الاعتداء على الأطباء .. الإعلام في قفص الاتهام

أرجع خبراء واختصاصيون الاعتداءات على الأطباء والكوادر الصحية إلى تدني بئية العمل بالمستشفيات، وارتفاع أسعار المستهلكات الطبية والتي يتم استيرادها من الخارج، وعدم وجود تعيينات في المستشفيات وانعدام الكادر الثابت حيت يعمل الأطباء (باليومية)، فضلاً عن الخلل الإداري الكبير لأجهزة وزارة الصحة، وانعدام الأدوية المنقذة للحياة، وارتفاع مستوى المعيشة، وقضية الإحالة التي أصبحت بقيمة مادية، مطالبين بضرورة إعادة النظر في الإسعاف المركزي، وإتخاذ إجراءات لسد النقص في الكوادر الطبية وتحسين أوضاعهم، وانتقد ممثل الخدمات الطبية بالشرطة الفريق بابكر المبشر ـ الذي كان يتحدث في المؤتمر الصحفي بقاعة الشهيد الزبير حول مبادرة تعزيز العلاقة بين المريض والطبيب، المقدمة من الجمعية الطبية الإسلامية السودانية برعاية رئاسة الجمهورية ـ الغياب التام لتدريس التواصل بين الطبيب والمريض في كليات الطب، وغياب الاختصاصيين عن المستشفيات الحكومية فضلاً عن عدم قدرة الأطباء على توصيل المعلومة للمريض حول حالته الصحية، وتشاغل الأطباء عن المرضى في حالة الطواريء (الأكل والونسة) مما أدى إلى تفاقم المشكلة

مطالبة بتشريع جديد
من جهته قال إستشاري النساء والتوليد د. وهيب إبراهيم إن جميع حوادث المستشفيات بالسودان تعاني من عدم وجود الاختصاصيين والإسعافات وانعدام الأوكسجين، مطالباً بوجود تشريع لتحديد معايير لجودة الأوكسجين، الذي قال إنه قد يكون قاتلاً في حد ذاته، وطالب وهيب بوضع خطة زمنية محددة لتحسين أوضاع الصحة، وتشكيل لجنة عليا لمعالجة الخلل في الحقل الصحي، وقال د. عوض الكريم الزين البشرى إنما يحدث نتاج طبيعي لنظرة الدولة للصحة من ضعف الميزانيات المرصودة، وإدخال الصحة في الموازنات السياسية، وخروج الدولة من تقديم الخدمة واتباعها للجامعات، كاشفاً عن وجود إشكاليات في آليات المتابعة والمراقبة، وقال إنما يحدث هو مشكلة سياسية وإدارية، مع عدم المتابعة والمراقبة، مؤكداً على احترام المواطن السوداني للطبيب..

وفي السياق انتقد نائب المدير العام لمستشفى الشعب واستشاري جراحة الصدر د. حسام الدين سليمان ما يثار حول أخلاقيات الطبيب السوداني، مشيراً إلى استقبال مستشفى الشعب لـ 90 ألف حالة سنوياً، وليس هناك أي إشكالية من جانب الأطباء .

الإعلام في قفص الاتهام
وقال بعض المشاركين إن الإعلام مصدر من مصادر الأزمة خاصة فيما يتعلق بالأخطاء الطبية، مما يتطلب تصحيح المفاهيم لدى الإعلاميين، لجهة إعادة الثقة في الطبيب، مشيرين إلى أن هناك جانباً نفسياً وإعلامياً للأزمة، مطالبين بضرورة إعادة صياغة نظام الإحالة والاسعاف المركزي، مؤكدين على أن الطبيب ليس هو المسؤول عن الإجراءات الإدارية بالمستشفى، ومهمته تنحصر في معالجة المريض.
وقد طالب المشاركون بالتنسيق مع الأجهزة الإعلامية وزيادة التوعية الطبية حول حقوق وواجبات المرضى، للتأكيد على المنشورات التي صدرت من وزارة العدل لتوفير الحماية للأطباء والمنع البات للتعدي من القوات النظامية علي الأطباء .
فيما كشف رئيس النقابة العامة للمهن الطبية والصحية د. ياسر أحمد إبراهيم عن بدء تدفقات بالمليارات على معالجة الأوضاع في الحقل الصحي، وصدور توجيهات من النائب الأول لرئيس الجمهورية حول الأدوية المنفذة للحياة مجاناً، وتوجيهات لجميع الجهات لإعلان التوظيف واستجابة وزارة الصحة بتوفير وظيفة ثابتة للأطباء، والبدء في تحسين البيئة بجميع المستشفيات باختيار 40 مستشفى كمرحلة أولى..

وأكد رئيس الجمعية الطبية الإسلامية السودانية د. نزار محمد إدريس أن مبادرة تعزيز العلاقة بين الطبيب والمواطن جاءت لتأكيد مسؤلية الدولة لترقية الخدمات الصحية وتحسين بئية العمل بصورة مستمرة، للقيام بدورها في كل الظروف، والتقييم والتقويم الدائم لهذه الخدمات، وزيادة الصرف على الصحة، فضلاً عن التنبيه إلى مواقع الخلل الإدارية والطبية، لتقديم الخدمات من وجهة نظر متلقي الخدمة الطبية، وأن تقوم وزارات الصحة الاتحادية وفي الولايات بإقامة منتدى دوري للنظر لهذه الخدمات بعين أخرى وتحسين جودتها، وتوضيح دور الطبيب المهني والأخلاقي تجاه المريض، مشيراً إلى ضرورة إحياء دور المجتمع في المشاركة بدعم الخدمات الطبية في المستشفيات والمراكز الصحية مادياً ومعنوياً لسد النقص في احتياجات هذه المؤسسات، وإزالة حاجز الجفوة بين الكوادر الطبية وبقية المجتمع، وتقليل حالات التفلت الأمني بالمستشفيات لتعزيز الوجود الأمني الرسمي وسهولة انسياب إجراءات المرضى داخل المستشفى لتقليل الاحتكاك بين الطبيب والمريض والتحذير من جعل المريض كبش فداء من جانب الطبيب للضغط على الدولة، وتحسين بيئة العمل وإعادة الأطباء إلى أدوارهم في تقديم الخدمات الطبية وتبني مطالبهم بواسطة هذه المبادرة والمبادرات الأخرى.

تقرير:ابتهاج العريفي
صحيفة آخر لحظة

Exit mobile version