في شهر أغسطس/آب الماضي دخلت سلمى الماجدي تاريخ الريادة في كرة القدم السودانية كونها أول سيدة تحصل على شهادة المحاضر كمدربة لكرة القدم، وذلك من خلال مشاركتها في كورس لمدربات كرة القدم نظمه الاتحاد الأفريقي لكرة القدم “كاف” بالعاصمة الكاميرونية ياوندي.
ولم تنطبق شروط المشاركة في هذا الكورس الخاص بالعاملات في كرة القدم إلا على سلمى في السودان، وذلك كونها أول مدربة في تاريخ كرة القدم بالسودان تشرف على تدريب فريق من الرجال بصفة رسمية وتخوض مباريات رسمية وهو نادي النصر من مدينة أم درمان الذي يلعب بالدرجة الثالثة.
وراء ترشيح الماجدي لكورس المحاضرات الإفريقي سببان, الأول أنها كانت أول سيدة حفظت لها السجلات الرسمية أنها دربت فريق يلعب بدرجة تنافسية، والسبب الثاني أنها في لحظة ترشيحها للمشاركة في الكورس كانت تدرب فريق بالدوري العام المؤهل للدوري الممتاز وهي ثاني أكبر منافسة بالسودان وتحظى باهتمام جماهيري وإعلامي ضخم.
بدأ عمل سلمى الرسمي كمدربة كرة قدم للرجال، بفريق شباب الهلال قبل نحو ثلاث سنوات ولكن قبلها بسنوات وهي أصغر سنا عملت بمدارس الهلال للاعبين الصغار، وهذا ما ثبّت عندها الرغبة في الاستمرار والمغامرة.
جاء الموسم الماضي وانتقلت سلمى للعمل بفرق الدرجات التنافسية المعترف بها في سجلات اتحاد الخرطوم المحلي لكرة القدم، فمنحها نادي الموردة وهو نادٍ تاريخي وكبير في الكرة السودانية، شرف العمل بفريق الشباب.
وجاءت الفرصة للماجدي لتعمل بصلاحية المدرب الأول مع فريق النصر وذلك قبل نهاية الدور الأول من الموسم، وخاضت 5 مباريات كاملة من أصل 6، حيث أشرفت إشرافا عاما على الفريق في أول مباراة، وتولت المهمة الرسمية في المباريات المتبقية، وحصلت على 7 نقاط حيث فازت في مباراتين وخسرت مثلهما وتعادلت في واحدة، وتسبب ذلك في وضع الفريق بترتيب جيد في مجموعته.
في الموسم الحالي اندهش الجمهور السوداني بسلمى الماجدي وهي تتولى فريق يخوض غمار الدوري العام العام وهو فريق النهضة من مدينة رَبَكْ وسط السودان.
وتتحدى سلمى 6 مدربين رجال بالمرحلة الآخيرة من البطولة، ونجحت خلال 3 مباريات في تحقيق الفوز بمباراتين والتعادل في واحدة، وتبقى لها مباراتان يمكن أن تصعد بالفريق حال الخروج منهما بـ4 نقاط.
وخاضت الماجدي بالفريق الآن 13 مباراة بالدوري العام بمرحلتيه الثانية والأخيرة، وبالدوري المحلي في مدينة رَبَكْ 9 مباريات.
وتدين مدربة كرة القدم السودانية السودانية سلمى الماجدي بالفضل في مساعدتها بالدخول لعالم التدريب والسير فيه بقوة إلى خبير التدريب أحمد بابكر والمدرب صلاح مشكلة وناديي الموردة، والنصر ولنادي النهضة الذي رفع من مكانتها الرياضية.
وتقدمت سلمى بشكرها العميق لرئيس نادي النهضة رَبَكْ ياسر السّنْجَك الذي اتصل بها لتولي المهمة الفنية، وعلى كسره حواجز وتقاليد المجتمع السوداني الصارمة ومنحها الثقة لتولى تدريب فريق سوداني كبير بحجم النهضة.
وقالت المدربة سلمى الماجدي في تصريحات لـ”” حول معاناتها في تولى مهمة التدريب بين الرجال: “الأمر حقيقة صعب جدا، لكن ما ساعدني للاستمرار فيه هو أنني بدأت أهتم بتدريب كرة القدم في سن أصغر ومع تلاميذ مدارس وليس طلاب مدارس ثانوية”.
وأضافت: “تكمن صعوبة عملي في أن هذا المجال صعب حتى على الرجال ناهيك عن أن تعمل به سيدة وقد واجهتني فيه مشكلات معروفة كتقاليد الشعب السوداني المحافظ والتي لم أخرج عنها، إلى جانب مشكلات كرة القدم المعروفة، وأتمنى أن أحقق فيه أكبر نجاح بفضل الله ومساعدة أساتذتي في هذا المجال”.
كووورة