يبدو أن كلمة (التكامل) بين شعبي مصر والسودان وبعد أن كانت تعني الموازنة في مواطن النقص من أجل رفعة شأن البلدين تحولت بفعل شر مستطير واستعلاء مكبوت لتعني أن هناك طرفاً أدنى وأضعف وطرفاً آخر أعلى وأفضل، وهذا كل ما تشير إليه الدلائل فعند كل أزمة، يخرج الشعب المصري نافثاً ما في نفسه من سموم عنصرية واستعلائية، وها هي إساءة وكيل وزارة الزراعة بمحافظة القليوبية عبر قناة (سي بي سي) تضيف مكيالاً آخر إلى (كوم الشتم والسباب) إلى (الزول السوداني)، وهو يصف السودان ببلد الزنوج والكوليرا، وذلك في سياق الغضبة المصرية غير المبررة على قرار الخرطوم بوقف استيراد الفواكه المصرية، وخاصة الفراولة، بعدما تحدثت تقارير حول أنها تحوي مواد كيميائية ضارة ناتجة عن استخدام مياه الصرف الصحي في الري.
حقيقة واصفة وليست أساءة
الشاهد أن لفظ (زنوجة) هو حقيقة واصفة وليست بأساءة لكن يكون الإشكال عندما يرى ذلك المسؤول أنه قد رد الصاع صاعين، وهو ينظر للزنوجة بصفة عنصرية استعلائية، ونحن في القرن الواحد العشرين وهذا يقودنا إلى ضرورة استقراء تجذر هذا الفهم في المخيلة المصرية والمؤسف أنه يتجدد مع مرور السنوات، ويأتينا من مسؤول تارة ومن غمار الناس تارة أخرى، وعندما يطلقه هذا المسؤول على شعب كامل فهو بالتالي يطلقه على قارة بأكملها ويبتر دولته من القارة الأم والأنكى والأشد ألماً وأن مصر تغض بطرفها عن كل قائمة المنع وتتجه بالإساءة نحو (حائطها القصير) السودان، لتصب عليه جام خطأها لتأتي قنواتهم وهي تحمل صكوك الاعتذار وكعادتها تتبع بالمثل السوداني (الإضينة دقوا واعتذرلو)، ولكن هل يا ترى (البدخل البطون بغسلو الصابون!)
لذلك من يود أن يرى (الزول السوداني) جيداً بمنظار الشعب المصري عليه أن يتجه إلى حوائط المدونين المصريين على (فيس بوك) وتغريداتهم على (تويتر) ليقضي في جنح من الثانية على أي نزعة حب كان يحملها تجاه مصر وشعبها. ويبدو أن الناظر للراهن الحالي يجد أن الأمر برمته لا بواكي له رغم التقاطعات السياسية والمصالح المشتركة – التي تترنح يميناً ويساراً حيناً بعد حين – لأن الشعب السوداني والأجيال التي دعت للأخوة مع مصر وشعب وادي النيل الواحد قد بدأت تنحسر.
ويرى مراقبون أن هذا الجيل غادر محطة مصر وصارت الهند و(فاس المارواها) أقرب إليه من (وريد أسوان). ولم تعد (إذاعة صوت القاهرة) هي مأوى آذان مستمعي هذا الجيل ولا حتى سلم (العشرة بلدي) البطيء يُسبي أصحاب (إيقاع الدليب والتُم تُم) السريع بل وأشار البعض منهم إلى انقلاب حكاية (عم عُصمان البواب) و(عبده السفرجي) عند المصريين إلى (عبد ربه بتاع العدة) عند السودانيين، وتحدث أحدهم ساخراً: مصر ببساطة وبعد أن كانت (أم الدنيا) صارت (الأم الغائبة عن الدنيا)، بفعل ترهات بنيها وقطعهم لكل الأواصر مع دول الجوار.
مواقف تراكمية
الثابت، أن هذا الأمر لم يأت على عجالة أو قفزة واحدة بل نتيجة لتراكمات كثيرة رغم الشواهد الماضية التي تجعل (السوداني) يقف في موطن الحليم، ويلتفت وراءه قليلاً ويصبر على مضض عندما يرى بطرفٍ خفي مشهد آبائه في العام 1885 والإمام المهدي يطرح مقايضة القائد البريطاني غوردون باشا بإعادة أحمد عرابي من منفاه بـ(جزيرة سرنديب) ويغمض مرة أخرى ليذكر نكسة يونيو (1967) واستقبال الشعب السوداني لجمال عبد الناصر عقب النكسة
وهنا يتبين (عمق الأواصر) تلك الجملة التي ماتت موتاً سريرياً وحتى ما كان يجري من ملاسنات فهو يأتي في إطار الدعابة الأخوية، وعندما كتب الشاعر السوداني (محمد بشير عتيق) أغنية (أنا حالي ظاهر) ففي إحدى أبياتها يقول (أهوى القمر والنيل أهوى الأزاهر) داعبه حينها (الشاعر أحمد رامي) ومن أين لك بالقمر والنيل؟ فأجابه (عتيق) النيل هنا في السودان (نشرب منه ونغتسل فيه ونفعل فيه ما لا أستطيع ذكره ثم ندعة يمضي إليكم)، وحتى ذلك الوقت كان الجميع إخوة يشربون من مجرى واحد، ولكن شرخ الوشائج يزداد اتساعاً بين فينة وأخرى، ليس ابتداءً بتلك الأدوار التمثيلية الركيكة التي حدثت أثناء مباراة مصر والجزائر بالخرطوم في العام2009م لتغطية الهزيمة التي جندت لها القنوات التي ظلت تصرخ ليلاً ونهاراً، وذلك بعد أن فاز منتخب الجزائر وتأهل إلى بطولة كأس العالم الشيء الذي أدى إلى توتر دبلوماسي بين مصر والسودان والجزائر.
ولا ننسى إهانة “الإعلامي أحمد آدم” الذي يقلد السودانيين في برنامج (آدم شو) ثم الإهانة البروتكولية التي تكررت كثيراً بوضع حلايب وشلاتين داخل خريطة دولة مصر في عدد من اللقاءات التي جمعت المسؤولين السودانيين بالمصريين في القاهرة. ولكن لم يشفع للمصريين سوى مطالباتهم للإعلامية الكويتية (فجر السعيد) بالابتعاد عن الشأن السوداني المصري الذي طالبت فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيس بضم السودان إلى مصر، ولكن (اللى على القلب لابد يبان على العين)، وقد عبر عنه وكيل وزارة الزراعة (وجاب من الآخر) ولم يجف حبر اعتذار القناة ليأتي مذيع قناة الجزيرة (أحمد منصور) بجملة حمالة أوجه وهي تحمل بمعناها القريب (كمان ما فاضل فيها الإ السودان؟؟!!) وذلك عندما قررت الخرطوم وقف استيراد الفواكه المصرية إلى حين ثبوت خلوها من المواد الضارة. أما معنى عبارة منصور البعيد فقد شرحه الرجل معتذراً بعد لأيٍ وعنت بـ(حتى أخوه غير راضٍ عنه).
أحداث ميدان مصطفى محمود
وعندما نقلب أوراق ما مضى لابد أن نقف عند المأساة الحقيقية التي حدثت في (ميدان مصطفى محمود) للاجئين السودانيين الذين تم ضربهم أمام مبنى الأمم المتحدة وصفق لهم كل الحضور في ذلك الوقت بل وتمت مساعدة السلطات من قبل الشارع المصري!! وذاك المشهد الكارثي الذي توقف عنده حتى المصريين وطرحه (مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان) – (صالون ابن رشد) في ندوة جاءت تحت عنوان “على هامش مأساة اللاجئين السودانيين: هل من علاج لعنصرية المصريين؟” المصريون لديهم مشكلة عنصرية بالفعل، أم إنها سلوكيات فردية منعزلة؟ والتي قد تجيب على جزء من تساؤلاتنا الآنية وقد أشار فيها بهي الدين حسن مدير المركز إلى مقال للدكتورة شيرين أبو النجا ذكرت فيه أنها صدمت لتصفيق الشباب في الشوارع لقوات الأمن المصري وظهور خطاب عنصري في أوساط هؤلاء الشباب ظهرت تجلياته في وصفهم لهؤلاء اللاجئين بالكفرة والمجوس وأصحاب الرائحة الكريهة.
هنا يقول الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام نبيل عبد الفتاح: إن ما حدث يمثل خروجًا على الرأسمال التاريخي للشعبين المصري والسوداني وأنه عمل لا يمكن تبريره سواء سياسيًا أو أخلاقياً حتى وإن استند إلى حق الدولة في إقرار الأمن الداخلي بها، خاصة أن الحدث وقع إزاء تاريخ من العلاقات والرأسمال الثقافي والرمزي والتصاهري والذي يشكل ركناً أساسياً من أركان السياسة الخارجية المصرية تاريخياً وأيضاً من العلاقات بين شعبي البلدين.
وصف عبد الفتاح آنذاك ذلك الأمر بأنه يمثل مشكلة نخبة ثقافية وسياسية باتت في أزمة حقيقية حيث تفتقر لمهارات جديدة أولها هو كيف تضبط مفرداتها وصفاتها وكيف أيضا تصوغ أسئلتها معتبراً أن ذلك يشكل عرضاً من أعراض مرض بات بنائياً في تركيب التفكير السائد لدى النخب الحاكمة والثقافية. وأكد عبد الفتاح أن هناك مشكلات اجتماعية عديدة، بل وجزء رئيسي منها ناتج عن تنشئة لنخب باتت معتلة منذ ما لا يقل عن ثلاثة عقود وتدهور في مستويات تجديد هذه النخبة السياسية والثقافية والإعلامية، ومن ثم تدهور للمهارات وتآكل للكفاءات بما يمثل كارثة من كوارث مصر.
وقال إن الباحث الموضوعي لا يملك سوى التوقف بدهشة وتعجب شديدين إزاء بعض ردود الأفعال الحاملة للعنف الرمزي التي تستمد مادتها من عدد من المصادر أولها وقائع العنف الأمني إزاء اللاجئين وثانيها تاريخ العلاقات المصرية السودانية، سواء أيام الحكم المصري أو الحكم الثنائي الأنجلو مصري في السودان قبل الاستقلال.
أما ثالث المصادر في رأي عبد الفتاح فيتمثل في النزعة الاختزالية للعلاقات المصرية السودانية في إطار ملفي المياه والأمن مع استبعاد الرأسمال الثقافي والشعبي المشترك. وأشار إلى أنه لا ينبغي النظر إلى ردود الأفعال هذه باعتبار الشعب المصري كتلة واحدة متجانسة وتجاهل التنوعات في إطار الموحدات القومية للأمة المصرية. وأضاف أن النزعات العرقية والعنصرية ظهرت في ثلاثينيات القرن الثامن عشر وتشير إلى عقائد التفوق العرقي ولا سيما الفرضية القائلة إن العرق يحدد الثقافة واستمر استعمالها بهذا المعنى حتى ستينيات القرن الماضي، حيث اكتسبت إيحاءً أوسع موضحاً أننا في الفترة الحالية إزاء بعض الاستخدام الاجتماعي للمعتقدات الشعبية حول طبيعة العرق أكثر من قيام ذلك على معرفة علمية.
ودعا كذلك إلى التفرقة بين أسطورة التفوق العرقي وبين بروز بعض أشكال الحماية القومية في بعض المجتمعات كما يحدث في مصر أثناء الأزمات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الكبرى. وقال عبد الفتاح إن المجتمع المصري مأزوم ولديه ميراث خمسة عقود ويزيد من الاستبداد السياسي والنظام التعبوي وغياب المبادرات الخاصة وتآكل القيم الديمقراطية، مشيراً إلى أن بعض أبناء الشعب المصري يحاولون من خلال عمليات الحراك السياسي – التي تأزمت مؤخراً أيضًا- فتح أبواب أخرى لإعادة مناقشة مشكلات مجتمع في حالة أزمة.
أزمة تسامح
وبدوره أشار نجاد البرعي مدير جماعة تنمية الديمقراطية إلى أن المجتمع المصري أصبح أقل تسامحاً وهو أمر ليس له علاقة بالبيض والسود، مشيراً إلى أن المجتمعات العربية عموماً وفيها المجتمعان المصري والسوداني أقل تسامحاً لكنها لم تصل إلى فكرة العنصرية وأن العنصرية ذاتها لم تعد بنفس التعريف الكلاسيكي بأن يشعر جنس بالتفوق إزاء أجناس أخرى، وأصبحت هناك أنواع أخرى تقوم على فكرة أن الآخر ربما يكون أقل مني قليلاً أو “يهدد مصالحي” فأنظر له على أنه عدو وليس شرطاً أن أرى أنني “متفوق عليه”.
الضجة المتوهمة
وقلل رئيس تحرير صحيفة “التيار” عثمان ميرغني من هذه الضجة واصفاً إياها بالمتوهمة معولاً بذلك على العلاقة الطويلة الممتدة بحكم الجوار الجغرافي والارتباط التاريخي، وعلل ميرغني موقفه هذا، بأن العلاقة مع مصر أتت نتاجاً لحقب تاريخية طويلة واتصال مباشر بين المجتمعين وعلى العديد من الاتجاهات وخلافاً للمعروف في الاتجاه السياسي منذ الفترة التركية وما بعدها، وقد كان هناك اتصال في المجال العلمي ممثلاً بالطلاب الذين يدرسون بالأزهر وقد تم منحهم (رواق السنارية الخاص بالأزهر) مضيفاً أن هنالك بعض المتغيرات التي حدثت بعد الاستقلال والتي دخلت فيها بعض الزوايا الأخرى كالمتغيرات الثقافية التي ترتبط بالأمم خاصة في فترات التكوين والتي أوجدت نوعاً من الحساسية والقضايا المتوهمة وليست بالحقيقية والتي أدت إلى غياب التعامل الطبيعي بين البلدين وصارت علاقة بين أنظمة سياسية إذا غضبت تمارس الصفع بأعتى ما تيسر، وإذا ما تراضت تمارس القبلات على الجبين بمنتهى الأريحية. لكنها تستطيع أن تتغير إلى النقيض تماماً خلال 24 ساعة حسب الوضع السياسي، هذا الأمر الذي انعكس على حساب مصالح الشعبين التي ضاعت تحت وابل التراشق السياسي بين الطرفين.
ومضى ميرغني قائلاً إن الضجة التي أثيرت حالياً هي في تقديري لا تشكل معلماً بارزاً في سماء الطرفين، لأن فضاء الوسائط الحديثة أتاح لكل شخص أن يعبر عن نفسه، وهذا التعبير غالباً عندما يأخذ شكلاً قاعدياً على مستوى الجماهير يصبح غير منضبط وغير مؤاخذ وهو أقرب للتنفيس أحياناً، وأقرب إلى (النكات) ونوع من التسلية ولا يؤخذ بشكلٍ جدي، ولكن تؤخذ التصريحات الرسمية بجدية كتصريح وكيل وزارة الزراعة المصري الذي اعتذرت عنه القناة، وهذه التصريحات غير مقبولة على الإطلاق ويجب أن تؤخذ عبر القنوات الدبلوماسية، ولكن هل تشكل عائقاً على مستقبل العلاقات بين البلدين؟؟ بالطبع لا تؤثر، فهذا الرأي (يعد نوعاً من السطحية)، فالعلاقات بين الدول تقوم على المصالح المتبادلة والعلاقة، بيننا والشعب المصري ذات مصالح كبرى لا يمكن في يوم من الأيام التخلص منها طالما أننا دولتا جوار، ويربط بيننا نيل كبير.
وأبدى عثمان ميرغني استغرابه واستياءه من الإحساس الذي يعترينا بخصوص نظرة المصريين الدونية لنا فهذه القضايا متوهمة، ولماذا نشعر بالدونية؟؟!! نحن دولة كبرى نملك موارد وخيرات وأكبر مساحة من مصر، لماذا نعتقد ذلك ولدينا العديد من الإمكانيات. ويعود عثمان متسائلاً: لماذا دائماً نحن نحتاج إلى صك احترام وتوقير من مصر؟ ولدينا القوام الذاتي التاريخي والإنساني العميق وحضارتنا ليست بأقل من الحضارة المصرية؟؟ فما هو السبب الذي يجعلنا نسقط هذا الإحساس؟؟ وإن الإساءة تحسب على الشخص وهي لا تشمل الرأي العام المصري، مضيفاً انه لاحظ ذلك بحكم دراسته بمصر والتي شهد فيها أشياء تبين مدى صدق الإخوة والعلاقة ابتداءً من الرسوم الدراسية والعلاجية التي كان يُعامل فيها السودانيون كالمصريين تماماً، وقال: لم ندفع بالعملة الصعبة كبقية الدول العربية وكنا نقيم كل نشاطنا السياسي من انتخابات وندوات وكأننا في السودان، لم نشعر بتمييز، لذلك فالشعب المصري ميال للسخرية والنكتة و(يضحك وينكت على نفسه؟!) وتحميل هذا الأمر أكثر من محموله ما هو إلا إحساس بالدونية وغرق في بئر من الأوهام التي لا أساس لها من الصحة.
لا داعي للانزعاج
ووصف الأكاديمي والإعلامي عبد الله آدم خاطر حديث وكيل وزارة الزراعة المصري بالواقعي، وقال إن السودان يعاني من مشكلات صحية كبيرة، وما علينا سوى الاستفادة من هذا الدرس بمكافحة المرض الذي أتى علينا بالموت المستعجل وبعد ذلك صار مسبةً وشتيمة لنا كشعب. ومضى خاطر قائلاً: أما كوننا زنوج فهذه حقيقة لذلك ومن ذات الدواعي ألا نمارس العنصرية بالداخل. لكنه عاد وقال بأن الشعبين يدركان تماماً كمية الحب والتسامح التي يحملانها لبعض.
مواقف حاسمة
وبعيداً عن الوجهة التي مضى إليها عثمان ميرغني وعبد الله آدم خاطر، فإن المحلل السياسي عز الدين المنصور، يرى أن الحكومة المصرية ظلت تمارس استعلاء سياسياً غير مبرر على السودان، وقال المنصور لـ(الصيحة) إن النخب المصرية تتعامل بنوع من الوصاية في الشأن السوداني، لدرجة أن رجلاً مثل توفيق عكاشة يصر على أنه لا يعترف بدولة اسمها السودان، بمظان أن الملك فاروق كان ملكاً على مصر والسودان، مع أن التاريخ والحفريات والمرويات برهنت بجلاء على أن الملك أسرة ترهاقا حكمت مصر والسودان لمئات السنوات.
وأشار المنصور إلى أن غالبية الشعب المصري منقاد ومتأثر بنظرية التعمية والتجريف الذي تمارسه عليه النخب والانتلجنسيا هناك، وهو ما أسهم في ظهور أصوات شعبية مصرية تسخر من السودانيين، وتنظر إليهم بدونية مفرطة، وطالب عز الدين الحكومة السودانية باتخاذ موقف حاسم حيال هذه الإساءات المتكررة من الجانب المصري رسمياً وشعبياً، حتى تصون كرامة الوطن والمواطنين. ومضى إلى أبعد من ذلك وطالب بإعادة النظر في اتفاقية الحريات الأربع، خاصة بعدما جرت الإساءات على ألسنة مصرية حكومية.