لم تكن جديدة بالنسبة لي بأيِّ حال من الأحوال معلومة أنّ كثيراً من النساء في السودان يتعرّضن للضرب علىأيديأزواجهن أو غريبة، فالشاهد أنّ هناك ثلاث فئات في هذا الوطن الكسيح تتعرّض للضرب..النساءوالأطفال والأطباء..عشان كده نحنا كل يوم ماشين لي ورا.
يوم أمس اطّلعت على تحقيقٍ صادمٍ للصحفية (ضفاف محمود) تحدثت من خلاله عن أرقام مُرتفعة لحالات العُنف ضد المرأة جمعتها من بلاغات أقسام الشرطة، حيث رصدت من ثمانيإلى عشر حالات عُنف يوميّة ضد المرأة أي بمُعدّل ثلاثمائة حالة شهرياً..تتراوح فيها الإصابات من الضرب المُبرح وحتى الأذى الجسيم والقتل.
الغَريب في الأمر أنّ غَالبية النساء اللائي يتعرّضن للضرب علىأيديأزواجهن تجدهن صابرات ومُحتسبات ومُحتفظات أيضاً بذلك الزوج.. لماذا.!!؟ لا أدري.!!؟ ما الذي يجعل امرأة تواصل حياتها مع رجل يتعرّض لها بالضرب.. هل من أجل أنّه يطعمها ويسقيها أم من أجل الأطفال، أم من أجل البرستيج والمظهر الاجتماعي.
إذا كان من أجل أنّه يصرف عليها، فهذا يقودني لما ظللت أطالب به النساء دوماً، عَزيزتي المرأة من يملك قوته يملك قراره..أدرسي وتعلمي وتثقفي.. جدي لنفسك وظيفة ما.. مهما كانت ضئيلة فالبجهد والبذل يُمكنك تغيير واقعك للأفضل.. أما الأطفال فالأفضل لهم مائة مرة أن ينشأوا بعيداً عن أب يُمارس ضرب والدتهم أمامهم من أن ينشأوا بنفسيات وعُقَد تلازمهم حتى الكبر.
وإن كُنتِ ممن يرغبون في الحفاظ على المظهر الاجتماعي، فاعلمي أنّ هذا المُجتمع سينبش حالك في كل الأحوال إن “بقيتي” معه وإن طلقك وإن علقك وإن ضربكوإن…فمن الأفضل لك مُغادرة خانة الزوجة..وخلع أقنعة الحياة الزوجية السعيدة لأنّ هذا الطريق إن “ظللتي” مُحتفظة بمسارك فيه فسيقودك حتماًإلى اليأس ثُمّ الاكتئاب، فالجنون.. لكل هذا لا أجد سبباً ولا مبرراً للاحتفاظ برجل يضرب زوجته ويهينها.
إفادة جميلة أعجبتني من بروفيسور بلدو في تحقيق العُنف ضد المرأة، وهو قوله،إنّأشكال العُنف ضد المرأة تضمن عبارات على شاكلة “جمل أم الحسن لا قيد لارسن”، و”المرا شاورا وخالِفا” و”المرا كان بقت فاس ما بتكسر الراس”.. وده تربية نسوان.. بمعنى أنّ الإساءة اللفظية تُعتبر أيضاً عُنفاً ضد المرأة..وإذا أخذنا عبارات مثل يا (عاقر) ويا (بايرة) فهذا يعني أنّ نسبة كبيرة جداً من النساء في السودان قد تعرّضن لعُنف لفظي أو جسدي بصورة أو أخرى.. رسولنا المصطفى الهادي الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين، قال عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي، ما أكرم النساء إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم).
خارج السور:
الرجل الذي يضرب زوجته تسقط مروءته كما تسقط رجولته.. فالرجولة سُلوكٌ وليست صفة.
سهير عبدالحيم
التيار