داخل كل بص سفري تتربع شاشة للمشاهدة تبث على مدار ساعات طوال تزيد ولا تنقص أغاني ومقاطع من برامج ونكات وأفلام، وتتميز شاشات البصات السفرية على شاشات الفضائيات بأن الجلوس أمام الأولى إجباري ولا فكاك منه، بينما الجلوس أمام الثانية اختياري قد يمتد لدقيقة أو لساعة على حسب مزاج المشاهد الذي ينتقل إلى قناة أخرى متى ما أحس بالملل، وهذا يجعل لشاشات البصات تأثيراً أقوى وأرسخ من الفضائيات، ويقدمها لتكون أفضل وسيلة للترويج والإعلان.
والفنانون الشباب هم الأكثر حظاً في الظهور على شاشات البصات السفرية، تضاف إليهم الفرق الكوميدية وبعض الاسكتشات الدرامية. ويلاحظ أن أكثر الفيديوكليبات التي تعرض مأخوذة من برنامج (أغاني وأغاني).
{ فلاشات
بعض المسافرين يستهجنون تحكم المضيفين في اختيار الأغاني التي تبث ويرون أنهم يفرضون أذواقهم على بقية الركاب، والمضيفون ينفون هذه التهمة عن أنفسهم مثلما ذكر أحدهم أن هذه الأغاني تأتيهم جاهزة في شكل (فلاشات) كهدايا من بعض نجوم الساحة الفنية الذين يعدّون الظهور من خلال شاشات البصات مهماً للترويج لأعمالهم.
{ مائة أغنية
أحد سائقي البصات السفرية قال إن ما يبث في الرحلة الواحدة يتجاوز المائة أغنية لعشرات الفنانين، وهذا يعني أن الكل سيجد من يحب الاستماع إليه، ويضيف: (نحن كسائقين لا ينالنا من الطيب نصيب فيما يبث عبر الشاشة لأننا منشغلون بمراقبة الطريق).
{ سؤال
“عبد الرحمن بابكر”– مسافر- قال: (أجمل ما في السفر عبر البصات مشاهدة الأغاني والنكات والأفلام)، وأضاف: (أنا شخصياً لا أركب البص ما لم أتأكد أن شاشته تعمل وأول شيء أفعله أسأل المضيف: هل الشاشة تعمل؟).
{ ذهاب وعودة
مسافر آخر قال: (بعض البصات يقدم أغاني جميلة لفنانين كبار ولكن بعضها يركز على الفنانين الشباب فقط)، ويزيد وهو يضحك: (لكن لو حظك كعب تصادفك نفس الأغاني والنكات في رحلة الذهاب والعودة).
{ هرج ومرج
أحد المسافرين قال: (مشكلة المشاهدة في البصات السفرية أن ما يقدم لا يرضي أذواق الجميع، وكثيراً ما يحدث هرج ومرج بين المسافرين داخل البص بين من يطالبون بتغيير أغنية أو فنان بعينه، وآخرين يطالبون بعدم تغييرها، وهنا يقع المضيف في حيرة كبيرة).
{ استهجان
الحاج “الوسيلة الطيب”- مسافر- قال بغضب: (هذه البصات لا تقدم سوى الأغاني والنكات، وهذه أمور غير مفيدة يفترض أن تقدم للناس ما ينفعهم مثل الندوات الدينية التي تفيد المؤمن في دنياه وآخرته. ويحمد لبعض البصات أنها تقدم ندوات الراحل المقيم محمد سيد حاج وفيها نفع كبير للناس).
{ إعلان وترويج
“محمد الفاضل”- مسافر- أشار: (بكل صراحة السفر يعدّ فسحة جيدة للاستماع والمشاهدة، وأنا شخصياً عرفت بعض الفنانين من خلال رحلاتي السفرية، وفي رأيي شاشات البصات مساحات مغرية جداً للإعلان والترويج، وأعجب لماذا لم تفكر الشركات والمؤسسات الكبيرة في الإعلان عبرها).
{فني كمبيوتر
“صبري” فني كمبيوتر دلني عليه أحد المضيفين وأخبرني بأنهم يقومون بتعبئة الفلاشات منه، “صبري” أوضح: (ليس هنالك خطة معينة لاختيار الأغاني فقط نختار الأكثر رواجاً ولا نركز على فنان بعينه ويكون الاختيار بطريقة عشوائية).
المجهر – خالد الفاضل
صحيفة المجهر السياسي