أثار بث القناة الثانية الإسرائيلية، أمس الثلاثاء، تقريراً حول حفل “الذكرى 38 لموافقة الكنيست على اتفاقية كامب ديفيد في 27 سبتمبر/أيلول 1978” غضباً سياسياً بين المصريين.
وكشفت القناة السابعة الإسرائيلية أنه تم تغيير اسم “معبر طابا” ليصبح “مناحيم بيغن”، بحضور عدد من المسؤولين المصريين.
ولفتت القناة إلى أن “مراسم إطلاق اسم “بيغن” كانت بمشاركة وزير المواصلات الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وأسرة “بيغن” والقنصل المصري في إيلات، والمدير العام لهيئة المطارات، ورئيس بلدية إيلات، ومندوبين عن مركز تراث رابين، وطلاب مدرسة “مناحيم بيغن” في إيلات وغيرهم من كبار الشخصيات من إسرائيل ومصر”.
وأشارت القناة إلى أنه من المنصف إطلاق اسم “بيغن” الذي خطط ووقّع على معاهدة السلام مع مصر.
وقال وزير النقل الإسرائيلي، يسرئيل كيتس، “اليوم هناك مصالح مشتركة بين إسرائيل ومصر، أهمها المصلحة الأمنية والنضال المشترك ضد التخريب الذي يقوده الشيعة وإيران، والإرهاب بقيادة داعش. اتفاق السلام يعتبر ركيزة للعمليات المشتركة بين مصر وإسرائيل في هذه المجالات”.
وأوضحت القناة الإسرائيلية أن “مراسم تغيير اسم المعبر جرت “أمس” الثلاثاء، في نفس اليوم التاريخي قبل 38 عاما (27 سبتمبر/أيلول 1978) الذي صوّت فيه 84 عضواً بالكنيست، ومعارضة 19 وامتناع 17، على الاتفاقات الإطارية لكامب ديفيد بين إسرائيل ومصر، بعد عام من تعيين بيغن في منصب رئيس وزراء إسرائيل”.
وأثار الإعلان استياء عدد من السياسيين، وانتقد أستاذ العلوم السياسية د.سيف عبد الفتاح، الأمر، قائلا في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”: “بحضور مسؤولين مصريين.. إسرائيل تغيّر اسم معبر طابا إلى “بيغن”!!، أقذر فترة في تاريخ مصر.. عمالة وخيانة بلا حدود”.
كذلك استنكر أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، يحيى القزاز، الخطوة، قائلا عبر صفحته على فيسبوك: “نحن نعيش عصر صهينة مصر، القناة السابعة العبرية تؤكد تغيير اسم معبر طابا الحدودي اعتباراً من اليوم الثلاثاء إلى معبر بيغن، تخليداً لاسم رئيس وزراء إسرائيل الأسبق”.
فيما اعتبر الباحث في الشأن القومي العربي محمد سيف الدولة، المشاركة في احتفال تغيير إسرائيل لاسم معبر طابا عاراً وخيانة.
”
أثار الإعلان استياء عدد من السياسيين المصريين
”
وقال في تدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”: “مشاركة ومباركة مصرية للاحتفال الصهيوني بتغيير اسم معبر مصري فلسطيني إلى اسم شخص إرهابي صهيوني من روسيا البيضاء اسمه مناحم بيغن!”.
وأضاف: “في الذكرى 38 لموافقة الكنيست على اتفاقية كامب ديفيد في 27 سبتمبر/أيلول 1978، دولة الاحتلال المسماة بإسرائيل تغيّر اسم معبر طابا إلى معبر بيغن، في حضور القنصل المصري في أم الرشاش المحتلة (إيلات)”.
وتابع: “مناحم بيغن هو أحد أخطر الإرهابيين الصهاينة، خطط وقاد وشارك في عشرات المذابح للفلسطينيين، وعلى رأسها مذبحة دير ياسين”.
وواصل: “أما معبر طابا فيجوز للإسرائيليين الدخول منه إلى سيناء والبقاء والعربدة والتجسس والاختراق والتخريب لمدة 15 يوما بدون تأشيرة وفقاً لاتفاقية طابا، أحد توابع كامب ديفيد وكوارثها”.
وأكمل: “في الوقت الذي تغلق السلطات المصرية معبر رفح في وجه الفلسطينيين وتحرم عليهم الأرض المصرية إلا وفقا لإجراءات أمنية صارمة”.
وأردف: “لا يعقل أن يوجد ما يربط بين مهاجر إرهابي من روسيا البيضاء وبين معبر عربي، سوى الصهيونية والاحتلال وكامب ديفيد”.
واختتم: “وعار على السلطة المصرية أن تشارك وتبارك هذا الإجراء الصهيوني الذي يسعى إلى طمس كل ما هو عربي في إطار سياسات التهويد والأسرلة التي يمارسها الاحتلال كل يوم”.
يشار إلى أنه في 25 سبتمبر/أيلول الجاري، ذكر موقع “زي بوليس” الإسرائيلي أن وزير التعاون الإقليمي أيوب القرا تقدم بمبادرة لتغيير اسم معبر “طابا” إلى معبر “بيغن”، موضحا أن السبب في ذلك هو المساهمات التي قدمها رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق مناحم بيغن في السلام مع مصر.
كما طالب “القرا” صندوق النقد الدولي بدعم مادي من أجل إنشاء منطقة صناعية حرة مشتركة بين مصر والأردن وإسرائيل تحت اسم “‘free-zone’ وإنشاء معبر حر من دون جوازات سفر.
وقال “القرا” إنه عند الضرورة سيتم إنشاء جسر مائي لتدعيم الاقتصاد والسلام بين الدول الثلاث، وجاء ذلك خلال لقاء القرا مع نائب مدير البنك الدولي حافظ غانم في اجتماع عقد بواشنطن، يوم 24 سبتمبر/أيلول الجاري.
يذكر أنه قبل 38 عاما (27 سبتمبر/أيلول 1978) صوّت 84 عضواً بالكنيست، بمعارضة 19 وامتناع 17، على الاتفاقات الإطارية لكامب ديفيد بين إسرائيل ومصر، بعد عام من تعيين بيغن في منصب رئيس وزراء إسرائيل.
وقبل ذلك بعام في 1977، دعا “بيغن” الرئيس المصري أنور السادات لزيارة تاريخية إلى القدس، وبعد مفاوضات مكثفة وقع في واشنطن على معاهدة السلام مع مصر وحصل مناصفة مع السادات على جائزة نوبل للسلام. وتعد معاهدة السلام مع مصر الأولى من نوعها التي توقعها إسرائيل مع دولة عربية.
وبتوقيع المعاهدة تم افتتاح معبر طابا أمام المارة، بعد يوم واحد من الانسحاب الإسرائيلي من سيناء.
وفي البداية عمل المعبر من داخل خيمة، بعدها جرت إضافة كرافانات وأكواخ وبمرور الوقت أقيم المبنى.
وفي عام 1989، وبعد تحكيم دولي حول منطقة طابا، صدر قرار بنقل الشاطئ العام وفندق سونيستا إلى السيادة المصرية. بعد ذلك، تزايدت حركة المسافرين والنشاطات على المعبر وفتح 24 ساعة يومياً. وفي سبتمبر/أيلول 1995 افتتح المعبر الجديد.
وتتميز منطقة المعبر بقطاع ضيق بين الجبل والبحر يمر خلاله نحو مليون مسافر سنوياً، ويستغل الحجاج من مصر والأردن والسعودية المعبر في الحج للمناطق المقدسة في السعودية.
وتدير سلطة المطارات الإسرائيلية المعبر الواقع على الطريق رقم 90 على بعد نحو 10 كليومترات جنوب إيلات.
ومعظم المارين في المعبر من الحجاج ومواطنين إسرائيليين يقصدون المنتجعات في خليج إيلات وسيناء أو التجول في المناطق المسيحية المقدسة، خاصة في فترات أعياد الفصح والمظال وأشهر الصيف.
وتتمتع العلاقات المصرية الإسرائيلية منذ وصول الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، للحكم بعد الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013، بحالة من الدفء والتناغم، على كافة المستويات.
العربي الجديد