عم (دقش)..إلا (دقش)..!!

كتب الدكتور إبراهيم دقش في زاويته المقروءة (عابرسبيل) بالزميلة (المجهر) يوم الثلاثاء 27سبتمبر2016م مقالاً شجب فيه تسمية الزميل الصحافي النابه أحمد دقش باسمه الذي هو ملكية فكرية خاصة به وله كامل الحق بحصرية الاسم لتاريخه وفق حديثه وشكواه في عموده الموجه للرأي العام ..ولأن الدكتور دقش قال إنه قصد (إثارة) الموضوع ليصبح قضية رأي عام وأنه نادم لابتعاده خلال المرحلة السابقة عن تناوله، أرجو أن يسمح لي أستاذ دقش الكبير باسمه وتاريخه الطويل في المنظمات الدولية والإقليمية ،أن أناقشه قليلاً، بل أخالفه الرأي وأقول له إننا كأجيال ننظر لك بإعجاب وندخرك للقضايا الكلية الكبيرة وليس التوقف عند تفاصيلها الصغيرة والجزئيات ، ولذلك الكبار والرموز والقادة المفكرون لا يحتكرون الأسماء ،بل يشجعون على إشاعتها بين الناس تخليداً لمواقفهم وتاريخهم الإنساني وبث روح التأسي بالرموز في الشجاعة والنبل وحسن القيادة وكذلك الزهد، وفي بلادنا جُبل الشعب السوداني على تبجيل العظماء وتعظميهم بالتأسي بأسمائهم وهناك رمزيات كثيرة منها(الإمام المهدي، والزعيم الأزهري، والرئيس جعفر نميري، وإبراهيم عبود) وآخرون كثيرون، ظلت أسماءهم حاضرة وسط المجتمع ولم تحتج أسرهم، كما أذكر في مطلع التسعينيات إبان حرب الخليج ومواقف الرئيس العراقي صدام حسين وأحاديثه القوية والصلبة والمشاعة في الإعلام وقتها جعلت كثير من الأسر السودانية يخلدون ذكرى الرجل وتسمية أبناءهم عليه وحرصت السفارة العراقية حينها على تنفيذ توجيه الرئيس صدام برصد كل الأطفال الذين أطلقوا عليهم اسم صدام ومكافأتهم على تخليد اسم الرجل الملهم والقائد العربي القوي. > وفي تراجم التاريخ ومسيرة الإسلام نماذج عديدة مثلها في معالم الأسماء والاقتداء بالنماذج والنجوم من الشخصيات الإسلامية ولم تحتكر أسرهم المتناسلة تلك الأسماء، بل الإسلام شجع على تخليد أسماء الأنبياء والرسل والصحابة ممن كملت شخصياتهم وأخلاقهم، وكان اسم محمد (صلَّى الله عليه وسلم) خير الأسماء وقبله إبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام ثم أبوبكر الصديق الذي ضحى بماله ونفسه في سبيل الله وعمر بن الخطاب الخليفة الملهم وجعفر بن أبي طالب صاحب الجناحين وعثمان بن عفان أصدق الأمة حياء ًوسعد بن أبي وقاص صاحب الدعوة المستجابة وقائمة طويلة من الأنبياء والصحابة والتابعين أخذت منهم الأمة أسماء أجيالها، وكذلك قادة الكفاح والنضال والأدب والرموز المجتمعية في العالم لم تحتكر الأسماء،وأمثال دكتور دقش وتاريخه الوطني يستحق أن تتأسى به الأجيال وتأخذ من اسمه رمزية الإلهام والقدوة والعصامية في العمل العام فهو من الشخصيات التي (طعن بقرنه) حتى فتح له الصخر وصنع اسمه ونحته على جدار القارة الافريقية ولا أعتقد أن التسمية باسمه ستقلل من مكانته أو تنتقص منها، بل تزده من الشرف الباذخ أن يتطلع شاب طموح مثل احمد دقش لمكانة ابراهيم دقش فلا غرو في ذلك فهو شاب مكافح وقدم نفسه بشكل مختلف فهو صحافي نابه يكتب للصحافة الورقية بقدرات استثنائية ويحلل ويتحدث للصحافة الفضائية والإذاعية بفهم عميق ومهنية عالية .. > دقش الصغير صحافي صغير عمراً وربما تجربة ،لكنه كبير بعقله والمساحات التي ملأها عن جدارة واقتدار وأن الذين شاركوا دقش الصغير في مناسبة عرسه من الذين جايلوه وعاصروه في العمل الإعلامي كانت مشاعرهم صادقة تجاهه لمحبتهم له وصدق مشاعره وتعامله الراقي والمؤدب معهم ، وإنني حزنت جداً للعبارة التي من وجهة نظري الخاصة أنها فلتت من دقش الكبير حين قال :(الوظيفة التي يتمتع بها دقش الصغير في سفارة قطر بالمملكة العربية السعودية ما كان له ليظفر بها لو لا أن اسمه يحمل اسم دقش)..هذه العبارة مسيئة وفيها تقليل من قيمة هذا الشاب ودولة قطر معا ًوإنني أتساءل منذ متى قطر تستوعب الناس في الوظائف بأسمائهم وليس بقدراتهم وخبراتهم ..؟؟ لا أعتقد أن دولة ناهضة بقوة مثل قطر ستأخذ الناس على أسماءهم وتاريخ آباءهم الأقدمين وإلا ما كان لها أن تبلغ هذه الريادة والقيادة والموقع المتقدم بين دول العالم ..نحن المحيطين بأحمد دقش ندرك أنه نال الوظيفة المرموقة بجهده وكسبه ومثابرته ولم يستند على تاريخ أحد مهما كانت مكانته وأنه اجتيازها بعد سلسلة معاينات واختبارات ، ومثل هذه الآراء الناقدة والجارحة وطريقة تعامل الأجيال القديمة مع هذا الجيل قد تثير بعض الحساسات وعدم التقدير، بل قد توصل العلاقة بينهم الى خصومات وتنافر لأن الجيل الحالي قد يشعر بأن هؤلاء الكبار يعملون من أجل الإجهاز عليه وتكسير أي شاب حاول الاقتراب منهم بقدراته الذاتية، ودقش الكبير لا يشبه الشخصيات القديمة التي تعيش في أزمة ومحنة وتظن كل صيحة عليها ولذلك أن يشترك اسمه مع آخرين قصداً أو مصادفة ولا أتوقع أن تأتي بخيتة أخرى من جبال النوبة أو دارفور أو النيل الأزرق وشرق السودان وتبخل عليها بخيتة أمين تلك المرأة الأبنوسية والخبرة السودانية التي صنعت تاريخها العظيم أن تبخل لها بالاسم والتأسي بها كأنموذج لامرأة سودانية ناجحة لأن العقل والاسم الكبير لا يرفض للأجيال أن تتبع مناقبه وسماته لتكون لهم وقوداً دافعا ًورمزية من أجل التحفيز لا الإحباط في مسيرة التطور والتقدم ..
المزيد من المقالات…

فضل الله رابح

الانتباهة

Exit mobile version