ميلاد جماهير جديدة في الملاعب السودانية

شهد الموسم الجاري من الدوري السوداني ميلاد جماهير جديدة في المدرجات، إذ بدأ المتابعون الانجذاب إلى مباريات غير التي يشارك بها الهلال أو المريخ، طرفي القمة، في ظاهرة لم تكن موجودة على مدار أكثر من عقدين.

فالأمر الطبيعي حين يلعب الهلال والمريخ بملعبيهما أو خارجهما أن يحظيا بمتابعة جماهيرية كبيرة تتراوح ما بين 10-15 ألف في المباريات المتوسطة والكبيرة، لكن حدث هذا الموسم تحول أدى للفت الأنظار وهو ميلاد جمهور انتبه إلى فرق أخرى يرى أنها تستحق المتابعة، كجماهير العاصمة الخرطوم.

ذلك بالضبط ما حدث في المباراة التي جمعت بين الخرطوم الوطني والهلال الأبيض قبل نحو أسبوعين بالأسبوع 31 من بطولة الدوري، التي دخلها جمهور تجاوز بضعة آلاف، ما أثار دهشة المتابعين في ملعب حليم شداد بالعاصمة، فقد بلغ دخل تلك المباراة 27 مليون جنيه، ولم يكن المبلغ هو ما أسعد مراقبي المباراة بقدر الحضور الجماهيري غير المعتاد لمباراة ليس لطرفي القمة السودانية وجود فيها.

ولكن واحدة من أسباب ذلك الحضور الجماهيري هو المستوى الفني الذي بدأ يظهر عليه الخرطوم الوطني والأهلي شندي في آخر ثلاث مواسم، إلى جانب الفوزين التاريخيين اللذين حققهما الهلال الأبيض على كل من الهلال والمريخ بملعبيهما وبنتائج كبيرة وغير مألوفة في تاريخ الناديين الكبيرين 4-2 و5-1 على التوالي، ورغم ذلك فإن الهلال الأبيض مازال بحاجة لموسمين قادمين على الأقل ليثبت أن الفوزين على طرفي القمة لم يكونا صدفة، بعدما فاز الأهلي شندي والخرطوم على فريقي القمة مرارا وتكرارا من قبل.

وعلق أشهر محلل رياضي لكرة القدم السودانية ورئيس القسم الرياضي بالإذاعة السودانية “راديو أم درمان”، عبدالرحمن عبدالرسول، في تصريح ل على بداية عودة الجماهير للملاعب، بقوله “هذا يدل على أن المستوى الفني للبطولة بدأ يقنع الجمهور، خصوصا أن مستوى فريقين كالخرطوم الوطني والهلال الأبيض هذا الموسم كان جيدا، لاسيما في الدور الثاني من الموسم فهما الأبطال الحقيقيين في رأيي”.

وأضاف عبدالرسول “الفريقان يلعبان كرة قدم جميلة وحديثة ولديهما توظيف عال جدا لقدرات اللاعبين، أرجو أن ينتبه لها المراقبون، كما متابعة الجمهور لمبارياتهما يعكس الذوق الرفيع للجماهير التي لا تجذبها إلا كرة القدم الجميلة”.

وبعيدا عن الدوري الممتاز، فإن ظاهرة تدافع الجماهير لمباريات دوري الدرجة الثانية بالعاصمة الخرطوم وخصوصا بملعبي حليم شداد ودار الرياضة “الملعب القديم” بمدينة أم درمان لفتت الأنظار، فجمهور لفريقين مثل توتي والامتداد يحضر بالمئات، ويتشكل في مجموعات أولتراس لتشجيع اللاعبين في مباريات الفريقين.

ويتطور الحضور الجماهيري الكثيف لمباريات الدرجة الثانية في دوري العاصمة الخرطوم بدخول مرحلة الدوري الذهبي، الذي تتنافس فيه الفرق لأجل الصعود إلى الدرجة الأولى.

كووورة

Exit mobile version