لست بحاجة لأن أحكي عن سلوك المؤتمر الوطني وكيف أنه أطبق بسياساته على أنفاس السودان لمدة 27 سنة و سمى حكومتة إنقاذا مع أن حالة الانحطاط التى أوصل إليها السودان تكفي لأن يسمى أخطبوطا أو سرطانا أو أي شيء فتاك ،أما اسم مؤتمر وطني فلا يناسبه ، ولكن هي حيلة استخدمها ليضفي على نفسه حسنا وجمالا غير موجود .
عندما قفز المؤتمر الوطني على كرسي الحكم و استولى على السلطة في السودان لم يكن يملك من الإمكانات شيئا غير قدرة فائقة على إنتاج الحيل والأكاذيب والشعارات البراقة التى جعلها استراتيجية تدعمها السلطة والثروة التى جعلته يضرب بأطرافه في كل مكان يستقطب المواطنين لعضويته فكسب منهم كل أصحاب العاهات النفسية والعقلية ومضى بالسودان نحو الهلاك .
المؤتمر الوطني ابتلع الكثير من إمكانات السودان ،إن كان حزبا أو أفرادا، وليس هناك أدل على ذلك من الفساد الذي ضرب مؤسسات الدولة حتى أصبحت عاجزة عن القيام بدورها باعتراف الحكومة نفسها لدرجة أنها تعهدت للشعب بمحاربته ،فانشأت مؤسسات تحت مسميات مختلفة ولكنها للأسف تحمي الفساد أكثر مما تحاربه فلم نسمع يوما أنها حاسبت أو أدانت أحدا ، وبعد كل هذا يلتف المؤتمر الوطني حول هذه الحقائق فينكر كل ذلك الفساد المثبت عليه بطريقة تثبت الجريمة وتدينه أكثر مما تنفيها وتبرئه .. مثلا هو ينكر الصرف على نفسه من أموال الدولة بدون أي دليل غير التبرير والمغالطات .
المؤتمر الوطني موّل حملته الانتخابية 2010 من أموال الدولة ..كل البراهين والأدلة تثبت هذه الحقيقة ، ورغم ذلك أنكر وقال من لديه دليل فليقدمه للجميع رغم أنه هو لم يقدم لنا الدليل .. في العام 2014 عقد مؤتمره العام وقد رصد له 10 مليارات جنيه وقام بتأجير سيارات رئاسية لخدمة الضيوف حسبما صرح ، ولكنه في الحقيقة لم يؤجرها وانما استباحها رغم أن تأجيرها ذات نفسه خطأ فادح ينم عن الفوضى والفساد .. رئيس المؤتمر حينها برر بأن تلك الأموال ليست من مال الشعب ولم يقدم لنا أي دليل مادي .
قبل أيام دشن المؤتمر الوطني حملة تبرعات لإتمام بناء مقره وقال إنه صرف عليه من مال العضوية ، وحسب علمنا أن الأرض المقام عليها المبنى لم تكن ضمن ممتلكات حزب المؤتمر الوطني ولكنه استولى عليها في سوق التجارة بالدين ..إحدى الأدوات التى استخدمها للالتفاف حول الحقائق والحق .
المؤتمر الوطني قدر الأموال التي يتوقع تحصيلها ب60 مليون جنيه، وبالفعل بدأت التبرعات بأرقام خرافية من قبل أشخاص لم نعرف لهم تاريخ ثراء ، فتبرع .
أمين الزراع والرعاه بمليار ومائة جنيه !! فيما تبرعت قيادات نهر النيل والولاية الشمالية المقيمون بالخرطوم بمائة ألف جنيه ، وتبرعت أمانة كردفان والنيل الأبيض مائة ألف جنيه ، وأمانة العاملين بالولايات والمركز تبرعت بـ 10 مليار، وعلى ما يبدو فالحكاية مسرحية كتبت للحصول على أموال الدولة ، (يعنى احتيال عديل ) و ستكشف لنا الأيام الحقيقة وستحتفظ باسم كل من شارك .
المؤتمر الوطني في أن يكذب ، فهو وعضويته يعيشون عالة على الشعب السوداني ويصرفون على أنفسهم ونشاط الحزب من مال الدولة مهما أنكروا ، ولكن السؤال المهم الذي يفرض نفسه هنا إلى متى سيظل الشعب السوداني تحت رحمة هذا الاخطبوط المسمى المؤتمر الوطني ؟
اسماء محمد جمعة
التيار