل مليارات الدولارات سنويًا في المشروع؛ على أمل أن ينتج عن المشروع إحدى الأفكار أو التقنيات الثورية. يعمل المشروع على عدة أفكار، يستمر بعضها، ويتوقف البعض الآخر؛ لأسباب مختلفة، مثل: عدم قدرة الفريق على الوصول بالتقنية إلى الشكل المطلوب.
بعض المشاريع المشهورة التي قام فريق المعمل بالعمل عليها هي السيارات ذاتية القيادة والبالونات؛ والتي تهدف إلى إيصال الإنترنت للأماكن النائية حول العالم.
ساسة بوست