قصاصات
آمنه الفضل
بعيداً عن السياسة
(آمل أن يعود الجميع إلى طاولة المفاوضات لقد قلت دائما هذا هو السبيل الوحيد للمضي قدما )
(محمد البرادعي )
* أخبرتني صديقة أنه ثمة فراغ عند مدخل الصالة الرئيسية بمنزلها كلما نظرت اليه تذكّرت أنها بحاجة الى طاولة تملأ بها الفراغ وأخبرتني أيضا أنها كلما طلبت من زوجها أن يشتري لها تلك الطاولة التي لمحتها ذات مرة عند مدخل محل أثاث إرتفع صوته بالرفض وغادر المكان تاركا على وجهها بعض الحيرة والغيظ ، لكنها عادت وأخبرتني أنه أخذها الى محل الأثاث وجلسا على ذات الطاولة المنشودة بضع دقائق فتغيرت نظرتها للأشياء فتلك الدقائق القليلة كانت بمثابة ترياق لكثير من الجروح القديمة وفضاً لنزاعاً روتينياً ظل يسكن تفاصيل الساعات التي جمعتهما على امتداد السنين حينها أدركت أن أهمية الطاولة لم تكن لذاتها وإنما تكمن في سد فجوات الجفاء وسوء الظن وبعض الغل الساذج ورتق ماتمزق من نسيج عاطفي ….
* الهروب من المواجهة يزيد من إتساع دائرة الشك وسوء التقدير ويدع مساحة شاسعة لتداول الأحاديث الناسفة لكل مبدأ جميل ولكل شريان صحي في جسد الحقيقة بكل مرارتها وقساوتها فتلك الجسور التي تمتد بين كذبة وأخرى هي ذاتها يمكنها أن تحمل على ظهرها تباشير الصدق لإشراق جديد …
* يمكن أن نٌحيل الخيال الي واقع ببضع ألوان ويمكن أن نزرع بذرة في كل أرض قاحلة وفي كل زاوية مظلمة يمكن أن ننثر حبات النور يمكن لكل الأشياء أن تصبح ذات قيمة لو أننا صدّقنا ذلك لو أننا نؤمن فقط بأن الحياة هبة نادرة وأن الوطن جوهرة لا تستخرج من المناجم بل تخرج من أعماقنا مرة واحدة في العمر وإن ذهبت لن تعود …
قصاصة أخيرة
يسخر من الجروح كل من لايشعر بالألم
(صحيفة الصحافة)